الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار السياسيين على الوعي المجتمعي

محمود هادي الجواري

2015 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كل ما يحققه السياسيون العراقيون هو انتصارهم على الوعي المجتمعي..
أنصح السياسيين العراقيين بتعاطي عشبه الجنك سنك الصينية ...
بقلم الكاتب والمحلل السياسي -محمود هادي الجواري ..
الوصفة الناجعة وذات الفعالية الأكيدة (الجنك سنك ),,, العشبة الصينية لهي العلاج الوحيد القادرة على تنشيط ذاكرة العراقيين التي أتعبتها الحروب المتلاحقة .. ولكن في الظروف السياسية والاقتصادية الحاضرة فلا إمكانية من شراء العراقي لهذا العشب الباهض الثمن وخاصة بعد إن شهد العراق على ميزانية انفجارية وتراكم سيولة نقدية هائلة ولوقت قريب جدا ليس لها مثيل من قبل وتعادل مبالغ ما هو احتياطي متحقق ميزانيات أربع دول من دول عربية من دول الجوار ومع كل ذلك بقي العراقي يعيش اشد حالات العوز وكان في نهاية المطاف العوز التقشف والى درجة الحرمان ومن ابسط الاستحقاقات واقلها تكلفة هي حفظ الدم العراقي وترسيخ كرامته وتوطيد أمنه والتي لم يذق طعمها البتة القاطعة والى يومنا هذا "" فذاكرة الإنسان العراقي لم تستطع اليوم من مراجعة أسباب الحروب المتكررة و لم يتذكر دوافع حصار السلطة البغيضة اللاوطنية إبان حكم الطاغية على شعب العراق وقبل أن تشرع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من فرض الحصار وبشكله الذي عاشه العراقيون كناتج لفساد السلطات المتعاقبة وضعف إداراتها التي تخلو من حساب الضمير ... لا غرابة أن نجد اليوم بعثيوا أزمنة السلطة الصدامية والمتسببون في ضيم الشعب العراقي وعلى مدى خمسة عقود هم أنفسهم اليوم ممن انخرطوا في الأحزاب الجديدة التي حضرت إلى الساحة العراقية فاقتحموها وبقوة بعد سقوط الطاغية وكانت أبواب تلك الأحزاب التي حملت شعارات التغيير مشرعة ولم يدخل أي بعثي من الشبابيك ليتبوأ المناصب العليا و بدأ يعيد الكرة في التحكم بمقدرات العراقيين خاصة من البسطاء العامة ومن الشرفاء الذين نالتهم يد الإجرام الصدامية ..كل هذا لو بقي شئ من ذاكرتنا تعيدنا إلى الأيام تلك فسوف نجد أن أفراح العراقيين كانت دائما تختزل في صنع الانتصار للحروب المصنعة في مختبرات دول الجوار وخاصة دول الخليج والتي هي أساسا متحالفة مع إسرائيل وكذلك الدول الغربية وعلى حد سواء .. فزعماء العشائر والوجهاء المبتذلون وثلة من رجال الدين الزائفون و المنافقون..أنهم لم يرقصوا او يتغنوا في أفراح أبنائهم بعقد قران أو زواج أو ختان أطفالهم قدر ما كانوا يتغنون بأعياد ميلاد الحزب والقائد هذا السلوك ألازدواجي لتلك الشخصيات التي كانت دائما تفرض هيمنتها الزائفة على أبناء جلدتهم فرقصهم وتغنيهم في أفراحهم الخاصة كان بالنسبة لهم أمرمعيب في أعرافهم الرخيصة والمريضة ..ذاكرتي الشخصية التي اطرح من خلالها وجهة نظري السياسية الشخصية أيضا والتي استطعت من تنشيطها وعن طريق صدفة جميلة تعايشت معها وقبل أكثر من عشرين عام .. الصدفة الجميلة التي جعلتني أن التقي بطل السويد في منازلة في لعبة الشطرنج بشكل ودي وغير رسمي وفي البيت الثقافي السويدي كانت البداية لمعرفة عالم جديد وأمة صغيرة جدا ولكنها تشغل العالم بذكاء أبنائها ممتلكة اكبر اقتصاد وتتربع عرش المدنية الحديثة وعلى ارض لا تشرق عليها الشمس ويغمر الجليد أراضيها طيلة العام .. كنت ألاعب هذا البطل وكنت أعاني كثرة الخسارة معه ولم أحقق الفوز عليه إلا ما ندر .. وذات مرة استخرج من جيبه علبة صغيرة وقدم لي قرص صغير شبيه بأقراص الدواء .. امتنعت عن تناولي ذلك القرص .. غضب السيد (ستيفان بطل دولة السويد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وهو معروف لكل السويديين لأنه يعد مفخرة لهم )ستيفان البالغ من العمر قرابة السادسة والستين من العمر الذي لا زال يتمتع بذكاء عالي وذاكرة نشطة للغاية ..قال لي وبمواجهة صريحة أن سبب خسارتك المتكررة هو عدم تعاطيك هذا العلاج ولقد وجدتك كثير النسيان والسهو وهذا ما يقلل التركيز .. تركنا اللعبة قائمة ورحت أسائله عن ماهية وفوائد هذا القرص .. قال لي وببساطة وتواضع أن القرص يحتوي على مادة عشبية طبيعية وخالية تماما من اية مادة كيميائية .. فما كان مني ألا والذهاب إلى المعشب الصيني متسائلا عن وجود تلك المادة .. كنت لا اعرف ثمنها ولكنني تفاجئت بسعرها الباهض جدا .. ومع ذلك دفعت للبائع ما كان ثمن تلك العلبة السحرية .. وعندما استخرجت النشرة المكتوبة باللغة الانكليزية وقرأت تفاصيلها تأكدت تماما أنها من المواد المنشطة للذاكرة والتي تزيد من قوة قشرة الدماغ ,,يعتاد على تعاطيها أغلبية سكان دول آسيا كغذاء معلب وشراب وجرع طبية .. فهل لي اليوم أن انصح إخواني العراقيين بتعاطي تلك العشبة لتمكين ذاكرتهم المتعبة من معاودة نشاطها ؟؟ إنني لا أنصح أن يعتاد الشعب على شراء ذلك العقار العشبي لأنه هو الأخر سوف يستنزف ميزانية العراق وعلى الأقل الجزء الذي يبقيه السياسيون للشعب قبل سرقته ..ولكنني في ذات الوقت انصح السياسيين إن يتعاطوا هذا العقار ولربما سيعيد لهم ذاكرتهم التي أدت الى نسيان إنسانيتهم وضمور ضمائرهم فهم ليسوا كباقي البشر الآخرين ..لنقل ان نهاية الطاغية كانت مفتاح فتح أبواب الرحمة على العراقيين أن استثمروا ذلك الحدث وبحضور الذاكرة القوية . ولكن مرضهم الشديد بالانوية والبار انوي العالية والغرور الفكري فيما يطرحون من تفاهتهم أعادت العراق إلى حقب تناسوها ولم تبق في مخيلتهم كيف كان العراق إبان الحكم العثماني .. ما أشبه أيامنا هذه بتلك الحقبة المؤلمة من تأريخ العراق مرض السياسيين هيئ الظروف لنعيشها ونشهدها وجودا وتكوينا ..كان العراقي أيضا يريد الخلاص من الحكم العثماني الجائر ولكنه وقع في استعمار ابغض من سابقه إلا وهو الاستعمار البريطاني .. سياسوا الأمس وممن اظهروا معارضتهم الشديدة وبضرورة ملحة لازاحة حكم الطاغية صدام وجدوا أنفسهم أيضا في ظل مستعمر جديد .. ما أشبه اليوم بالبارحة والعراقي لا زال لا يعلم انه فاقد للذاكرة تماما ولكنه لا يريد مراجعة الطبيب المختص وخاصة الشيوخ من رجال الدين والعشائر المنافقين الذين يتسابقون على المناصب ونيلها وبشتى الوسائل وحتى لو اقتضى الأمر الارتماء في أحضان الشيطان الرجيم ..إذن لا مجال لأي إنسان شريف بقي يحتفظ بذاكرته النظيفة التي لم تلوثها بعد فيروسات الأنانية ولم تضعفها الأفكار المريضة..ولي أمثلة من مستشفى العراق الكبير الذي يعج بالمرضى فلقد نسي مسعود البرزاني إن أباه هرب إلى أمريكيا ومات فيها كناتج لمواجهته سوء أفعاله التي صنعتها له الماسونية العالمية . وتناسى الابناء الذين أرادوا تأسيس برلمان في أربعينيات القرن الماضي الذي لم يستطع من التوافق على تنصيب شخصية عراقية لإدارة حكم العراق ولكنهم تسارعوا إلى استيراد ملك عليهم ومن بدو الجزيرة العربية .اليوم أيضا يريد أن يتناسى العراقيون السبب الحقيقي في أسباب إخفاق العراقيين وتمكنهم من بناء دولتهم المدنية المتحضرة .. تناسى الشعب العراقي كل ماضيه العريق ولعنوا حتى الحضارة التي بناها لهم أجدادهم ولسبب بسيط أنهم نسوا أيضا أنهم أبناء حضارة عريقة ولكنهم تركوا أمرهم بأيدي أولئك المرضى المنافقون فلم تسلم حتى ما بقي من أشلاء حضارتنا والتي تنالها اليوم معاول داعش وتحيلها إلى ركام وهم ينظرون إليها بعيون وبعقول فاقدة تماما للذاكرة السليمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو