الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوط حمراء بلا قيمة وتيارات صفراء بلون الخبث

مالوم ابو رغيف

2005 / 9 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا اعرف ما هي حكاية الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها واي شيئ يعني هذا التعبير الذي بتنا نسمعه في كل الحوارات والمجادلات السياسية .الجميع يحذر وينذر بالوخيم من العواقب ان تم اغفالها او عدم الالتفات اليها ،حتى وكان الامر يستوجب وجود شرطة مرور للتنببه والتحذيرواتخاذ اللازم في حالة الاقتراب منها او محاولة القاء نظرة ولو عابرة عليها.
واذا نظرنا الى الوضع في العراق نجده قد تحول الى شبكة او متاهه من خطوط حمراء يصر كل طرف سياسي او ديني على عدم السماح بمسها .فالعروبة خط احمر،والاسلام خط احمر،والطوائف خط احمر ،والاعتراف باسرائيل خط احمر،وحق تقرير المصير خط احمرواعادة ترسيم حدود المحافظات خط احمر الى اخره من خطوط حمراء تاخذنا كالدهشة بين الاونة والاخرى.واذا كانت السياسة فن الممكن ،فان هذه الخطوط الحمراء تحيل الممكن الى مستحيل ،وتحشر الناس غصبا عن انوفهم في كانتوات عرقية ودينية وطائفية،فمن غيرالمعقول ان ياتي المحاورالى طاولة المفاوضات والمباحثات السياسية ولا يحوي في جعبته او لا يرى غير لافتات حمراء لا تسمح بالحركة والمرور
.فعلى طاولة المفاوضات لا توجد مناطق محرمة واخرى غير محرمة ،على هذه الطاولة يتم التداول حول الكل والحصول على الممكن ضمن سياسية توافقية مثل ما يقول السياسيون الجدد بترجمة غير موفقه لكلمة compromise ،فالمساومة لا تعني التوافق بل تعني مايمكن الحصول عليه او التنازل عنه بما تسمح به موازين القوى ضمن عملية الصراع السياسي في مرحلة معينة ولقد فطن البعض الى خطأ الاستخدام فقال ان التوافق لا يعني الاجماع بل يعني اتفاق الاكثرية على حل لمشكلة معينة.
الهدف من الخطوط الحمراء هو فرض وارغام الناس على الانصياع والامتثال لاوامر واملائات لا تمت الى مبادئ الديمقراطية بصلة ،واجبار الناس على تحمل واقع ما كانوا ليرتضوه لو خيروا ،وما كانو ليقتنعوا به لو كان بيدهم القرار .واقع يكون فيه العراقي سلبيا ،مجبورا على القبول ،مسلوب الارادة ،فهناك دائما من يتحدث باسمه اكان سنيا او شعيا او كرديا ،اواي صفة يمتلك.فكيف يعرف الاسلاميون ان الناس تفضل حكم الشريعة والناس ترفض حكم الاسلام في السعودية وفي ايران وفي افغانستان!وكيف يعرف القوميون ان العراقيين لا يفضلون الانسلاخ من محيطهم العربي او انهم جزء لا يتجزء من امة لا توجد الا على الصحف وفي ثرثرة السياسيين السمجة،بينما اكثرية العراقيين تتهم العرب بالاشتراك في قتلهم وتشريدهم وسرقتهم !وكيف تعرف الاحزاب الشيعية انها لسان حال الشيعة وقبلتهم السياسية والدينية ،بينما هي نفسها تنهش بلحم بعضها البعض ،وتقتل بعضها البعض ،وتشهرفي بعضها البعض !وكيف تعرف الاحزاب السنية او من يدعي هذا التمثيل ،ان اهل السنة يؤمنون بما يقوله الخرف عدنان الدليمي ،او الارهابي حارث الضاري ،او الطائفي مشعان الجبوري ،او الحشاش صالح المطلق او مجاميع الخطف والاغتصاب والقتل الجماعي.؟
البعض يعبر عن خطوطه الحمرا بــ(كلا) حمقاء بلهاء ،مثل كلا للفدرالية وكلا امريكا وكلا اسرائيل وكلا كردستان.هذه الكلا الغبية تشترك بها تيارات الاجرام الطائفية السنية وتيارات الحواسم والغباء الشيعية حتى اصبحت من صلب شعاراتها وعصب الحياة فيها ومشترك الغباء والانحطاط الذي يوحدها.
اماالمنطقة الخضراء فهي مثل الدائرة التي خطتها عصابة لزوج امراة عزموا على اغتصابها وامروه ان لا يخرج منها وحين سالته امراته عن سبب جبنه ونذالته قال لها انه قد انتصرعليهم فقد اخرج قدمه عدة مرات من محيط الدائرة التي سمروه فيها بينما كانت زوجته تغتصب.ولان الجميع منشغل باخراج قدمه من دائرته الحمراء او الخضراء ،بقى العراق خاليا من اي خط للدفاع او للهجوم يمنع القتله والذباحين والسيارات المفخخة واللصوص من الدخول اليه ومن اي جهة ، ولا دائرة قانونية او سياسية تحاسب المهربين والمختلسين واللصوص عند خروجهم محملين بكل نفيس.وتركت الناس للقدراو لله يحميها ويمنع الشرعنها ،فاصبحوا شهدائ غصبا عنهم ،يقتلون علنا في الشوارع وفي الساحات العامة ،ويكافأ القتلة باطلاق سراحهم وارسالهم الى بلدانهم ،او اشباعهم حد التخمة في السجون الموقته حتى يحين اطلاق سراحهم ،او سجنهم لمدة اشهر معدودة ،فهم من المقاومة الشريفة العفيفة التي يقول البعض عنها انها خط احمر لا يجوز المساس به ..
ولاننا اصبحنا بلد بلا حدود ولا قوانيين ولا حواجز،هبت علينا انواع التيارت ،فتيار لعوب اهوج يسمى التيار الصدري ،وتيار وضيع ليس له من كرامة يسمى التيار الخالصي ،وتيار حقيراجرامي يسمى التيار الواهبي ـوتياراسود كالسخام يسمى التيار السلفي ،وتيارلغسل الادمغة والعقول يسمى التيار الايراني وتيار بغيض متطفل يسمى التيارالعروبي.وتيار لوطي منحط يسمى تيار الزرقاوي،وتيار احط من القحاب عهرا يسمى تيار المقاومة.
تيارات من الهواء الفاسد والنتانة الفكرية والاخلاق الساقطة لم تبقي لخطوط السياسيين والمعممين الحمراء من معنى ولا قيمة،وبقت خطوطهم بكل الوانها تداس بالاقدام في كل يوم ومن جميع الاتجهات والجوانب لسبب واحد ،ان العراق لم يعلن كبقعة مقدسة محرمة على جميع الغرباء والقتلة والسفلة والبعثيين والوهابيين والقومجيين العرب والايرانيين وان الموت هو الحكم الوحيد دون حق التمييز لاي قادم تحت راية الجهاد او مظيف و ممول او دليل فالمرتزقة ليس لهم الا الموت
.
لكن لا يهم فما زال الزوج يخرج قدمه من منطقته الخضراء تحديا ،بينما المغتصبون يعيثون فسادا ودمارا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها