الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث هاديء وسط سعير النيران

كفاح حسن

2015 / 3 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


أنا - كغيري من العراقيين - أتابع بألم تسلسل الأحداث الدامية في بلدنا الجريح. فكما هدد الدكتاتور بأنه سيترك العراق بعده أرض محروقة, تؤكد الأحداث مصداقية في تهديده.
فلم يجلب الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003 لبلدنا سوى الدمار و الخراب. فبعد أن كان العراقيين موحدين في عدائهم للدكتاتور, و موحدين في تعرضهم لنيران و قمع الإجرام الصدامي, رماهم الأمريكان و دول الجوار في حرب طائفية حقودة و مدمرة. أدت ألى تفتيت وحدة و لحمة الشعب المسكين المغلوب على أمره.
كما و إن الأحزاب التي سطت على الحكم بمساعدة الأمريكان, كانت أحزاب هجينة لا تنتمي إلى تأريخ العراق و حضارته. و إعتبرت البلد غنيمة حرب , و تناحرت على إقتسام الغنيمة. و لا يربط قادة هذه الأحزاب بأي رابط وطني. بل هم مجرد منفذين لأجندة دول الجوار تحت شعارات طائفية و قومانية.
و بدلا من بناء دولة عراقية جديدة. تكون إمتداد لحضارة هذا البلد و تأريخه. و ضعت العصي في عجلة إعادة البناء. و راح كل طرف يسعى لبناء عصاباته (ميليشياته). و إبتلينا بتنظيمات مثل القاعدة و عصائب الحق. فلم تكن حربهم سوى حرب إيرانية تركية سعودية بدماء عراقية.
و منذ 2014 خرج للساحة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام) و الذي هو إمتداد للتنظيمات الطائفية التي سبقته. ووسط تواصل التناحر على إقتسام الغنائم بين الأطراف الحاكمة و هزالة الدولة و جيشها, إستطاع داعش تحقيق إنتصارات درامية, رافقتها مجازر خطط لها لتنهي من العراق بلدا و شعبا.
إن المجازر التي إقترفتها داعش أثارت الغيرة الوطنية لدى العراقيين. كما أثارت تذمرهم الشديد من رجال الحكم الفاشلين في واجباتهم التي إئتمنهم العراقيين عليها. و إضطرت المرجعية الشيعية إلى توجيه ندائها لمواليها للتوجه إلى ساحات المعارك ضد داعش حيث الوطن و (الطائفة) في خطر. و هبت الجموع من مختلف المدن و القرى و الأرياف لتشن جربا بلحمها و عظامها ضد داعش, كما هب المسلمون الأوائل في الدفاع عن الإسلام وهم عزل أمام قريش الحاكمة.
و كلنا نلاحظ حماس قوات (الحشد الشعبي) و لكنهم يحاربون بأسلحة قديمة و بدون أي تدريب ضروري لخوض المعارك. كما إن السلطة تستخدمهم كألغام بشرية رخيصة لفتح الثغرات في جبهة العدو. و أنا أتابع تفاصيل إستشهاد إبن مدينتي البطل أحمد زيني. أجد إن إستشهاده حدث لضعف أو إنعدام التدريب العسكري الضروري لخوض المعارك. و هذه الطريقة في زج الحشود البشرية في معارك دون أن تهيأ هذه الحشود لخوض المعارك هي طريقة إنفردت بها إيران في حربها الطويلة ضد العراق في القرن الماضي. و لازالت منطبعة في ذاكرتي قوافل الفلاحين الإيرانيين العزل التي تقدمت أمام قوات البازدار و الجيش الإيراني لتفتح لها حقول الألغام في حوض حاجي عمران في أيلول 1983. حيث وضع الجيش لوحات على طريق حاجي عمران تشير إلى المسافة المتبقية للوصول إلى كربلاء.
كانت إسئلة هؤلاء المساكين لنا..
- كجا كربلاء (أين كربلاء)؟
حيث إوهموا هؤلاء المساكين إن كربلاء تقع في هضاب حاجي عمران..
و مما يؤسف له هو تقبل المقاتلين تواجد قادة حكوميين إيرانيين وسطهم..
لقد أوهمت الحمى الطائفية المقاتلين الشرفاء بأن الضباط الإيرانيين جاءوا لنصرتهم!
و هل يعقل ذلك..إن تسلسل الأحداث بعد إنهيار نظام الشاه أثبتت إن نظام الملالي لديه أجندته و مطامعه في المنطقة و التي يغلفها بشعارات طائفية جوفاء.
إن تزايد الدعاية الطائفية في وسائل الإعلام و في ساحات المعارك تنصب في خدمة المطامع الإيرانية في العراق..و لا أحد منا يرغب في أن تسيل دماء أبناء بلدنا حدمة لأجندة إيرانية حاقدة على العراق و العراقيين..
يجب تحطيم داعش بأيدي و إرادة عراقية بحته..
ولا ينبغي البحث عن ثارات مختلقة بين أبناء البلد الواحد..
في لحمتنا ووحدتنا نبني البلد و نقطع الطريق على الطامعين و الشامتين به..
اللهم إشهد إني بلغت..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار


.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر


.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل




.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية