الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العزة بالاثم .. سياسيا

جواد البياتي

2015 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



هو الضياع السياسي بالنسبة لمن هم في دائرة هذا التصنيف ، اللذين يتبنون فكراً او موضوعاً او موقفاً لم يعد يهضمه الآخرون . ومع الأعتزاز الشديد والكبير بالمبدأيين المتمسكين بأفكارهم الانسانية من اي نوع وفي اي اتجاه الاّ ان ذلك يفقد قيمته ومبدئيته اذا كان يتعارض مع المصلحة العليا للوطن ويتسبب في تدميره وضياعه وبالتالي يهدد وجوده ، لقد راهن البعض من مروجي الافكار المريضة على بيع الوطن لغير أهله منذ بداية القرن الماضي عن طريق المعاهدات الجائرة والمراهنات السرية الخبيثة ، وكذلك في سلسلة الحروب التي كلفت وطننا وشعبنا الكثير من دماء ابنائنا واموالنا وارضنا . ولا زال هؤلاء يعيشون على ذكرى الاحلام الستينية التي بدأت معها سلسلة ماسمي بمعارك المصير التي انتهت بوجود القاعدة اللادنية ووليدها غير الشرعي داعش . ومن الغريب جدا ان نكتشف ان في وطننا من يقوم بدور ( الديّوث ) ممن ادخل على حرائر وطننا الغرباء ، ومهما كانت الذرائع فإن الوطن للجميع وإن الاستقواء بالغرباء هو خيانة في منظار كل الشرائع والاعراف والقوانين ، فأهل الدار هم ادرى بحل مشاكلهم في المنظور الاجتماعي العام لكن بعض السياسيون اقسم ان لايكون هناك غير الدم في اخذ مايعتبره حقوقا اصلية سلبت منه بعد / 2003 وهذا ما عطّل البناء والاعمار ، بل انه راح يحرّض على التخريب والقتل واصبح ستاراً لدخول اللصوص الى ارضنا المقدسة وتمكينه من ايجاد موضع قدم وحاضنة لرعايته .
طيب .. لم يعد في القوس منزع على وجود الغرباء بعد الجرائم التي اقترفوها بحق اهلنا في الموصل والمناطق التي وقعت تحت نفوذهم بعد نكسة حزيران العراقية خاصة بعد الفتوى التاريخية التي كانت بمثابة رصاصة الانطلاق لتلقين المعتدين درساً في البسالة والذود عن الارض الطاهرة . وهذه الاشارة كانت دعوة للجميع لنيل شارة المجد الحقيقي وفرصة لرد الدين لهذا الوطن دون انتظار مكافأة من اي نوع سوى مرضاة الله والضمير ، بدل المطالبة بالتوقف والكف عن صد الغزاة الذين لوّثوا الماء والهواء واساءوا للحرمات والمقدسات والتاريخ ، لقد تمادى هؤلاء الى درجة انهم راحوا يطالبون بمحاسبة ومحاكمة ابطال التحرير بدل ان يعاضدوهم حتى ولو كان ذلك بسكوتهم فقط .
ان بعض البرلمانيين الذين ينادون بمحاكمة قيادات الحشد الشعبي بحجج مفضوحة كان الاجدر بهم ان يعاضدوهم لتحرير مناطقهم المسلوبة والمهانة بفضل الدور الخياني للبعض بدل تعليق الحضور في البرلمان لأسباب خرقاء كان يمكن تأجيلها لما بعد تنظيف الوطن من قذارات التاريخ . لقد كان الدكتور رائد الجبوري محافظ صلاح الدين يتحدث بألم لقناة السومرية عندما ذكر ان عشرين نائباً زاروا الجبهة زلم يكن بينهم من يمثل مناطقهم الغربية . بإستثناء النائب مشعان الجبوري . ان كل من رفع صوته ضد المقاتلين وقياداتهم يدرك جيدا بأن لولا هؤلاء البواسل لما كانوا ولما كان هناك برلمان ، وان شعور العزّة بالأثم ازاء هذه الحقيقة ، ماهو الاّ مرض مزمن ، تسيطر عليه مشاعر الحقد والكراهية .
لاتنسوا ايها السياسيون .. التاريخ والشعب سيحفتظ لكم بهذه الاساءة ، مثلما سيحفظ لأبناءه البررة تضحياتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -