الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي

عماد صلاح الدين

2015 / 3 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


تحديدا منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، هناك ظاهرة دبلوماسية سياسية وإعلامية حقوقية، سواء داخل فلسطين المحتلة، أو في الخارج، تقول وتركز- كثيرا - على مقولات وتوجهات، من مثل الشرعية الدولية، واتفاقيات جنيف لعام 1949، ومجمل القانون الإنساني الدولي، ومحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وميثاق روما المؤسس لها سنة 1998.
وكذلك الأمر عن أهمية قرار محكمة العدل الدولية لسنة 2004، ورغم انه كان حدثا وسابقة وإضافة معتبرة ومهمة، فيما يتعلق بتطرقه الواضح إلى مسألة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؛ باعتبار أن جدار الفصل العنصري، الذي تم تدشينه من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي سنة 2002، يشكل عائقا خطيرا، على قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويحول دون قدرة الفلسطينيين على تقرير المصير .
ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذا الخطاب الفلسطيني الحقوقي، والذي تتفاعل معه أوساط إقليمية ودولية، والذي تعزز في الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة أعوام 2008-2009، 2012 وأخيرا الحرب الإسرائيلية المجنونة على القطاع 2014، والتي دامت لمدة واحد وخمسين يوما، و ارتكبت فيها إسرائيل أفظع الجرام ضد الإنسانية، وجرام تصل إلى حد الإبادة، باعتراف مستويات سياسية وأمنية في إسرائيل، عن طبيعة وماهية تلك الحرب.
هذا الخطاب أعلاه، ومن جديد، يجده المراقب، يتفوق كثيرا على مسألة التركيز على حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة والمنفية، باحتلال أرضه وتفريغها منه؛ بالتطهير العرقي، ومختلف إجراءات بل وجرائم الاحتلال الخطيرة جدا، على الوجود الإنساني الفلسطيني، بالطبيعة، والقانون، وبالتنظيم السياسي للشعوب والمجتمعات البشرية، وما يلحق جراء ذلك من جرائم إسرائيلية دائمة ومستمرة، قد تعجز القوانين الدولية وقت الحرب والسلم، على استيعابها، ومن ثم العمل على قوننتها بالنصوص القانونية، وبتنزيلها موضع المساءلة والتطبيق، من خلال الآليات الدولية الحقوقية والقضائية بهذا الشأن.
وعلى أهمية الخطاب الحقوقي، وأهمية الإجراءات والمحاكم، وحتى هذا التطور الجيد في حراك الرأي العام العالمي، في أوروبا وأمريكا اللاتينية، في ضرورة ملاحقة هذا الكم والنوع الهائل، من جرائم الحرب الإسرائيلية، ضد الفلسطينيين، والتي تفوقت على كثير من نظم ممارسة لمثل هذه الجرائم في العالم، تحديدا في جنوب أفريقيا، زمن نظام الفصل العنصري البائد. إلا انه يبقى من الأهمية بمكان، على الأقل، في سياق خطابنا الإعلامي والسياسي الحقوقي، أن نركز- دائما- على القضية الأساسية، وهي أن إسرائيل ومشروعها الصهيوني عبارة عن احتلال استيطاني استعماري إحلالي، تستهدف الفلسطينيين وأرضهم، وتمنعهم بجرائمها التطهيرية والابادية، من حقهم الأساسي في العودة، و تقرير المصير، والتحرر من الاحتلال، الذي يمارس كل أشكال العنصرية، والتمييز العرقي، وحتى الديني المزعوم، باعتبار دعوته ومطالبته، بكون إسرائيل هي دولة اليهود فقط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات