الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصبر الاستراتيجي.. من فرخ النسر إلى البطانيات الحرارية

اسماعيل الواو

2015 / 3 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


ليس لدي تأكيد تاريخي لبداية استخدام مصطلح الصبر الاستراتيجي، إلا أن السيدة كلينتون استخدمته للتعبير عن وصف السياسة الأمريكية مع كوريا الشمالية عام 2009، ويمكن رصد منهج سياسي من هذا القبيل أقدم من ذلك، فسياسة الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية بدءاً من مناورات فرخ النمر وحتى مابعد المحادثات السداسية تندرج في نفس الإطار، كذلك المفاوضات الماراتونية النووية مع ايران P5+1.
فعلى الرغم أن الولايات المتحدة كانت تمارس سياسة الحروب الاستباقية كما في العراق، ثم انتقلت لممارسة سياسة القيادة من الخلف كما في ليبيا إلا أن سياسة الصبر الاستراتيجي أصبحت شاملة لتصبح معظم قضايا السياسة الخارجية تدار بهذه الطريقة منذ الاجتياح الروسي لأجزاء من أوكرانيا وحتى بعد تخطي الخطوط الحمر الأمريكية وصعود داعش وسقوط صنعاء.
إن مصطلح الصبر الاستراتيجي "Strategic Patience " دقيق بما يكفي ليصف هذه السياسة تماما، فهي ليست استراتيجية الصبر وليست صبر الولايات المتحدة، فهي صبر بالوكالة يقوم به المتألمون وتقوم الولايات المتحدة بمشاهدة ومراقبة ذلك شرط أن لايصل الألم لأصابعها، وهي ترتكز لثلاث مبادئ أساسية على الأقل: الزمن الفاعل وتجريب الفوضى والامتناع عن رد الفعل.
أكثر الاتهامات الموجهة لهذه السياسة تصفها بالفشل في التخطيط والعجز عن القيام بالفعل الاستراتيجي، وهي اتهامات محقة تماما من مبدأ التخطيط الاستراتيجي، ولكن ماذا لو أن هذا التقييم يعتمد على وهم نجاح التخطيط الاستراتيجي التقليدي. ربما تثبت هذه السياسة وفي الظروف المتغيرة والسريعة عالميا فعالية أكثر من التخطيط الاستراتيجي التقليدي، فالامتناع عن ردود الأفعال السريعة والمباشرة تخدم المصالح المتعددة بطريقة أفضل، من جهة أخرى تعتبر هذه السياسة أكثر ملائمة لخفض تكاليف التدخل المباشر والاستباقي، فقد أصبح من الممل شراء نفس الحصان مرتين، وربما تتيح استدامة التوتر فرصا أكبر لعمل موردي الأسلحة أكثر من الأمن المستدام.
في الواقع لم تخذل هذه السياسة الولايات المتحدة حتى اليوم، ولكنه لايمكن اليوم الحكم على مدى نجاح هذه السياسة أو تأثيرها على خدمة المصالح الأمريكية في المدى الطويل، ومن الظلم القول أن المنطقة العربية تحتاج لمزيد من الوقت للتخلص من العفن المتراكم لسنوات طويلة، ويمكن الحديث مطولا عن آثار سلبية بعيدة الأمد لهذه السياسة على المنطقة العربية والعالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم