الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غليان في سباسب تونس : تالة عود على زمن بن غذاهم

بسام الرياحي

2015 / 3 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تتعاظم مشاكل الشعب التونسي بعد صفقة الإستقلال التي أبرمتها الدولة البورقيبية مع الإستعمار الفرنسي ، نماذج تنمية كانت مختلة وإنهيار للشراكة الإجتماعية بفشل التعاضد ومحاكمة حمد بن صالح . خطوة دعمت إختلال الرؤى التنموية وتدخل حاشية رئيس أنهى مهامه سريريا بتقرير طبي أمريكي ... المتفحص في تاريخ تونس الحديث يرى جدلية قاتلة بين المدينة والبادية ، الحاضرة والقبائل ، السواحل والدواخل هي بالضبط توازنات في النفوذ والثورة حيث لم تمنع عنجهية القبائل وحرابتها الفطرية وغربتها في التاريخية في شمال إفريقيا سير الاحداث مع الإقتصاد الماركنتيلي الذي كون طبقة تجارية حازت قوة النار وإستقطبت لوبي قبلي متزلف على غرار عسكر زواوة الذي إستخدمه البايات ، ثم البرجوازية الصغرى مع دولة بورقيبة . كل هذه التراكمات أوضحت حجم تخلف الهيكل القبلي وعدم إستعابه للدولة عبر تراكم واضح من جهة وأيضا بروز فئوية سامة في الإدارة السياسية للبلاد .
بعد ثورة 14 جانفي 2011 والتي كان وقودها نفس هذا الجسم العصى عن إستعاب الدولة ، عود على بدء من تالة من عمق المعاناة الإجتماعية من رحم مقاومة الرومان ودولة البايات والإستعمار ، أين يسحب نفس الكرامة المتقطع في حي النجارية ومقاطع إستغلال الرخام الرفيع ... تقوم من جديد جماهير القبائل المحدودة ديمغرافيا والمعوقة تنظيميا وإعلاميا والمنكوبة إجتماعية للمطالبة بإستحقاقاتها ، هي السباسب أرض الأحراش النباتية وقسوة المناخ والمهددة بإرهاب ممكن أن يشوه رصيدها التاريخي الحافل من خلال محطات الكفاح الطويل .العصيان المدني المقرر اليوم في تالة يمثل خطوة تصعيدية وعميقة في تاريخ البلاد ، مسار يثبت حجم الفشل في تونس الإنجازات الديكورية ، في تونس العجز الغذائي أمام حملة التنميق التي يتزعمها المجتمع المدني لتجميل صورة البلاد للخارج وإخفاء حجم الحيف الإجتماعي الموجود . نفس هذا المجتمع الذي أسقط دولة الإخوان المغتربين في بلاد يوغرطان وأحفاد اللوبيين والطارئين من قبائل العرب العتيدة ، يتخلون اليوم عن المدينة المنكوبة ويوجهون أنظار الجمهور عنها .الواضح أن لم نصل بعد لإدراك بفداحة الوضع القائم ، هذا الإحتقان الذي سيعمي العيون وسيدخلنا في المحضور والتبرير ، سوف لن تمنع الثقافة المربوطة بالنقد الدولي حريق العقول والنفوس ، هو زمن لن يعود فيه على بن غذاهم قائد ثورة السباسب والتل في 1864 وإنما زحف جماهيري حارق نحو أراضي الحواضر وحدودها ولفيفها ، هو زمن نخشى فيه من ضياع الوطن بأيادي مرتعشة خائفة وخانعة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا وسط ظروف أوروبية معقدة


.. أمير الكويت: وجهت الحكومة بضرورة تحديد الأولويات وتنفيذ مشار




.. شاهد| مسيرة إسرائيلية تسقط قنابل على سيارات الإسعاف لمنع إنق


.. طلاب هولندا يتضامنون مع غزة رغم قمع الشرطة




.. -ليس هناك أسوأ من هذا-.. سكان غزة يحيون ذكرى نكبة 1948 وسط ا