الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسل الخرافة

باسم الهيجاوي

2005 / 9 / 20
الادب والفن


جسدٌ إلى المنفى يمرُّ ،
فمن يُعيد القافلةْ
نحو البدايةِ ،
يركض القتلى إلى شرفاتهم
وتنام عاشقةٌ ،
وتكتبُ ما تيسَّرَ من حنين العاشقاتِ إلى الرصيفِ ،
ولا طريق موصلةْ
لديار أهلٍ يحرقون نشيدهم
عند انكسارات الحنينِ ،
ويحملون صدى الأماني ،
واختزان الأسئلةْ
وعلى ضفاف الحيِّ ألقتني العواصمُ ،
لا أصابع في يديَّ ،
ولا قوادم لانكسار الريح تعبرُ ،
من يعيد خيول صوتي ،
كي تمرَّ إلى المنازلِ ،
أو تجيء إلى غبار المعركةْ ؟
من يُرجع الشهداء نحو خيامهم
كي لا ينام الفاتحون على رسائل لم تصلْ
من يوقظ القتلى على قمر يضيءُ ،
بلا سراب يشتعلْ
كي لا يظل الواقفون على دمي
شجر يباسٌ ،
في انتظار القافلةْ
ويسربلون الماء والعطش انكسارٌ ،
لا جهات تستضيف نشيدنا
كي نتقي هذا الصقيعُ ،
ولا جدار أو سندْ
يحمي القبائل أو يقي
هذي العيون من الرمدْ لا الماء نحو الرمل يعبرُ ،
والخريف على النوافذِ ،
يشهد الفقراء أن رحالهمْ
مالت قليلاً نحو " بابلَ " ،
والحفاة ترجَّلوا نحو الوراءِ ،
عليَّ أن أنسى الهزائم كي تمر المرحلةْ وعليَّ أن أنسى دمي
وسياج داري ،
وانكساري ،
والأماني المقبلةْ
وعليَّ أن أروي لأطفالي الجددْ
تاريخ أمريكا ،
وأُسقط للهنود الحمر خبز النارِ ،
أو منفى القصيدة ،
كي يجيء الفاتحون على خيول المقصلةْ
ودمي فضاءٌ ،
تستبيح الطائرات حدود صوتي ،
والرصيف معلقٌ في رأس أهدابي ،
وسمّار الليالي تسترد طقوسهم
أيدي الغزاةِ ،
بلا نشيد أو علمْ
وأنا نشيد حافل بالياسمين ،
وجنة الفردوس تنهض للذين تراكضوا
واستنهضوا
لبن الجواري كي يرى المستعمرون خيولنا
بين الحدائق تشرب " الفودكا " ،
وتروي سيرة الشهداء حين تجاوزوا
لغة الحوار الموسميّ ،
وكانت الطرقات أجملُ ،
في أريج الزعتر البريّ ،
هل تلد الحديقة خندقاً ومقاتلينْ
وعلى المدى
سقط الجدار ولم يُفرّخ نجمةً
تلد الوضوحَ ،
تزفُّ للشهداء موطنهم ليرتاحوا ،
ويعطوا للحقائب ما أفاء نشيدهم
وحنينهم نحو المدائنِ ،
والنوارس لا تجيد قراءة الشطآنِ ،
والمدن التي لبست قلائدها تغادر ما اشتهتْ
تعطي اللغات حنينها المهجورِ ،
كي لا تستريحَ ، ولا تضيء لها الخطى
قمر المنازل حين تغرق في المساءْ
ويظل في أبوابها
ما خلفته الريح ما بين الأصابعِ ،
لا ينام الطيبون بلا رسائل للحنينِ ،
بلا قصائد عن بلاد الأندلسْ
وبلا نوافذ للعبورِ ،
بلا أصابع في اليدينْ
لم يسرق الشهداء موطنهم ، ولم يتعلموا
حرب الطوائفِ ،
لم تمر الريح من ثكناتهمْ
لم يسرقوا لنشيدهم
عسل الخرافةِ ،
والبلاد قوافل شربت مع الرمق الأخير عيونها
كي تستعيد
شجر الحقول ،
وما يعيد النوم أشجاراً لتحيا ،
من جديدْ
وسنابل القمح التي ارتعشت لحقلٍ ،
سيجته الريح ،
هل تحيا ،
وهل تلد العواصم " خالداً " يمضي ،
ويكتب سيرة للأمهات ،
عن التجارة والصناعة واكتمال سلاحنا النوويّ ،
كي تجد الرصاصة مهرجاناً أو نشيدْ
ويعيد ترميم العواصم ،
كي يرى الفقراء نرجسة وخبزاً ،
يوم تحرير العبيدْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال