الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم ينتقم من المرأة

فوزي بن يونس بن حديد

2015 / 3 / 11
كتابات ساخرة



تحتفل المرأة في العالم بيومها العالمي في ظل أزمات شديدة لحقت بها في عالم اليوم، فهي إن استطاعت في بعض البلدان أن تحقق مكاسب، لم تحقق شيئا في بعضها الآخر، بل كانت عرضة للإهانة والاستهتار والاستغلال الفاحش، وهذا الاحتفال العالمي لم يمنحها الحياة الحقيقية بل إنه ينتقم منها أكثر من أنه يقدم لها شمعة جديدة تطفئها، لأن جميع الشموع السابقة احترقت أو بالأحرى أحرقت نفسها إلى أن ذابت ولم يعد لها وجود يذكر، كانت تنير الدرب يوم استغلها المحيطون بها لأنها كانت تمدهم بالشعاع الكافي للعمل على ضوئها وما إن وصلت مرحلة أخيرة من الاحتراق تصير رمادا تدفن حيث هي ولا يعبأ من أشعل النار فيها لأن أخريات كثيرات في الطريق ينتظرن الدور نفسه.
ضحك العالم على المرأة واستهزأ بها عندما خصص لها يوما عالميا، ظن الغالبون على أمرهم أن المنظمة العالمية ستقف ضد من تسول له نفسه الاقتراب من الشمعة المنارة دوما وتحافظ على معدنها الذي لا يحترق وإنما تبقى شامخة واقفة لأن النار لا تحرقها، لكنها خذلتها وجعلت شمعتها من الصمغ الذي سرعان ما يحترق بعود كبريت واحد ولمرة واحدة فقط، بعدها يمكن الاستغناء عنها واستبدالها بأخرى، ضحك العالم على المرأة حينما غرّ بها واعتبرها جزءا من المجتمع يدافع عنها في كل محفل تقام له صولات الاحتفال، ولكن الغلاف بدا مهترئا وسريع الشرخ، بدت الصورة واضحة وهي أن المرأة صارت دمية يلهو بها العالم كيفما شاء، إذا اشتاق إلى اللعب طلبها، وإذا وجد ما يلهيه تركها.
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في وقت شهدت فيه المرأة على مستوى العالم نكسة كبيرة لم يشهدها التاريخ رغم الحضارة والتطور ودعوى المساواة بين الجنسين، هل تحقق للمرأة ما تريد، فهي إن ربحت في مجال خسرت في مجالات عديدة، على الصعيد النفسي أو الجسدي أو العاطفي أو الاجتماعي أو حتى على الصعيد الأسري والمادي، كل ذلك جعلها تعيش تذبذبا واضحا في حياتها، لم تعرف الاستقرار النفسي يوما لا في الشرق ولا في الغرب لأنها حملت نفسها أكثر مما تطيق إضافة إلى الأعباء التي تتحملها كل يوم تشرق فيه الشمس، فهل تعيش المرأة اليوم حياتها كما تريد أم أن العالم قد تغير نحو الأسوأ مع ظهور بوادر جديدة نحو استغلال المرأة جنسيا والاتجار بها وبيعها في الأسواق وعلى صدور المجلات والصحف لترى كيف وصل حال المرأة العالمي.
لكن المرأة العربية ورغم أنها تعيش في مجتمعات رجولية، فقد حققت جزءا من حريتها التي كفلها لها الشرع والقانون وتناضل من أجل الحفاظ على هويتها كامرأة لها أصالتها بكل شجاعة واقتدار، حاولت أن تبقي على رؤيتها للحياة وهي أنها لا بد أن تساهم في العمران لا في الانحلال، تخوض غمار العلم والتجربة رغم أنوثتها، تتحمل الصعاب والمشاق وتعرف أن هناك من يترصد فشلها ليعيدها إلى المربع الأول، ويبدو أن العادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية الرفيعة هي التي تحصنها من الوقوع في الزلل، رغم ظهور هذا الانحراف في بعض الدول إلا أن الغالب ما زال محافظا على عروبته وإسلامه كدين يدافع عن حقوقه وكغطاء يحميه من الوقوع في براثن الفساد أيا كان نوعه، ومع ظهور التنظيمات الجديدة المخيفة تشعر المرأة دائما أنها المستهدَفة والمعرّضة أكثر للاستغلال البشع الذي يروج لأفكار غريبة الأطوار لها أصولها الميتافيزيقية، ولا ترفع من شأن المرأة، شأنها في ذلك شأن منظمات حقوق الإنسان التي تدعي الحفاظ على هوية الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد