الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصيف 52

سمير هزيم

2015 / 3 / 14
الادب والفن


الرصيف 52
من كراجات طرطوس ..
انا في طريقي الى الشام ..
ارسلت رسالة الى زوجتي ..
قلت لها سأصل بعد ساعة ونصف ..
احضري بسيارتي وتعالي خذيني من كراجات البولمان في القابون ..
على الرصيف 52 ..
اقترب البولمان من دمشق .. يا الهي .. ماهذا ..
كل شيء قد تغير .. اين وكالات السيارات .. ماهذه الابنية المدمرة والمحترقة ..
صرخت بأعلى صوتي . الى اين نحن ذاهبون ..؟
معاون سائق الباص بصوته الغليظ .. عالشام خيو
الباص يتخذ طريقاً وعراً ضيقاً ..
حاجز يستوقفنا .. يصعد إلينا شابا ملتحياً .. يطلب هوياتنا ..
أبرزت هويتي .. لم ارغب النظر بوجهه العابس .. بصوت خفيف يقول .. اهلًا بابن الدوير ..
نظرت بطرف عيني قائلا له .. اهلًا
.. اغرورقت عيناي بالدمع ..
نزل العنصر من الباص ..
الامرأة العجوز الجالسة بجانبي .. قالت لي ..
هل هذه هي المرة الاولى التي تأت بها الى الشام ..
قلت لها لا .. انا دائماً اات .. ولكن مضى زمن. على اخر مرة اتيت بها ..
يا ابني كلشي تغير بالشام ...
شو يللي تغير يا خالة ..
كلشي يا ابني ..
الناس والطرقات والكراجات ..
الباص يأخذ هذا الطريق لانه اكثر امنا .. على الطريق القديم قناص لا يسلم احد من شره ..
الى اين ذاهبون الان يا خالة .. ؟
لا اعرف .. البولمان في كل مرة يتغير موقفه الاخير ..
ولكن انا ارسلت بطلب زوجتي .. ان تلاقيني في الكراج ...
يا ويلك .. كيف تطلب منها ذلك ..
وهل ردت عليك .. لا لم ترد لانه بعد ان ارسلت رسالتي انقطع الاتصال ..
عل الكرسي الذي أمامنا .. اثنين من الشباب يقهقهان وهما يتحدثان عن استاذتهما في الجامعة .. بان شهادتها اخذتها بالواسطة وكل تعليمها غلط ..
ساد الصمت ..
افتح تلفوني بين الفينة والفينة .. لايوجد إشارة ..
بدل الساعة والنصف التي أخبرت زوجتي بها .. انني سأصل ..
لقد مضى اربع ساعات ولم نصل ...
اي خطيء ارتكبته مع زوجتي ..
ماهذه الغلاظة التي قمت بها .. انني سأفاجئها باخر ساعة انني قادم ..
ماذا حل بها ..
هل ذهبت الى الكراج القديم .. ؟
هل هي بانتظاري في المحطة التي لا انا ولا هي تعرفها ...؟
اني اعرفها .. ستأتي لملاقاتي .. ولكن كيف .. انها ستسأل عن الموقف الاخير للبولمان ..
معاون السائق .. يقف يمط رقبته .. ويديه ترتفعان ولا ينطق ... ثم يقول قدامنا يا اخوان .. منطقة خطرة .. اخفضو رؤوسكم .. دون مستوى النوافذ .. ثم جلس على درج الباب .. السائق .. وضع لوحاً من الصفيح من أمامه به فتحة صغيرة .. وصفيحة الى يساره ..
سمعنا رشقات من الرصاص .. وقذائف دبابات ..
ازدادت وعورة الارض .. جنازير الدبابات خربت الأسفلت ..
احدى الطلقات اصابت احدى النوافذ .. الحمدلله الجميع بخير ..
وصلنا اخيراً ..
في المحطة .. بينما كنت أتلفت بحثاً عن زوجتي ..
أصابني صداع شديد .. ودوار .. غبت عن الوعي ... وجدت نفسي على سرير في المشفى ..
الغرفة 52 ...
زوجتي تمسك بيدي .. قائلة الحمد الله على سلامتك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي