الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الجديد ... والتفاؤل

جاسم هداد

2005 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طيلة حكم نظام البعث الفاشي , ذاق ابناء شعبنا العراقي الويلات , ووصل بهم اليأس القبول بمن آت , لذلك عند غزو القوات الأمريكية لبلادنا لم يجابهوا بمقاومة كالتي جوبهت بها القوات البريطانية عند غزوها العراق عام 1914 ، وعند سقوط الصنم تنفس الناس الصعداء وخرجوا للشوارع بشكل عفوي فرحين مهللين , واصدق تعبير كانت ضربات ابي تحسين لصورة الطاغية بالنعال .

بعد خمسة وثلاثين عام من الظلم والجور والعسف ، ظن الطيبون من ابناء شعبنا العراقي ان الأيام السود قد ولت دون رجعة , وان شمس الحرية اشرقت , وايام الخير عادت , والسنون التي قضوها بالركض واللهاث من اجل توفير لقمة الخبز لأطفالهم قد ذهبت دون رجعة ، فالبطاقة التموينية ستشهد تنوعا وتحسنا كما وكيفا ، وفرص العمل ستتوفر وطابور البطالة سيجد له المعالجة , والمسلوبة حقوقهم ستعاد لهم ، والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ستكون الفيصل الحاسم في تبؤ المنصب الأداري ، فلا فرق وتمييز بين مواطن وآخر ، فالكل متساوون في العراق الجديد ، لأن الممسكين بإدارة البلاد الآن كانوا يرفعون هذا الشعارات ويناضلون من اجل تحقيقها في حال استلامهم السلطة ، وهاهي السلطة جاءتهم على طبق امريكي ، وان القانون سيسود الجميع ، والذين عاثوا في العراق فسادا من ازلام النظام البائد سيلقون جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه بحق هذا الشعب ، وسيكون شعار " من أين لك هذا " محل التطبيق ، وتتم مساءلة كل المنتفعين والناهبين لأموال وخيرات الشعب .

وبعد مضي اكثر من سنتين ونصف من سقوط النظام المقبور " عفوا السابق" , لأن نظام البعث الفاشي لم يقبر فهاهو يعود من جديد ولكن بدون صدام ، وهو ما يريده الأمريكان ، بدأت الفرحة تهرب من قلوب الناس , وحل محلها الحزن والتأوهات , والهلاهل خيم بدلا منها النحيب والعويل , وانتشرت سرادق العزاء في كل شارع .

وتلاشت الفروق بين نظام العراق الجديد ونظام البعث الفاشي , فكما قال السيد مثال الآلوسي في لقاء له مع جريدة الصباح " ثمة تشابه بين الآلية والسلوك " ، فأحزاب الحكم الآن لها ميليشياتها التي ترهب بها المواطنين , وكل وزير منتم لحزب يتم تجيير هذه الوزارة للحزب الذي ينتمي له ، و " يتصرف بها وكأنها مقاطعة خاصة له لا علاقة لها بالدولة " , على حد تعبير الشيخ اياد جمال الدين , وكما النظام السابق الذي اغرق المناصب المهمة في الدولة للأميين والمقربين من العائلة والعشيرة ، فعلت احزاب السلطة الحالية .

اما النهب لأموال الدولة والشعب ، فتضاعفت اضعافا ، والسيد رئيس المفوضية العامة للنزاهة اعلن ان هناك " 1500" قضية نهب مال عام , والنهابون على مستوى عال في الدولة ، ولغاية الآن لم تعرض أي قضية على المحاكم , والنهب مستمر وآخذ بالتزايد ، والأحصائيات تشير الى انه تجاوز نسبة الـ 70% ، واصبح هم بعض الوزراء او المدراء هو كيف وكم يستطيع نهبه خلال فترة تواجده في منصبه , وما عرضه رئيس لجنة النزاهة في الجمعية الوطنية في جلستها ليوم 18/9/2005 , يؤكد ما اعلنه السيد رئيس المفوضية العامة للنزاهة ,اما الأيفادات فأصبح يتمتع بها حتى عوائل المشمولين بألأيفادات .

واصبح هم العراقيين هو كيفية الحفاظ على حياتهم , ويتوقعون الموت في كل لحظة , واشار الأمين العام للأمم المتحدة لذلك بقوله " غياب الحماية لحق الحياة الذي يهيمن على العراق في هذا الوقت "
ومع الأسف نرى ان ما شهده العراق منذ سقوط الصنم ولغاية الآن يؤكد ما كتبه الكاتب الدكتور عزيز الحاج في مقالته الموسومة " الأولى ضاعت والثانية في الطريق " المنشور في الصحافة الألكترونية يوم 16/9/2005 ، حيث قال " لا ارى مع الأسف بارقة أمل على المدى القريب ولا حتى على المدى المتوسط " .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط