الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهذا فن أم عفن ؟

محمد البورقادي

2015 / 3 / 12
الادب والفن


بالأمس القريب طرق سمعنا نبأ كليب جديد لفنانة شعبية ترد فيه كلمات وجمل لا تليق البثة بأن تذاع أو يكون لها صيت يجوب المغرب ويسمعه كل صغير وكل كبير ومن كل حدب وصوب ، عبارات من أمثال اعطيني صاكي باغي نماكي .. مبتذلة ووضيعة، لكن ما حز في نفسي هو ما وراء تلك الكلمات وما وقعها على السامع حين يسمعها ..
دلالتها تثير غريزة التبرج والعري في نفوس ضعاف وقلوب جوفاء استلهمت مصيرها مما يبثه العالم عبر قنوات تصريف المنكر والفاحشة .. فكيف لشعب أكثره أمي وجله منحل تبع الشهوات ونسي ما قدمت يداه أن ينصر نفسه ويخرج من معركة تقودها أكثر الأيديولوجيات مرونة وانسيابا ، فالمخطط مدروس بإحكام وهامش خطإه ضئيل ومداه مستمر ومتطور وفعاليته غزت شرقا وغربا شمالا وجنوبا ..
فالغلبة جلية لصاحب أقوى رأسمال رمزي والغرب هو القائد دائما وهو الذي يمتلك القوة الناعمة والتي أصبحت في زماننا تجاوز القوة الصلبة في الإطاحة بكل الأنظمة اجتماعية كانت أم اقتصادية وتشكيلها وفق نموذجها الموحد في ترتيب محكم ومحبك لدرجة أنك تسائل نفسك هل أصبح العدو صديقا ولا يمكن أن يكون ذلك كذلك بحال من الأحوال لأن الصراع قائم منذ الخلق الأول ولن ينفك حتى تزول الأرض ويسيطر الحق من جديد..
لكن هذا لا ينفي المسؤولية ولا يقلص حيزها فمادام هناك عقل يعقل وإرادة نمضي بها ، فلا يجوز التآكل والخذلان بل ينبغي درأ المفاسد بالمصالح وتغطية السوء بالحسن ولا يتأتى ذلك إلا إذا قمنا من سباتنا أو من تخديرنا إن صح التعبير ..
لنرجع إلى موضوعنا التي ابتدأنا به ، والذي يتمحور حول القيم ، فالقيم إما تغرس غرسا ، أو تكتسب اجتماعيا ، أو تنقل لا شعوريا لتنطلق عملية البناء وإعادة البناء من جديد وفق تسلسل يقود أوله إلى آخره والعكس صحيح ، فهي تغرس بالتربية وتكتسب بالمؤسسات الإجتماعية أو تنقل بطريقة لامباشرة عبر تصورنا للوجود وللعالم من حولنا ..
فلا يكاد ينكر كل ذي لب أن ما جاء في الكليب يحث على التبرج والمنكر بل يؤكد عليه باعتباره الطريق المعبد لإدراك متع النفس ومتمنيات الحياة باغي نعيش حياتي... وكيف تكون الحياة حياة تليق بخليفة الله في أرضه إذا سيطر عليها قانون الغاب باغي ندير حالا في الرجالة ..باغا نوض روينة..
هل ترضى الفتاة أن تكون سلعة تباع ويساوم عليها أم أن كرامة الإنسان غدت بدون قيمة وبدون داع ..
قيم تكرس وتصورات تحول وتستبدل بعولمة طافت ببريقها العالم بأسره ، بريق لامع ومثير لكن سرعان ما يتحول إلى سراب ووهم ما أن يسترجع العقل مهمته بعد تخدير عميق وتبلد حسي فاق كل التوقعات أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?