الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامحُ الخِطابِ الشِّعريِّ في تجربَةِ نُصيِّف النَّاصِريِّ الشِّعريَّةِ

شريف رزق

2015 / 3 / 11
الادب والفن


تُمثِّلُ تجربَةُ الشَّاعرِ نُصيِّف النَّاصِريِّ(1960- )إحْدَى أبْرَزِ التَّجَاربِ الشِّعريِّةِ الرَّاهِنَةِ ، على مِحْورِ التَّجربَةِ وَمِحْورِ الأدَاءِ الشِّعريِّ .
فنصيف صَاحبُ تجربَةٍ إنسَانيَّةٍ شَديدَةٍ الخُصُوصِيَّةِ وَالدِّرامِيَّةِ ؛ أُجْبِرَ على تَعَلُّمِ القِرَاءَةِ وَالكِتابَةِ ، وَهُو بَِيْنَ الخَامِسَةِ عَشَرَة وَالسَّادسَة عَشَرَة منْ عُمرِهِ ؛ خَوْفًا مِنْ السِّجنِ ، وَلمْ تَكَدْ تَمُرُّ ثلاثُ سَنَواتٍ حَتَّى دُفِعَ إلى التَّجنِيْدِ ، لِيَمْكُثَ في المَعَاركِ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، تبدأُ منْ عَامِ 1979إلى عَام1991 ، خَرَجَ مِنْهَا ، كَمَا يقولُ ، عِبَارَةً عنْ جُثَّةٍ في كِيْسٍ عَسْكريٍّ ، مُحْبَطًا وَمُحَطَّمًا ؛ حَيْثُ مَرَّ بأهْوَالِ الحَرْبِ العِرَاقيَّةِ الإيرَانيَّةِ ؛ الَّتي كَانَتْ بدايَةً لِتَحْطِيْمِ مُقَدَّرَاتِ بلدِهِ وَقُدرَاتِهِ وَثرَواتِهِ ، كَانَ المَوْتُ على مَقْرُبَةٍ شَديدَةٍ منْهُ في ليْلَةِ 3/5/1986، حِيْنَ هَجَمَ الجَيْشُ الإيرَانِيُّ على وحْدَتِهِ العَسْكريَّةِ ، فَوْقَ جَبلِ كَرده ، وَكثيرًا مَا توقَّعَ أنْ تتنَاثَرَ أشْلاؤُهُ بَيْنَ لحْظَةٍ وَأخْرَى ، أثنَاءِ هذِهِ السَّنَواتِ المُلتهِبَةِ ، في الجَحِيْمِ العِرَاقِيِّ ، في حَيَاةٍ أقْرَبَ إلى مَلْحَمَةِ جلجامش ؛ فقدْ عَايَشَ مَوْتَ الأصْدِقاءِ وَالرِّفاقِ ، كَمَا عَايَشَ جلجامشُ مَوْتَ انكيدو ، وَمَابَيْنَ كابوسِيَّةِ الدِّيكتاتوريَّةِ الحَاكِمَةِ وَأهْوَالِ المَعَاركِ الطَّاحِنَةِ ، تبَجَّسَتْ شِعريَّةُ نصيف النَّاصِريِّ ، فَخَالَطَ شُعَرَاءَ العِرَاقِ المُبْدِعيْنَ ، مُنْفَصِلاً عنْ شُعَرَاءِ مَدِيحِ قَادسِيَّةِ صَدَّام ، وَكَانَ ثَمَّةَ نَفَرٌ قليْلٌ منْ شُعَرَاءِ جِيْلِهِ يُحَاولونَ اللحَاقَ باللحْظَةِ الشِّعريَّةِ العَرَبيَّةِ في حَالاتِهَا النَّاجِزَةِ ؛ فأنقذُوا هذِهِ الحِقبَةَ الشِّعريَّةَ في العِرَاقِ ، وَفي طَلِيعَتِهِمْ : نُصيِّف النَّاصريّ ، باسِم المرعبي ، محمَّد تُركي النَّصَار، خَالد جَابِر يُوسف ، صَلاح حَسَن ، وَظلَّتْ أهوَالُ الحَرْبِ وَرَائِحَةُ المَوْتِ مَاثلةً في رُوحِ وَمُخيِّلَةِ وَمَنْظُور نصيف لِلْوَاقِعِ الإنْسَانيِّ ، على نَحْوٍ كثيْفٍ ، وَقدْ شَكَّلتْ لديْهِ رُؤيَةً أسْطوريَّةً لِلْوَاقِعِ الكَابُوسِيِّ .
أصْدَرَ نُصيِّف في عَامِ 1986، أرْبَعَ مَجْموعَاتٍ شِعريَّةٍ في مُجَلَّدٍ بعنوَانِ " جَهَشَات " ، كَتَبَهُ بخَطِّ اليَدِ ، ثُمَّ قَام بتصْويرِهِ خَمْسِيْنَ نُسْخَةً ، وَقَامَ بتوزيعِهِ دَاخِلَ العِرَاقِ وَخَارِجَهُ ، وَعَبْرَ نصُوصٍ منْهُ نَشَرَهَا لهُ الشَّاعرُ سَليم بَرَكات في مجلَّةِ : الكَرْمِل ، لفَتَ إليْهِ الأنظَارَ العَربيَّةَ ، باعتِبَارِهِ صَوْتًا شِعريًّا كثِيْفَ الشِّعريَّةِ ؛ ذَا نَبْرَةٍ شِعريَّةٍ خَاصَّةٍ ، ينْحُو إلى شِعريَّةِ الأدَاءِ السِّريَاليِّ ، بأدَاءٍ طَليعِيٍّ خَاصٍّ ، وَلغَة شِعريَّةٍ شَديدَةِ التَّميُّزِ ، أتْبَعَ هَذَا المُجَلَّدَ بديوَانِ : " أرْض خَضْرَاء مثْل أبْوَابِ السَّنَةِ " ، صَدَرَ عنْ المُؤسَّسَةِ العَربيَّةِ للدِّراسَاتِ وَالنَّشرِ ببيروت في عَامِ 1996، وَاصَلَ فيْهِ تأصِيلَ صَوْتِهِ الخَاصِّ ، وَأدَائِهِ الخَاصِّ ، في مَشْهَدِ الشِّعريَّةِ العَربيَّةِ الجَديدَةِ ، وَتَوَالَتْ ، فيْمَا بَعْدُ ، أعْمَالُهُ الشِّعريَّةُ ؛ الَّتي تَجَاوَزَتْ الثَّلاثيْنَ ، عنْ دارِ مَخْطُوطَات بهولندا ، وَقدْ آثَرَ نصيف ، مِثْلَ عَدِيديْنَ مِنْ مُبْدِعِي العِرَاقِ ، الهِجْرَةَ ، بَعْدَ تَجَبُّرِ الدِّيكتاتوريَّةِ ، وَخَرَابِ الوَطنِ وَضَيَاعِ مُقدَّرَاتِهِ وَثرَوَاتِهِ في مَعَارَك عَبثيَّةٍ وَمُدَمِّرَةٍ ، وَمُنْذُ عَامِ 1998يُقِيْمُ في السِّويد ، غَيْرَ أنَّه كَمَا قالَ كفافيسُ في قَصِيْدتِهِ : المدينة " مَادَامَتْ حَياتُكَ قدْ خَرِبَتْ في هذِهِ المَنْطِقَةِ منْ العَالَمِ ، فَحَيَاتكَ خَرَابٌ ، أيْنَمَا حَلَلْتَ " ، فقدْ ظَلَّتْ التَّجربَةُ المُؤلِمَةُ وَلازَالَتْ حَيةً وَمُتَّقِدَةً ، وَلا يَزَالُ الخِطَابُ الشِّعريُّ يَحْمِلُ هذِهِ الرُّؤى الكَابوسِيَّةَ ، في نَبْرَةٍ فَجَائِعيَّةٍ ، وَإيقَاعٍ جَنَائزيٍّ في أحْوَالٍ كثيرَةٍ ، وَلا يَزَالُ الخَرَابُ وَالوَحْشَةُ وَرَوَائِحُ المَوْتِ تُخَيِّمُ على أجْوَاءِ الخِطَابِ ، وَقدْ قادَتْهُ رُؤى العَدَمِ وَالخَرَابِ وَالقِيَامَةِ الأرْضِيَّةِ ، إلى أجْوَاءٍ سِريَاليَّةٍ وَدَاديَّةٍ ، هِيَ مُحَصِّلةٌ طَبيعِيَّةٌ لحَيَاةِ على حَافَّةِ المَوْتِ دَائمًا ، فالخِطابُ الشِّعريُّ هُناَ لمْ ينفَصِلْ عنْ التَّجربَةِ المَعِيْشَةِ للشَّاعرِ ، بَلْ هُوَ التَّجسِيْدُ الجَمَاليُّ لهَذِهِ التَّجربَةِ الجَيَّاشَةِ ؛ بفورَانِهَا ، وَتَحَوُّلاتِهَا ، وَخُصُوصِيَّتِهَا ، وَلمْ تَنْفَصِلْ التَّجربَةُ الشِّعريَّةُ عنْ التَّجربَةِ الحَيَاتيَّةِ المَعِيْشَةِ .
وقد مرَّتْ تجربَةُ نُصيِّف بمرحلتيْنِ شِعريَّتينِ ؛ في الأولى هيمنَتْ آليَّاتُ الشِّعريَّةِ الدَّاديَّةِ والسِّرياليَّةِ ، وفي الثَّانيةِ هيمنَتْ شعريَّة الأداءِ السَّرديِّ الملحميِّ الفجائعيِّ ، وفيهما معًا اكتَسَبَ الخِطَابُ الشِّعريُّ لِنصيف خصوصِيَّتَهُ مِنْ تعبيْرِهِ عَنْ رُؤى تَجربَته الحياتية العاتية ؛ شَديدَةِ الخُصوصِيَّةِ ، عَبْرَ بنَاءٍ شِعريٍّ اتَّسَمَ بلُغَتِهِ المُنْتَخَبَةِ المُعَتَّقَةِ الرَّحبَةِ ؛ لُغَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ تُبَاهِي بحضُورِهَا ، دُونَ أنْ تقَعَ في كَرْنفاليَّةِ سَليم بَرَكات ، كَمَا اتَّسَمَ بصورِهِ الشِّعريَّةِ ذَاتَ الجنوحِ الوَاضِحِ إلى المِخْيَالِ السِّريَاليِّ الحُرِّ ؛ حَيْثُ يَتَدَاخَلُ فيْهَا المَعِيْشُ وَالسِّرياليُّ ، الوَاقِعيُّ وَالفنتازيُّ ، السَّرديُّ وَالبَصَريُّ ؛ في رُؤى عَجَائبيَّةٍ هَذَيَانيَّةٍ حُرَّةٍ :
" قلتُ لأبي : أعْطنِي نُقودًا لأسْكرَ
فَتَحَ فَمَهَ فَخَرَجَ منْهُ أسَدٌ جَائعٌ .
قلْتُ لحَبيبتي : أعْطِني قُبْلَةً
فَتَحَتْ فَمَهَا فَخَرَجَتْ مِنْهُ لبوةٌ .
قُلْتُ لآمرِ سَريَّتِي : أعْطِني إجازَةً يَا سيِّدي
فَتَحَ فَمَهُ فَخَرَجَتْ مِنْهُ دَبَّابَةٌ
الأسَدُ الجَائعُ
وَاللبوَةُ
اصْطَحَبْتُهُمَا مَعِي في نُزْهَةٍ على الدَّبابَةِ
ثمَّ عُدْتُ إلى السِّجنِ مَصْدُوعَ الرَّأسِ ."(1)
وبنبرَةٍ شِعريَّةٍ حَادَّةٍ ، يؤُسِّسُ نُصيِّف بنيَةَ الخِطابِ الشِّعريِّ - غَالبًا – اعتمادًا على بنيَةٍ سَرْديَّة تَتشَظِّي فيها الرُّؤى وَالعِبَارَاتِ وَالصّورِ ، في رُؤى شِعريَّةٍ مَحْمُومَةٍ وَهَذَيَانيَّةٍ ، وموقفٍ دراميٍّ :
" لسْتُ مُوظَّفًا إلهيًّا . برقَّةِ اللصِّ أنقِّبُ عنْ كاليغولا . صَعْبٌ0 عِرَاكُ العَالمِ . هُنَاكَ في أقْصَى المَدينَةِ ، امْرَأةٌ مُتزوِّجةٌ تَمْسَحُ زُجَاجَ الأحْذيَةِ . فلنَرْقُصْ إعَارَةً . رَقَصْنَا وَاحِدَةً ثانيَةً ، وَطَلَعَ القََمَرُ أعْرَجَ مِنْ كِيْسِ النِّفايَةِ . مَا العَمَلُ يَا كاليغولا ؟ ، حَشْدٌ يمتدِحُ تقاويمَ أيَّامٍ لمْ تُكْتَبْ ، حُروبٌ عائليَّةٌ لمْ تُؤرَّخْ . أنَا آخِرُ السُّلالةِ ، أنَا طِفْلُ السُّومريِّينَ وَالبَابليِّينَ وَالآشُوريِّينَ والأكديِّينَ وَالعَمُوريِّينَ وَالفِينيقيِّينَ وَالآرَامِيِّينَ وَالجَعْزيِّينَ وَالفَرْثيِّينَ وَالكَنْعَانيِّينَ وَالأثيوبيِّينَ وَالسَّبئيِّينَ وَالإغْرِيْقِ وَالبَرَاهِمَةِ وَالهَيبيِّينَ وَالسِّريَاليِّينَ وَالهوهويِّينَ وَالولوليِّينَ . تِلكَ وَدِيعَتِي وَدَرَّاجَتِي مَعْطُوبَةٌ ، لكِنْ حِيْنَ أسْتنزِلُ غَيْمَةً مِنْ رَفِّ السَّمَاوَاتِ ، تَتَّسِعُ مَقَاعِدُ كثيرَةٌ لِلنَّاجِيْنَ مِنْ الطُّوفَانِ . أنَا شَمْعَةٌ . أنَا الأرِيْكَةُ تَصْطَادُ الطَّاغيَةَ . مَنْ الفَرَاشَةُ ؟ " الأيَّامُ وَشِيْعَةٌ " . أزْرارُ الفيلسُوفِ تَسْطَعُ في خَزَانَةِ الطِّباعَةِ . لا تَسْمَعُوا إلى الغِبْطَةِ . أصْرُخُ خَلْفَ البَيْطَرِيِّ المَجْنُونِ . المَجْدُ لِلرَّنيْنِ . الغَلَبَةُ لِلغَلَبَةِ . البَهَائِمُ اللولبيَّةُ تناسَلَتْ في غُرْفَةِ الجُغْرَافيَا . التَّابوتُ الفِقَريُّ على الوسَادةِ . اهْبِطِي مِنْ نجمَةِ أمريكا . عِنْدِي مَصَدَّاتٌ . رَائِحتُكِ إسْفِنْجٌ . الفِيْلُ بَطَّةٌ . انفُخِي سَأبْكِي . البُوقُ يعلفُ خصْرِي . منْ أجْلِ الإبَاحَةِ ، أُعَضِّدُ ملوكيَّتكِ . أيُّهَا الحُزْنُ بمُسَدَّسٍ عَاطِلٍ ، الرَّقصُ وَسِرُّهُ يُعْلِنَانِ غموضِي . المَلعُونُ أعْطَانِي كُوبًا ليُظْهِرَنِي العَطَبُ . لا الأنْوَالُ ، لا الألقََابُ . الحَظَائرُ عَاليَةٌ . دَرَجٌ طويْلٌ . لبِسْتُ نِقابًا وَاقتنيْتُ مَوَسُوعَةَ الضَّحكِ ، وَقَهْقَتُ عَاليًا . قافيَةُ العِبْءِ عَضَّتْ رُكْبَةَ الأريكَةِ . مِنْ أجْلِ بلاغَةِ أنفكِ ، حَشَدْتُ رَوَائِحَ في مَمَرَّاتِ الصَّحَرَاءِ . أيَّتُهَا المَليئَةُ ، ارْبِطِي خصْرِي ، اصْهَلِي لِحِصَانٍ ، يَشُمُّ الزَّفَرَ فَوْقَ الرُّكبَةِ وَيَصْهَلُ ." (2)
وفي المَرْحَلةِ الأخيرَةِ تشيعُ في خِطابِ نُصيِّف الشِّعريِّ نبرَةٌ فَجَائِعِيَّةٌ ملحميَّةٌ ، في أدَاءٍ سردي مُكثَّفٍ ؛ على الرَّغمِ منْ تَدَاعِيهِ الظَّاهِريِّ :
" يُكفِّنونَ قتلاهُمْ بَيْنَ الأريْجِ اللا مُبَالِي لِحَشَائشِ أرْضِنَا في الليْلِ ، وَيَحُكُّونَ مَخَالبَهُمْ في الأضْوَاءِ العفيفَةِ لِلمَتَاريسِ الَّتي شَيدنَاهَا لإطَالةِ هُدْنتِنَا مَعَهُمْ . كُلُّ حَرَكَةٍ مُبَاغِتَةٍ تَحْتَ الصُّخورِ المُتنزِّهَةِ في الأنْهَارِ ، تُجرِّدُنَا منْ الطُّمأنينَةِ المُحْتَشِمَةِ ، وَتُطِيْحُ بالمِفْتَاحِ ، صَلاتُنَا المُختزَلَةُ في اسْتِعرَاضَاتِنَا لمُحَاربيْنَا ، لا تَمْنَحُنَا القُدْرَةَ على الجَزْمِ بمَا سَيَفعلُهُ المُبَوِّقونَ على الجَانبِ الآخَرِ وَهُمْ يُطلِقُونَ صَوْبَ حقولِ قُطْنِنَا الشَّرَارَاتِ . مَكائِدُ فظيعَةٌ في مَا مَضَى مِنْ تَاريخِنَا الدَّامِي ، أحْوَجَتْنَا فيْهَا الخِبْرَةُ إلى تَصَدِّيَاتٍ لأولئكَ الَّذينَ يَودُّونَ تحقيْقَ إنْجَازٍ مَا ضِدّنَا . الرِّيبَةُ وَالحَيْطَةُ ، تُسْدِلانِ على سُهَادِنَا التِّراجِيديِّ ، المَرَايَا المُفْرِطَةُ في بروقِهَا ، وَيُعِينُنَا وَرَثتُنَا على التَّخلُّصِ منْ ثقلِ الظُّلمَةِ الَّتِي لا تُفْصِحُ عنْ حظوظِهَا . نُعِيْدُ في كُلِّ فَجْرٍ ، إنشَادَنَا لِلْمَرَاثِي الَّتي نحفظُهَا عنْ أجْدَادِنَا الَّذينَ قُتِلُوا في حروبِنَا مَعَ الصَّليبيِّينَ ، وَنَشْحَذُ أسْلِحَتَنَا في الأضْرِحَةِ الَّتي وَسَّدنَاهُمْ يَنَابيعَهَا العَذْبَةَ . وَمِيْضٌ عَظِيْمٌ تتندَّى فيْهِ جِبَاهُنَا ، وَالخَيَّالَةُ الأعْدَاءُ في مُرَاقبتِهِمْ لنَا خَلْفَ البَوَّابَاتِ العَاليَةِ لِلنَّهَارِ، يتعلَّمُونَ الطَّرقَ على المَنَاحَاتِ . تَحَالُفَاتُنَا مَعَ الذِّكرى الَّتي فَقَدْنَا فيْهَا الأجْدَادَ ، سَفَرٌ أمِيْنٌ إلى المُعْجِزَةِ المُتَخفِّيَةِ لِلانتِصَارِ ." (3)


الهوامش :
نصيف النَّاصِري - الأعمَال الشِّعريِّة - المُجلَّد الثَّاني - دار مخطوطات ، بهولندا - 2013 - ص : 327
السَّابق - ص ص : 169- 171
نصيف النَّاصِري - الأعمَال الشِّعريَّة - المُجلَّد الأوَّل - دار مخطوطات ، بهولندا - 2013 - ص : 29








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة