الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الشعر -1

عبدالله الداخل

2015 / 3 / 11
الادب والفن


في الشعر -1
أفكارٌ في: الرؤيا والصورة، اللغة والشك، الوزن والقافية، الحرية والالتزام.
مقدمة:
يحمل الشعرُ وزرَ عواقب الطبيعة باعتبار الانسان جزءاً منها. ولا بد إذاً أن يعني بدميمها عنايتـَه بجميلها، بصراع الفقر والغنى في نظام الطبقات، فمثلما يتطلع، مأخوذاً، إلى قُطَيْرات الندى على قَدّاح البرتقال في فجرٍ ربيعي، لا بُد أن يستشيط غضباً لما يجري في سراديب القصور من تعذيب حتى الموت؛ ولا نستطيع تخيل ما سيكون بعد انقضاء عصور هذه الوظيفة الثنائية.
***
1
في الشعر والصورة ثلاثية الأبعاد
قد يكون من المعقول بل من الطبيعي القول بان الشعر الملتزم سوف يتجاوز إلتزامَه ونظرتَه الطبقية إذا استطاعت البشرية تجاوزَ النظام الطبقي، وهو أمرٌ لا بدّ أن يتحقق بشكل ما في مستقبل البشر، وإلا فإن هذا المستقبل سيكون مهدداً ليس بالفوضى فقط بل بمجازر بشعة وبأعداد تفوق تصور العصر الحالي. هكذا سوف يخلو الشعر في المجتمع اللاطبقي من هذا النوع من التناقض بنوعيه الطبيعي واللاطبيعي، ليحل مكانَه تناقضٌ من نوع جديد، مع طبيعة جديدة، تناقض الحاضر والمستقبل مع ما يتبقى من ترسبات الأحلام التي ورثها الانسان من الأدغال والكهوف، ومن الرق والاقطاع، ومن النظام السائد حالياً: الرأسمالية. فتـُخلَقُ في كل كلمةٍ صورةٌ شعرية جديدة، لأن الخيال المتحكم باللغة سيتوغل في مرحلة النبوءة، رغم أن تبلور الأحلام التي ستكون تمثيلاً للمستقبل وتقطع علاقاتها الغفيرة بالماضي (الماضي فقط)، الماضي بأنواعه وأبعاده وتباين مسافاته، وستكون اللغة الخالية من التنميق أو التنسيق المفتعل تدشيناً لولوج مرحلة جديدة من الشكوك العاصفة حول المصير النهائي للكوكب.
لكن هذا غير ممكن في زمن سيادة الرأسمالية ودخول البشرية مرحلةً من العبودية الجديدة، شديدة الخطورة. من الضروري إذاً أن يعرف الشاعر موقع قدميه في العصر، وأهمية عمره في المكان.
مهمة الشاعر: إزاحة الدخان والكشف عن الوجه القبيح لهذا العصر، لمعرفة ما يمكن أن يختبئ خلف تعاظم الأكاذيب والتغلغل لمعرفة علاقات الجميع بهدف التجسس على الجميع. لا بُد أن تكون مرحلة الشعور باليأس التي بدأت في العقد الأخير من القرن الماضي قد انتهت الآن؛ على كل حال، لا بُدّ لها أن تنتهي إنْ لم تكن.
إهتمام الشاعر، قبل كل شيء، بعرض الصورة وبالتعبير الحر عن الرؤيا، حر من أغلال اللغة، مثلما من الإملاء الانتمائي السياسي، وأحياناً الجمعي (عند ذاك سيكون قد تجاوز الإملاء الديني بكل تأكيد، بل إنه لن يلج أية مرحلة جديدة قبل ذلك)، سيكون كفيلاً بمنع الميل نحو أي نوع أو درجة من الاذعان للحدود المرسومة سلفاً، أية حدود، من أي نوع، بينما يصبح الاهتمام بالهدف الاساسي في تحقيق الحلم في تكوين الضمير الجديد للكوميُنتي الجديدة هو الهاجس الأول. ولا بُدّ من الشك المشروع بكل مكوّنات الفكر القديم دون استثناء. ومثلما نالت الأوزان والقوافي حصتها في تحكمها بالناتج الفكري والفحاوى الشعرية ستظل تتعرض للاستجواب المستمر ضمن جميع الاطر الأخرى؛ لكن الاهتمام المعقول بها سيبقى مهماً في الأغنية، مهماً في الرقص، لكن تقديمهما على الصورة والرؤيا سيفرضان نفسَ اللغة.

تحدي التقليدي هو الذي يجعل الشاعر قادراً على كتابة القصيدة الحديثة، والمطوّلات، على سبيل المثال. فهي ليست بسهولة الشعر الطابوقي، المستطيل، أو المربع! حتى الصور فيه مسطحة! ذلك لأن تشكيل الصور ثلاثية الأبعاد يكون مع اللغة التقليدية بصعوبة كسب لعبة شطرنج مع كومبيوتر منصوب على المرحلة الأخيرة من البرنامج! هذا النوع من البناء، النوع ذو البعدين، الذي لا بُد أن يكون دون سمنت، سهلُ التصفيف دون عناية بالصورة، كجدار حجري في مزرعة في ريف أوربي! ولأنه ذو بعدين فقط فإنه يكون بمثابة siding (غلاف) للمبنى وليس المبنى نفسه. ففي كل مبنى ذي أبعاد ثلاثة تكون النبوءة متمثلة، متجسدة في صورة أكثر تطوراً مما تسمح اللغة به؛ فيكون ما يضيف البعدَ الثالث هو الرؤيا ذاتها. فالتحرر سيُـفضي بالضرورة إلى الإفلات من كثير من قيود اللغة، والحالة النفسية التي تعقب هذا التحرر ستنسجم وتتحد بالتأكيد مع أنواع من الرؤى الجديدة. في الشعر العربي: لا بُد من التمرد على لغة الله، لكي تُخترَقَ لغةُ الانسان. الشاعر الذي لا يتمرد على الله كيف له أن يتمرد على الانسان؟
تلك هي صورة الشعر التي ينبغي أن نضع أنفسَنا فيها اليوم لمعرفة المستقبل!

القصيدة العربية تقتضي، في الغالبية الساحقة، التي لم تزل سائدة، التزامَ الشاعر بقالب إيقاعي واحد، صارم، ذي بضعة عشر شكلاً! ومما يزيد في التعقيد هو الالتزام التقليدي بوحدة القافية من أول القصيدة إلى آخرها. ورغم تحدي، وبدء هزيمة هذا الواقع ابان القرن الماضي على أيدي الشعراء الذين درسوا الانكليزية والشعر الأوربي (الانكليزي خاصة)، ظلت القصيدة العمودية، "الجاهلية" والاسلامية، لها ذات قدسية الكتب الدينية! التصاعد في عدد الحدود والحواجز وأنواعها في وجه الصور والرؤى هو المسؤول إلى حد بعيد عن التفكك الفكري بسبب غياب التماسك اللغوي coherence الذي يُخلي مكانه للتنميق حيث الهـَوَس بتنسيق المفردات والبحث عن بدائل قاموسية واستعمال الستريوتايب stereotype (القوالب الطباعية، وهنا: النمطية اللغوية: نقل العبارات المستهلَكة)؛ وحتى الخروج على الستريوتايب قد يجعل هدف الشاعر ليس الصورة الشعرية، ولا الرؤيا، أو المسائل الجمالية الأهم، بل التفخيم grandiloquence (إصطناع الكلام الفخم الطنان، الطنـّانية: كون الكلام طناناً – منير البعلبكي، المورد). وهكذا فالتفخيم له معنيان في حالتين: كعملية، وكمنتـَج.
هنا تتضح جناية الدين على الشعر، فقد ساهمت الكتب الدينية، بأنواعها في العربية، في كثير جداً من الحالات، بجعل اللغة هدفاً وليس وسيلة.
"الطنانية"، إذن، سببها الاهتمام بالأداة، لا بالمنتـَج النهائي الذي تلعب اللغة في إنتاجه دورَها كواحدةٍ من الأدوات.

ثقافة الشاعر:
نرى في الشعر الحديث، الجيد منه، صوراً وصوراً مناقضة - تكاد تكون في كل سطر صورة - فالخيال يُملي اللغة.
الشك بكل شيء عدا الحقيقة العلمية، التي تم إثباتها بالطريقة العلمية scientific method، أي بالتساؤل والتجريب والمناقشة المستمرة بتقديم أفكار جديدة أو بعد تجارب جديدة هي نفسُها، بدورها، تخضع للتساؤل – هذا الشك هو الهاجس الذي ينبغي أن يهتدي الشعرُ به. الشعر الذي لا تكون فيه خلفية الشاعر واقعية، أي أن يكون بلا ثقافة علمية، لن يكون شعراً.

تساءلتُ مرةً كيف يمكن لشخص لا يفهم، و"لا يفهم" بمعنى: لا يمكن أو لا يريد، أو لا تسمح له بيئتُه، أن يتصور، كيف "نمت" كثيرٌ من كتب الدين والتراث القديمة (بإضافات من مختلف الكتـّاب والنُساخ على مدى عصور) - كيف له أن يفهم موضوعاً أوسع وأبعد: تطور الهجرات البشرية، مثلاً، بعد إجراء حسابات بسيطة: حركة مجموعةٍ بشريةٍ ما، لمختلف الأسباب، بمعدل كيلومتر واحد كل خمس سنين، مثلاً، إنطلاقاً من وسط أفريقيا، مثلاً أيضاً، فأين من المحتمل أن تصل المجموعة بعد مائة ألف أو مائتي ألف سنة؟! في أية مرحلة "بشرية" كانت عندما بدأت المجموعة رحلتـَها؟
وكيف يمكن لنفس الشخص أن يفهم موضوعاً أوسع وأبعد وأعقد من سابقه: النشأة الكيميائية للأحياء، الحيوان والنبات، وتطورَها البطيء، لكنْ المذهل، على هذا الكوكب القديم، الفريد، من مكونات نجومية الى كائنات بسيطة (ذات خلية واحدة) الى كائنات معقدة عبر بلايين السنين؟ نعم، كيف له أن يفهم، إذاً، "نمو" تلك الكتب؟ وكيف له أن يفهم تأثير البيئة على الفرد؟ ومن أين سيأتيه فهم التأثير المتبادل بين الطبيعة والمجموعات البشرية؟ والأهم من هذا كله: كيف يمكنه أن ينظر الى المستقبل، وما طبيعة هذه النظرة؟
لا يمكن للشاعر أن يؤمن بالعلم ايماناً كلياً وأن يكون، في الوقت نفسه، متديناً بشكلٍ من الأشكال وبدرجة من الدرجات. فإذا "آمَنَ" بالعلم الحديث وتظاهر بالتدين فهو كاذب ومنافق حقيقي أو مضطر الى الكذب. الشاعر لا يمكن أن يكون كذاباً. اذا كذب الشاعر سيظهر كذِبُه في شعره، سيظهر واضحاً على لغته، على نتاجه، لذا سيتوقف عن كونه شاعراً لأن الشاعر لا يكذب.
العلم الحديث يقود كل شيء. لكنه أيضاً يعاني الاضطهاد الرأسمالي، هو الآخر. وهو لا بُد أن يقود البشرية نحو العدل التام في "نهاية المطاف"! حتى وإن اعترض هذا المصير تخريبٌ تام مرةً أو ألف مرة.
ولهذا قد يتوصل الشعر يوماً إلى التعبير عن حقيقة مهمة وهي أن "الإلحاد" الصحيح، الحقيقي، أي في تعريفه الأكثر معقولية، ومستقبلية، هو محاولات إنكار الحقيقة بهدف إثبات الوهم.

أبعاد الإلتزام واحدة في الشاعر:
كيف يميز الشاعر بين النظر إلى العدل والظلم في جانبٍ وبين الورد والنفاية في آخر؟ كيف يمكن أن يكون الشاعر العربي، على سبيل المثال، رجعياً أو جاسوساً؟ الشاعر لا يمكن أن يكون رجل أعمال أو رجعياً أو بعثياً أو جاسوساً أو رجل دين أو متديناً، كما لا يمكن لرجل الأعمال أو الرجعي أو البعثي أو الجاسوس أو رجل الدين أو المتدين أن يكون شاعراً. أخطر هؤلاء جميعاً هو رجل الأعمال، فهو الذي يقف وراء الأنواع الأخرى من الرجال! يتطور رجل الأعمال الكبار والصغار عادة من باعة المفرد. يبلغ عدد المرات التي يكذب بها المرء (في المجتمع الرأسمالي الحديث، وحسب إحصائية طريفة) مائتي كذبة في اليوم الواحد، كمعدّل! الآخرون يتعلمون من رجل الأعمال! المجتمع يتعلم بسهولة. إذا كنتَ في السلطة في بلاد العرب، اليوم، فبإمكانك تلقين المجتمع كلهِ ما شئتَ لأن بيدك وسائلَ الاعلام والتعليم بكل مراحله والدين (المساجد والحسينيات والتكايا والمدارس، بأنواعها) والوسائل القمعية كالجيش والشرطة والأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية واستخبارات الشرطة واستخبارات الحزب والميليشيات والحماية بالاضافة الى حزبك الذي وصلتَ على متنه للسلطة، مثلما ستكون معك عائلتُك وأقاربك وقبيلتك و.. أساليبُك الخاصة كـ.. كرجل أعمال، والى جانبك أيضاً ماذا؟ نعم. الأصدقاء في الخارج! إذا تعلم الطفل السباحةَ في محيطٍ من الأكاذيب منذ ولادته فما الذي سيدخل فمـَـه؟ مثال آخر: في "أدبيات" أساليب الكتابة "يُوصى" كاتبُ مسلسل التمثيليات التلفزيونية بأن يُخطط كل حلقة ويجعلها أجزاءاً. كل جزء "يجب" أن ينتهي بعنصر تشويق (حتى لو كان متكلفاً) بهدف عرض إعلان تجاري وربط المشاهد الى جهاز التلفزيون لمشاهدة الاعلانات التجارية حتى نهاية الحلقة لذلك اليوم! كما يوصى بأنه كلما اقتربت النهاية كلما "يجب" تقصير" الجزء، لكي يكون أمدُ الاعلان أطول. أي أن الاعلان يبدأ بالزحف المعاكس! المصيبة أن هذا الزحف شامل لكل البرامج التلفزيونية! ولهذا تصف تلك "الأدبيات" البرنامجَ التلفزيوني بأنه "منقــّط" punctuated بالإعلانات التجارية. لكن الحقيقة التي أراها هي أن الاعلان التجاري هو الـ"منقــّط" بالبرامج التلفزيونية.

لا يمكن لأي نوع من التدين أو التظاهر به أن يكون محفـِّزاً أو ملهِماً لكتابة الشعر الحديث، الصادق، مثلما لا يمكن للشاعر الحديث، الصادق أن يكون متديناً بأي شكلٍ من الأشكال. إذا أصبح رجل الدين أو المتدين شاعراً، إذا كفَّ عن الكذب أو عن التظاهر بالغفلة أو بالحمق، فإنه لا يعود رجلَ دين أو متديناً. سيقوده الشعرُ خارجَ الدين. وإذا كتب بعثيٌ قصيدةً انسانية بلغة قلبه، فلا يعود بعثياً!
الشعر، كالعِلــْم، نتاج فكري لا يأخذنا فقط الى الأمام، انما يكون هو المستقبل المتحد بالحاضر. اللغة هي دائماً وسيلة، والناتج الفكري يكون عبارة عن اتحاد الواسطة بالهدف. لذا فالشعر: ليس هدفه اللغة بل الصورة والأحاسيس والرؤى وخلاصات التجارب الانسانية. هدف الشاعر العربي في صحرائه القاحلة الوقوف على أصابع القدمين والاتلاع لرؤية ما خلف الأفق. هذه جميعاً تتحد في قلب الشاعر لخلق ما يمكن أن يتفاعل بيسر ايجابياً مع اللغات الاخرى لا أن يبقى "المعنى" في قلبه. التعبير عن الرؤى عمل إنساني قبل أن يكون محلياً. قد تكون له صفات محلية، أو هموم موقتة زمانياً أو مكانياً. ومثلما تـُقاس إنسانية أي كلام بالترجمة، نستطيع قياس إنسانية الشعر بترجمة صوره ومشاعره وتجربته ورؤاه، ويكون للإيقاع والقافية آنذاك تأثيرٌ ثانويٌ لا يثير المتلقي إلا إذا عَرَف كثيراً من أسرار اللغة العادية، المحلية. ولهذا السبب فإن الشعر لا يمكن أن يكون قومياً، أو أنه يكون قومياً بشكلٍ إنساني، بالدرجة الموقتة مكانياً أو زمانياً؛ وهو إذاً معرّضٌ للفحص: الديمومة هنا هي صلاحية الفكر للعصور، فتـُقاس ديمومتُه إذاً بإنسانيتِه! ولهذا أيضاً بقدر ما لا يمكن أن يكون الشاعر الأميركي أو الروسي أو الفنزويلي أو الموزمبيقي بعثياً، لا يمكن للشاعر العربي أن يكون بعثياً هو الآخر. وبالتأكيد لا يمكن أن يكون أي منهم متديناً. لا تقل لي بأن أمِلي دِكِنسِن شاعرة، فلا جدوى من مقارنتها بوالت وِتـْمَنْ كما يحاول البعض أن يفعل هذه الأيام!
بقدر تعلق الأمر بالتجربة العراقية فإن هذه "الميول"، هذه "الصفات" مترابطة بشكلٍ وثيق! لا يُمكن أن يكون الشاعر العربي إذاً، جاسوساً أو بعثياً أو رجل أعمال أو رجل دين أو متديناً، وإذا كان الشاعر العربي جاسوساً أو بعثياً أو رجل أعمال أو رجل دين أو متديناً، فهو ليس شاعراً ولا يمكن أن يكون.
في هذه الأمثلة يُلغي أحدُهما الآخرَ بالضرورة.

تقديم الرؤيا والصورة على كل شيء هو الأهم. الشاعرُ رسامٌ. خلفية فنـّهِ، اُدُمُ لوحاتِهِ: خيالـُهُ ونظرتُه إلى الكون. لغتُه: إحدى أدوات الرسم، ربما من أهمها طبعاً، لكن أهمها على الإطلاق: الشك. لهذا السبب، وفي هذه النقطة بالذات، يلتقي الشعرُ بالعِلم.
الإهتمام بالإيقاع والقافية سيكون معقولا ما لم يؤدّيا الى تشويه اللوحات، لكن ينبغي ألاّ يحوّلا الشعر الى تخريب متعمد vandalism بقدر تعلق الأمر بالتجارب والرؤى وبالفكر الانساني. إنْ يتحكم الوزن والقافية بالصورة الشعرية، بالتجربة، تُصبح اللغة هدفاً. الوزن والقافية مهمّان، كما قلتُ، خاصة لكتاب الأغاني، لكنْ لو مُنِح الوزن والقافية إهتماماً أكبر، تتبخر كثيرٌ من الصور. لا تقل لي أن الشعر الجيد هو ما يجمع بين الاثنين. لا يُمكن للشعر أن يكون تلقائياً إذا دخل في مشاكل لغوية تشبه مشاكل ألعاب الشطرنج. إستحالة ترجمة الوزن والقافية في رأيي مسألة مطلقة، وليست نسبية. وهي تختلف عن ترجمة الصورة الجمالية. لذا فترجمة أحمد رامي لرباعيات الخيام جعلت منها رباعيات أحمد رامي الخيامية، التي ربما عدَّها البعض شبيهةً برباعيات الخيام! إنها ليست رباعيات عمر الخيام بل رباعيات أحمد رامي بروح خيامية، صور خيامية بريشة أحمد رامي. ما يفعله أحمد رامي هنا هو أنه يقلد الخيام عربياً لكنه لا يترجمه، لأنه لو "ترجمه" لاختل الوزن وغابت القافية من الترجمة، بكل تأكيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا