الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.

عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

2015 / 3 / 9
الادب والفن


كاد كف يدها يضيع بكفي وهي تصافحني اعتقدت بذوبانه ذعرت فاتحا يدي.....
- مالك استاذ حسن تبدو مضطربا عسى ان يكون خيرا.....
نظرت ذات يوم إلى الملك جلجامش، ، بعد أن عاد من معركته الرهيبة مع العفريت (خمبابا)، المُوكل بحراسة غابات الأرز، فأسرها جماله، وفتنتها رجولته، فعرضت عليه أن يتزوَّجها. ولكن جلجامش رفض عرضها خوفاً من تَقلّب أحوالها وخشية خيانتها له، ولم يتردد في الإفصاح عن مشاعره الحقيقية، فتمادى في جرح مشاعرها بقوله:
(( ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد
أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها…
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها..))
سأعتني بقلبي جيدا كنت اؤكد قبيل لقائي بها بلحظات انني استطيع ان امنع عنه الحب بل سأمنع ان يراها ذلك القلب الهرم....
- لاشيء ست انني متوعك قليلا فقط
- جئت من بغداد خصيصا كي اسمعك
- ليس لهذه الدرجة ههههههه
- واكثر استاذ حسن.......
لم يك بينهما سوى هاجس من الاماني والخذلان حسن بكل امانيه وقلقه مما يحيط به... ومماسيكلفه لقاؤه هذا مع تلك المرأة ...والمرأة بعنفوانها ثمة امر ما يدفعها لتذكر امر من تلك الليالي المفخخة بالمؤجل فهي تغامر من اجله من اجل ان تثبت صدق افتراضها ان حسن الهامش اكثر صدقا من الواقع المعاش الذي يفرضه اولئك العابرون لمنافذ الانحطاط ..
ادركت ان كل ماتحسه الان من افتراضات تغلي في روحها هو امتداد لتلك الايام التي كانت تفصلها عن لقاء حسن....امها وعنادها ابوها ووعيده انها تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله.. كانت في المطبخ تعد الشاي لزوار امها التي دعت كل نساء العائلة الكبيرة سراً للمساهمة باقناع فاطمة بالعدول عن فكرة السفر... كان حشد المتبرجات يشغل حيزاً كبيراً من الصالة والاصوات الخفيضة بين النساء المتواجدات يشي بتلك المؤامرة .. وفاطمة تهيء دفاعاتها للخروج من تلك الاحراجات التي زرعتها ( الخانم )..... انها تعرف سلفا انها ستصبح حكاية تلك العوائل وموضوعهم الاثير لأيام بل قد يكون لأشهر ... فأي منهم سيرحمها .. سيقال انها فتاة منفلتة وقد تقال اشياء غير لطيفة وقد تنسج الحكايات والقصص عن سبب اصرارها على السفر و.....و...و..و . لذلك كان عليها ان تكون واثقة من دفاعاتها ومقنعة وان تبدو امامهن هادئة كما يعرفنها من قبل بالرغم من قناعاتها ان امها الخانم قد احكمت الفخ.......
دخلت فاطمه الى غرفة الاستقبال مرحبة بنساء العائلة المتبرجات . رمقت امها بنظرة عتب . فقد كان الكل مهيأ ومعبأ ....
- والله واصبحت مرأة فاطمة....
كانت المتحدثة امرأة في العقد الخامس من العمر تبدو من الجرأة واللامبالاة لحد يثير الاستغراب...
-شكرا ست نرجس
تعرف فاطمة ان نرجس لن تدعها بحالها وأنها ستنتقم من ابيها من خلالها .. فكما تقول الشائعات ان ابا فاطمة سبب عنوستها .. فقد كانت نرجس الصفار حكايته الاثيرة
في جلسات السهر لذلك اصبحت نرجس خطاً احمر لكل طالبين الزواج
نرجس- الحلوة تكبر وتكبر احلامها معها
فاطمة- سُنة الحياة ست نرجس
نرجس- قولي عمة نرجس حبيبتي
تتدخل ام فاطمة ....
- ست نرجس دائما تتدخل بالخير وبرغم انقطاعها عن زيارتنا انها تسكن القلب
نرجس- القلوب عند بعضها ..
تتابع موجهة حديثها لفاطمة
- عزيزتي الدنيا ليس لها امان والوقت حرج وانت بنت ناس والكل يخاف ويحرص عليك
فاطمة مقاطعة - عفواً ممن ؟؟؟؟
نرجس- من اي شيء .. السفر مثلا وانت فتاة لاحول لك ولاقوة كما ان العالم على حافة فوهة بركان ... خذي مثلا بالأمس اتصلت بعمك هه الأستاذ ابو عبدالله امين سر فرع الحزب بالعمارة واكد لي عدم ارتياحه من الزمن القادم في تلك المدينة.....
قفزت حينها فكرة لذهن فاطمة احست ان معجزة سماوية انطقت نرجس بذكرها ابا عبدالله .فأبو عبدالله من اصدقاء ابيها المقربين جدا فقد عاشا ردحا طويلا من الزمن في مدينة الموصل حتى فرقتهما الايام كل الى مقر عمله .. حاولت فاطمة ان تستفيد من هذه الفرصة للحد الممكن
- ست نرجس انت تعرفين اني مكلفة بأتمام بحث يتقصى اهمية الشعر العراقي وكما تعرفين انه واجب وكما تذكرين انت دائما اننا عائلة لاتتوانى عن اداء واجبها المقدس في اقسى الظروف.. لذا سأقترح اقتراحا يسعد الجميع ولايخل بعملي .. هو اني اسافر بعد اذن والدتي صوب عمي ابو عبدالله لمدينة العمارة وسأكون مكفولة بوجوده هناك واعتقد اني سأحاول ان يكون نموذج كتاباتي ومثالها شعراء تلك المدينة وبذلك سأكون قد حققت جوهر عملي وارضاء وطمأنينة العائلة ...
احست فاطمة بالانتصار كما يبدو من خلال صمت الاخرين وهدوء غرفة الاستقبال الا من وقع خطى امها فوزية خانم......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في