الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمرة الألف مرارتي اتفأعت ..

عمرو اسماعيل

2015 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت الكلام التالي سنة 2004 .. فهل تغير شيئا حتي بعد ما يطلق عليها ثورات الربيع العربي واكتشفت أن مرارتي هي بتتفأع والشعب المصري مرارته مقاومة للفأع .. شعب يبدو أنه يستمتع بالاستبداد .. شعب أدمن الخنوع و النفاق :
لا أعرف الجذور اللغوية لكلمة اتففقعت أو لماذا ننطق القاف ألف ولكن هذه الجملة تعبر في وجدان الشعب المصري عن عدم القدرة علي احتمال المزيد مما ينذر بالأنفجار ففعلا الشعب المصري علي وشك أن تتفقع مرارته فالغلاء يعصف بالغلابة والغني يزداد غنا و الفقير يزداد فقرا والفساد يضرب بأطنابه اقتصادنا والشباب يفتقد الرؤية و الأمل في المستقبل.. و رغم ذلك نفس الوجوه كاتمة علي نفسنا منذ سنين طويلة في الوزارة و مجلس الشعب.. فهناك وزراء انتهي عمرهم الأفتراضي وثبت فشل سياسة وزاراتهم مرارا و تكرارا ورغم ذلك يحتفظون بمناصبهم كأنما مصر قد أصبحت عاقرا لن تنجب غيرهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب فمعظمهم لم يتغيروا منذ سنين والسبب أن الحزب الوطني لا يعرف أن التجديد و التغيير هي سنة الحياة.. وهناك أجيال بالكامل لم تأخذ فرصتها في القيادة ألا القليل منها التي تجيد النفاق أو بالعامية مسح الجوخ.
و فقدنا الأمل في الحصول علي الديمقراطية الحقة لأن الحكومة سمحت لنا بهامش من الحرية تعايرنا به وتذكرنا دائما أنها ممكن أن تحرمنا منه وكأنما الشعب هو مجموعة من البلهاء قد فرض عليهم الحزب الوطني الوصاية..
مرارتنا اتفقعت فالوجوه هي الوجوه ومن يحتلوا المقاعد الأمامية لم يتغيروا منذ عقود تجدهم في مؤتمرات الحزب الوطني و مؤتمرات الأصلاح الديمقراطي وهي نفس الوجوه التي تقلبت من حتمية الأصلاح الأشتراكي الي حتمية الأصلاح الرأسمالي وهي تشارك الآن في حتمية الأصلاح الديمقراطي ولكن مع الوضع في الأعتبار خصوصيتنا و بعد حل القضية الفلسطينية و القبض علي أسامة بن لادن و القضاء علي المتطرفين و يا حبذا بعد القضاء علي البلهارسيا والناموس و الهاموش أو استيراد شعب جديد من المريخ لا ينتخب الأسلاميين أن طبقنا الديمقراطية.. حجج تفقع المرارة بصحيح ..
أما الطامة الأكبر فهي منظومة النفاق التي يمارسها الأعلام الرسمي من جرائد حكومية و تليفزيون رسمي و هي مؤسسات أعلامية المسئولين عنها كانوا يجب أن يكون مكانهم الطبيعي في متاخف التاريخ الأعلامي و المضحك المبكي أن منظومة النفاق يمارسها شيوخ تعدوا سن المعاش للشاب جمال مبارك وكأنما قد تم اختصار شباب مصر في شخصية السيد جمال مبارك ولعلنا بعد ظاهرة الزعيم الأوحد أصبحنا في عصر الشاب الأوحد من بشار الي سيف الي جمال .. وأنا للحقيقة لا أشك أطلاقا في النوايا الحسنة للسيد جمال مبارك ولكني أقدم له نصيحة من أخ أكبر سنا أن يتخلص من حزب تصلب الشرايين المسمي مجازا الحزب الوطني ويكون حزبا جديدا لا يقبل عضوية من هو مولود قبل 1960 ( أنا غير صالح لعضويته) و ينزل الي الشعب و الشباب الحقيقي و عندها فقط قد يستطيع تحقيق ما قد يتمناه لمصر.. وعندها فقط قد لا توجد خطوط حمراء و لا صفراء.
يا سادة أن الشعب المصري له الحق أن تتفقع مرارته لأنه عرف الديمقراطية قبل كثير من دول العالم قبل اليابان و كوريا و دول أوروبا الشرقية ثم نجد من يقول أنه غير مستعد للديمقراطية.. أن الشعب المصري يعرف مصلحته تماما و أن تركت له الحرية في الأختيار سيختار من يحقق له مصلحته لا فرق في ذلك بين حامل الدكتوراه و بين أي فلاح بسيط في أي قرية نائية.. أن الشعب الذي استطاع أن يتعامل مع جميع أنواع الطغاة و لم ينهار .. واستطاع أن يتحمل جميع السياسات الأقتصادية الخاطئة للحكومات المتعاقبة ولم ينهار.. واستطاع أن يتحمل نهب ثرواته علي أيدي شركات توظيف الأموال و نواب القروض و رجال الأعمال ولم ينهار لهو أكثر شعوب الأرض معرفة لمصلحته .. ولهو أكثر شعوب الأرض قدرة علي ممارسة الديمقراطية في أفضل صورها أن أتيحت له الفرصة.. أن الشعب المصري شعب وسطي متسامح محب للحياة ولن يختار المتطرفين علي أي جانب سواء كانوا أسلاميين أو ليبراليين.. ولكنه شعب يحب من يقف الي جانب الغلابة.. ويحب من يحبه .. أبحثوا في التاريخ و ستجدوا هذه الحقيقة.. صبره طويل و مقاومته سلبية و ماكرة و لذلك لا ينهار ولكن ليحذر الجميع اللحظة اللي تتفقع فيها مرارته بجد فعندها فقط لا يمكن التكهن برد فعله و لعل المثال الواضح لذلك هي حرب 73 فقد اتفقعت مرارته من حالة اللا سلم و اللا حرب التي كان يعيشها والتجنيد الطويل المدة علي ضفة القناة و رؤية اليهود وهم يستمتعون بسيناء و القناة فكان أداؤه البطولي في الحرب الذي فاجأ الجميع.
أننا نحتاج فريق من الجراحين المهرة لأستئصال المرارة للشعب المصري قبل أن تتقيح و تنفجر فالمسكنات و المضادات الحيوية أصبحت غير ذات جدوي.. فمرارة الشعب علي وشك أن تتفقع وساعتها لا يمكن توقع النتائج فسنكون جميعا خاسرين حكاما و محكومين. (انتهي الكلام الذي كتبته في 2004 )

الآن وبعد أكثر من عشرة سنوات أصبحت لا أثق في الشعب المصري و في قدرته علي الأختيار الصحيح و معرفة مصلحته و التي كنت أعتقد أنها معرفة غريزية تستمد منابعها من آلاف السنين من المعاناه و القدرة علي البقاء في نفس الوقت ..
لا تسأل الطغاة لماذا طغوا ولكن اسأل العبيد لماذا يركعون ..فعلا هي مقولة صحيحة لا أدري من هو قائلها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -