الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدتنا القوميّة نتيجة للتمييز القوميّ

راضي كريني

2015 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



لا شكّ في أنّ المواطنين العرب في إسرائيل، هم جزء لا يتجزّأ من الشعب الفلسطينيّ؛ فما زالت مقوّمات الأرض واللغة والخصوصيّات الاقتصاديّة والثقافيّة والنفسيّة التي تنعكس في العادات والتقاليد والطباع، تلعب دورًا كبيرًا في شكل التطوّر الاجتماعيّ الاقتصاديّ للأمّة الفلسطينيّة المتشكّلة كأقليّة قوميّة في إسرائيل.
تدفع سياسات السلطات الحاكمة في إسرائيل الممثّلة للرأسمال الصهيونيّ الرجعيّ والمتوحّش، إلى اتّساع رقعة التناقض الطبقيّ (الاجتماعيّ والاقتصاديّ) بين أبناء الشعب "اليهوديّ" في إسرائيل، ممّا أخرج مارد العنصريّة الطائفيّة من قمقمه، فأخذت تنتشر في إسرائيل العديد من الحركات والأحزاب السياسيّة والاجتماعيّة اليهوديّة الطائفيّة، منها التي تمثّل الفئات الدينيّة من اليهود السفارديم (الذين يعتمدون الطقوس الدينيّة الإسبانيّة/السفارديّة وجميعهم من الشرقيّين).
يرى المراقبون والمتتبّعون للسياسة الإسرائيليّة الرسميّة أنّها تحصد الفشل تلو الفشل في خلق أمّة يهوديّة متجانسة، فلم تستطع قيادات الحركة الصهيونيّة، رغم صرف المال والجهد السياسيّ والأمنيّ و... أن تبني وحدات ترابط لتبلور أمّة. ربّما نجحت بعض الشيء في خلق وحدة الأرض، على حساب نكبة الشعب الفلسطينيّ، لكنّها فشلت في بناء وحدات اللغة والروابط الاقتصاديّة، كما فشلت في إنشاء حياة روحيّة-ثقافيّة ونفسيّة مميّزة لليهود؛ لا نجد للشعب "اليهوديّ" في إسرائيل خصوصيّات قوميّة ثقافيّة واحدة واضحة المعالم؛ إلاّ في معاداة الشعب الفلسطينيّ في شطري الوطن، كتقليد وعرف يمارسه غالبيّة اليهود.
نسمع في التجمّعات البشريّة عدّة لغات، ونرى فيها عادات وتقاليد وثقافات وأسواقًا وأذواقًا وطباعًا ومعاملات مختلفة، هناك فروق شاسعة بين السفارديم والإشكنازيم.
يقول الراب أرييه درعي، زعيم حركة "شاس"، إنّه لم يلمس المساواة بين اليهود إلاّ في السجون (بصفته سجين سابق). ويدّعي درعي أنّه حُكم عليه بالسجن ليس نتيجة لنصبه واحتياله وخيانته الأمانة؛ بل لأنّه شرقيّ، ويصرّح بدون خجل ووجل في دعايته الانتخابيّة، أنّ هناك يهود إشكناز قد نصبوا واحتالوا وخانوا واغتصبوا وتحرّشوا جنسيّا و... أكثر من السفارديم وهم طُلَقاء، بينما يتعرّض اليهود الشرقيّون إلى أحكام سريعة وتعسّفيّة وجائرة بالسجن بسبب التّهم نفسها!
مثلما سبّبت القيادات الصهيونيّة والحكومات الإسرائيليّة التمايزات الاقتصاديّة والاجتماعيّة بين اليهود، اِستماتت على زرعها بزخم أشدّ بين الجماهير العربيّة في إسرائيل، لكنّها فشلت أمام تعاظم الروابط في وحدات الأمّة العربيّة الفلسطينيّة، وفشلت سياسة المستشارين للشؤون العربيّة من خرّيجي الموساد والشاباك في إبقائنا حطّابين وسقاة ماء وأضيع من الأيتام، وممثّلين بقوائم صغيرة ومتناحرة في الكنيست!
يعبّر وزير الخارجيّة، والفاشيّ الصغير افيغدور ليبرمانن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" عن غضبه و... ويحرّض دمويّا على الجماهير العربيّة لأنّها تصرّفت كأمّة موحّدة، وتوحّدت في قائمة مشتركة لخوض انتخابات الكنيست العشرين، ويدّعي أنّه لا يرى في وحدة الشيوعيّ مع عضو الحركة الإسلاميّة إلاّ محاولة لتدمير إسرائيل.
هناك من السياسيّين اللليبراليّين العقلاء في إسرائيل الذين يرون في عصابات المال السياسيّ اليمينيّة الحاكمة في إسرائيل، والمرتبطة بالعالم السفليّ، أنّها التهديد الحقيقيّ لبقاء دولة إسرائيل، ونحن على قناعة بأنّ سياسة العدوان والتهديد العسكريّ وانعدام الأمن والسلام والعدل الاجتماعيّ و... التي تمارسها حكومات إسرائيل هي وفقط هي التهديد الحقيقيّ الوحيد لوجود/لبقاء دولة إسرائيل؛ ونتيجة لهذه السياسة لم تنشأ/تتبلور في إسرائيل أمّة إسرائيليّة واحدة، يشكّل العرب إحدى مركّباتها، وهي وفقط هي التي تؤدّي إلى خلق ضدّين متناحرَين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء