الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير صلاح الدين

نزار هاشم

2015 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عملية تحرير محافظة صلاح الدين بالكامل من تنظيم داعش هي نقطة تحول مهمة في المعركة ضد هذا التنظيم الإرهابي، وهي بداية لانهيار “داعش” نظرا للموقع الإستراتيجي الذي يجعل من هذه المحافظة مركزا وممرا لتنقل الارهابيين بين عدد من المحافظات منها كركوك والموصل والأنبار إضافة الى كونها بوابة مهمة من بوابات العاصمة بغداد وهي الطريق الرابط بين المحافظات الشمالية وبين العاصمة. ما يميز النصر في هذه المعركة هو ان صلاح الدين تعيش فيها خليط من مكونات الشعب العراقي وان الإرهاب حاول اللعب بالورقة الطائفية على مدى سنوات طويلة كما يفعل في كركوك وديالى والموصل ولكن وعي المواطن والحكومة أفشلت تلك المخططات بعد ان تم عزل الإرهاب وأفكاره التكفيرية وتم دحره بعد توحيد الجهود الوطنية بين جميع المكونات في المحافظة لتكون هذه المدينة نموذجا للمحافظات المشابهة لها لكي تتوحد مكوناتها ضد الافكار المتطرفة التي تدعو للقتال بين ابناء البلد الواحد. اعلان صلاح الدين خالية من “داعش” كان رسالة مهمة للإرهاب بأن القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي قادرون على تحرير المدن وتحقيق النصر عبر خطط عسكرية عراقية ناجحة وعبر تصميم وارادة العراقيين الأبطال الذين قرروا هزيمة “داعش” وتحرير باقي مناطق العراق من دنس الارهاب الذي اصبح مذعورا يجر اذيال الهزيمة في جميع المعارك التي انطلقت منذ أن أفتت المرجعية الدينية في النجف الاشرف بالجهاد ومنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي فوتت الفرصة على “داعش” والتنظيمات الارهابية الأخرى وحرمتها من اللعب بورقة الفتنة الطائفية وتأجيج العنف بين مكونات الشعب العراقي. ولقد كانت بعض مناطق صلاح الدين منذ 2003 عصية على القوات الامنية بسبب تواجد التنظيمات الإرهابية ومساحتها الواسعة، فبالرغم من قيام الحكومة بعدة عمليات عسكرية وغيرها الا انها لم تنجح في القضاء على الحواضن الاجتماعية للقاعدة و”داعش” و كان من الصعب الوصول اليها فبقيت تعمل منذ سقوط النظام المباد على إيذاء ابناء المحافظة والمحافظات المجاورة ومحاولة تأجيج الفتنة الطائفية بين مكوناتها المتعايشة منذ قرون طويلة. النصر في تكريت لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود بين القوات الامنية والحشد الشعبي والاعلام الوطني وفتوى المرجعية والتفاهمات السياسية ومساعدة المواطن وتعاونه مع القوات الامنية، ومن هنا نقول بأنه نصر للجميع، للجيش العراقي ونصر لتجربة الحشد الشعبي وللاعلام الوطني الذي نقل المعركة للمواطن وقدم الشهداء والجرحى، وهذا النصر هو دليل على قدرة العراقيين على التخطيط وتنفيذ المعارك الكبيرة دون الحاجة الى التحالف الدولي الذي لم يقدم اي نوع من المساعدة في هذه المعركة التي كان النصر فيها عراقيا كما كان في آمرلي وجرف النصر وبيجي وديالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -