الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية

محمد محسن عامر

2015 / 3 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أربعة سنوات من الهيجان الإجتماعي العفوي 17_14 جانفي الذي انتهى بهروب بن على و بداية مسلسل "الربيع العربي" الذي اجتاح الوطن العربي تقف الحركة الإجتماعية و معبرها السياسي الاكبر الجبهة الشعبية في معادلة مأزقية, إما السحق داخل خطاب ديمقراطوي داخل برلمان رجعي بحجم غير قادر على جلب مكاسب حقيقية لصالح الجماهير الشعبية او نقل المعركة للشارع و الإصدام بشقيّ التحالف الرجعي الحاكم الأكثر تمويلا و الاكثر تنظيما و الأكثر مسكا بالشارع و بخطر نجاح الإرهاب القريب جدا من القطر من الدخول و تفجير الفوضى المتوحشة.
خرجت حركة نداء تونس من معركة الإنتخابات التشريعية و الرئاسية يفوز نسبي اجبرها على تحمل ثقل إدخال النهضة من جديد في معادلة الحكم لتدخل في معركة حامية الوطيس بين قياداتها المدعموة من رؤوس الأموال الكبار من أجل التموقع على رأس الحزب و النظام .حركة النهضة وجدت نفسها في موقع مريح يمكنها من الضغط للإعتراف بحكومة طرابلس الإخوانية وإسناد نفسها من الظهر . مع هذا المشهد تتفاقم الأزمة الإقتصادية و الإجتماعية تحت صليات شروط و قروض البنك الدولي و تواصل المثال الإقتصادي القاتل الذي ترزح تحته تونس . الأزمة الإقتصادية خلق وضعا اجتماعيا مستعدا للإنفجار في أي لحظة بدأت بوادره في التحركات الإجتماعية المطالبة بالتشغيل.
تبقى المعادلة الصعبة هنا: هل تملك الحركة الإجتماعية أليات التنظمّ من أجل التحول إلى حركة اجتماعية جذرية تفتك مكاسب اجتماعية كبيرة او تستطيع الوصول إلى الأقصى و تفتك النظام ؟
في هذا المشهد المعقد يظهر أن حركة الصراع تنحوا نحو حركة تفتيتية لا نحو مسار إنصهاري توحيدي ما يجعل سيناريو الإرهاب و الحرب الأهلية الرجعية النتيجة الحتمية لأي تفجر إجتماعي جماهيري. إن عجز النظام على حماية نفسه سيتحول إلى جهاز للحرب الأهلية , سيتقدم الإرهاب و يدخل القطر في فوضاه المتحوشة , الجبهة الشعبية التعبيرة اليسارية التي تقود اليسار تعاني قصورا على مستويين, اولها القصور على مستوى بنيتها التنظيمية أي على التحول إلى حالة موحدة هيكليا و عجزها على التفاعل الحقيقي و استثمار الحركة الإجتماعية سياسيا. هذا القصور جعلها من موقع تكتيكي معبر عن الضعف نحو التحالف او التقاطع المؤقت مع شق رجعي من النظام من اجل إسقاط أخر انتهت بتوحد الشقين ضدها. من وجهة نظر تكتيكية الأمر مبرر سياسيا و لكن النتائج كانت في صالح القوى الكبرى لا الجبهة الشعبية.
بالتالي الحركة الغجتماعية في موقع مؤزوم , إما القبول بالسطوة نظام البنك الدولي الإرتزاقي بعنوان الامن و السلم الإجتماعي او الإنتفاض و النطاح مع الإرهاب الذي يتربّص بالقطر من حدودنا الشرقية ينتظر فرصة للإنقاض. مشهد معقّد جدا و إماكانت الحركة شبه معدومة . هذا ما يحدث في تونس الأن
محسن عامر نشاط حقوقي و سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة