الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ائتلاف, بلا عطارين

خالد قنوت

2015 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بدأ تشكيل المجلس الوطني (اللمية) ثم الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة (نفس التركيبة) كانت التركيز الأكبر على المؤسسة السياسية و طريقة تثبيت نظام المحاصصات و التكتلات (إذا اعتبرنا أن هناك عمل مؤسساتي بالأصل) في حين أن هناك مؤسسات أساسية لم يعمل أحد من المعارضين على إقامتهما أو ربما وقفوا ضد قيامها منذ البداية, و هي:
1- مؤسسة مالية مستقلة و نزيهة لها نظام مالي واضح و صارم لمراقبة حركة الاموال القادمة و كيفية صرفها حسب المتطلبات الضرورية و أهمها الاعانات الدولية و الوطنية للسوريين المتضررين و للمساهمة في صمود الأهل و المقاتلين في الجبهات. مؤسسة تراقب و ترفع تقارير شهرية و سنوية للعلن و تطرح ميزانيات و خطط مالية و حتى خطط تقشفية لحالات شح الموارد و ايجاد البدائل.
2- مؤسسة قضائية مستقلة لها قوانين و انطمة قانونية لمحاسبة الجميع دون استثناء عن الانحرافات السياسية و المالية و الأمنية و عندما تصبح بعض الشخصيات و التكوينات لسان حال دولة ممولة أو جهاز استخباراتي.
3- مؤسسة إعلامية وطنية واعية و محترفة ذات مصداقية و حرة تنشر الوعي الوطني بين السوريين و تفضح المزاودين و الأجندات العنصرية الدينية أو الطائفية أو الاثنية و تساهم في نقل الاخبار بموثوقية و صدق دون كذب و مبالغات و تشد من أزر السوريين و الاحرار و تطرح مشاكل الثورة و مشاكل الوطن برؤية وطنية و تحترم الرأي و الرأي الآخر.

طبعاً, لن أتحدث عن المؤسسة العسكرية لأن العديد من أعضاء المجلس الوطني ثم الائتلاف كانوا يعملون ليل نهار لمنع قيام جيش وطني بقيادة عسكرية قادرة و شجاعة و منضبطة من عناصر و ضباط منشقين عن النظام بل كانوا يعملون لانشاء ميليشيات شخصية و حزبية تمهد الطريق لوصولهم للقصور و الوزارات و المكاسب الضيقة, بعد أن اقنعتهم التجربة الليبية بأنهم على قاب قوسين أو أدنى من دخول دمشق, فضلاً عن إفشال قيام جيش وطني من قبل كل الدول الفاعلة في الأزمة السورية.
تجربة فاشلة, و مشبوهة إلى حد كبير, قامت بقيام المجلس الوطني الذي لم يعد له روح اليوم حيث كان يشغلنا بتمديد رئاسة أو بانتخاب الرئيس, فتركوا الاستاذ جورج صبرا رئيساً فخرياً دائماً.
تجربة متواضعة الاداء إلى حد الفشل و مخزية إلى حد الصدمة للائتلاف الوطني الذي من المفروض أن يمثل ثورة شعبية وطنية ليست كأي ثورة في العالم من تحالف اعدائها و تضامنهم ضدها, و مع ذلك تجري هناك اليوم حالة إعادة الروح للائتلاف من جديد و لو أني اعتقد أنها كمن يريد أن يحي العظام و هي رميم فالبنية الاساسية للائتلاف مازالت موجودة و مازالت نفس الشخصيات التي نصبت نفسها وصية على الثورة و على سورية و هي لا تملك الامكانيات و التاريخ و لا الحرص على العمل الوطني تذكرنا بالمرتزقة و تجار الدم و الكلام بكل ما تعنيه هذه الكلمة, يغطي عليهم البعض من المعارضين الشرفاء, عن حسن نية أو عن إكراه, و هناك شخصيات اثبتت فشلها و لكنها تتمنع.
الثورة السورية و الأزمة السورية, و في خامس عمرها تحت ضغوط كثيرة و عظيمة و صار الحل الوطني الحقيقي حلم بعيد المنال. الثورة اليوم تستحق أن يحاكم فيها كل من ساهم أو شارك بشلال الدم السوري و كل من سرق مال الثورة و أهمل و كل من استزلم لجهات خارجية و كل من احتل مكان لا يستحقه في مقاعد الائتلاف الوطني أو مناصبه أو وظائفه.
الائتلاف الوطني يحتاج لاعادة تقييم بعد أن تقوم في داخله انتفاضة اخلاقية, ربما تكون هذه الانتفاضة الداخلية حبل خلاصه و منعطفاً لاعادة إحيائه كقيادة حقيقية للثورة, تنقذها و تنقذ سورية من الريح التي تقتلعها من جذورها, فهل هناك من يسمع و يعمل؟؟ أم أن ما افسدته اربع سنوات من الدجل, لا يصلحه عطار؟؟ أم أنه بالأصل لا يوجد في الائتلاف الوطني, عطارين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب أوكرانيا.. معركة خاركيف وتقهقر الجيش الأوكراني |#غرفة_ال


.. حماس تفتح جبهة جباليا مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته في ر




.. قوات فاغنر على الحدود المالية الموريتانية . |#غرفة_الأخبار


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في




.. غزة.. ماذا بعد؟| خلافات بين المستويين العسكري والسياسي واتها