الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة التغيير .. ذهبت للحكومة لاصلاحها فوقعت في فسادها

سامان نوح

2015 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اسابيع تتوارد تصريحات نشطاء ونواب بحركة التغيير، متحدثين عن "الفساد والافساد"، وعن صمت قادة الحركة على كل ما يقع من "مخالفات وانتهاكات" حكومية، مطالبين الحركة التي صعدت تحت شعار الاصلاح والتغيير برفض "الاستسلام" للفوضى "الادارية-المالية-البرلمانية" وكارثة الفساد المتواصلة بحلقاتها المتعددة.
نشطاء التغيير، وهم يلحظون صمت قادتهم، يروادهم السؤال المقلق: هل هي نهاية حلم التغيير مع الاستسلام لمغريات المناصب والامتيازات، والقبول بطريقة الادارة "الكارثية، اللامؤسساتية، الحزبية الصرفة" المعتمدة من قبل الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الحزبين الحاكمين لكردستان منذ 1992 ؟!!
هنا اتذكر مانقله سياسي كردي لي، عن لقاء جمعه مع زعيم الحركة نوشيروان مصطفى، حين قرر التخلي عن المعارضة والمشاركة في الحكومة لتحقيق الاصلاح داخلها. سأل ذلك السياسي نوشيروان مصطفى في خضم حديث ودي: الا تخشون حين تشتركون في الحكومة ان تقعوا في شراك الفساد، وبدل ان تنجحوا في اصلاح الآخرين ان ينجحوا هم في افسادكم...؟ ... فرد نوشيروان عليه: نعم هذا ممكن تماما !!
يقول متابعون من داخل وخارج حركة (كوران) التي كانت بمثابة شعلة الأمل الاصلاحية، ان ذلك ما حدث حقا، فالحركة وفق الكثير من المؤشرات "تكاد تسقط في الفخ، ان لم يكن بتورطها في الفساد فبسكوتها عنه او تساهلها معه".
حقيقة واحدة، لا تقبل الشك والجدال، وهي ان حكومات الشراكة لا تكون حكومات حيوية وصحية، وفي المجتمعات المتخلفة كمجتمعنا تكون حكومات عاجزة فاسدة تحت خيمة "غطيني واغطيك" والتجربة العراقية بسنواتها العجاف حاضرة بقوة امامنا.
حقيقة اخرى أثبتتها تجارب الشعوب الحية، ان الحكومات التي لا تواجه معارضات فاعلة يُستسهل فيها الفساد، وان البرلمانات التي لا توجد فيها معارضات لا يمكن ان تكون برلمانات بمعناها وواجبها الفعلي بأي حال.
المعارضات ضرورية ايام الحرب كما أيام السلم، وفي أهوال النكبات والطوارئ كما في احوال الانتعاش والتقدم.
وبعيدا عن حجج الانقسامات السياسية المحتملة والمناوشات الداخلية الى حد الحرب التي يروج لها دعاة حكومة الشراكة، فان وجود حركة "التغيير" في المعارضة خير للادارة الكردية وللمجتمع الكردي وللديمقراطية الكردية من وجودها في الحكومة.
***********
تذكير: لايكاد ينكر مسؤول من اعلى هرم السلطة الى ادناه، ان الاقليم يعاني من فساد مستأصل في معظم هياكله الادارية والسياسية .. وتتوالى دون توقف التصريحات التي تتحدث عن الفساد ومن مختلف الاحزاب، والتي تؤكد على فشل لجان وبرامج وقرارات الاصلاح السابقة، مشيرة الى ان احدى أسباب الأزمة الاقتصادية الحالية وتعثر بناء المؤسسات والتباين الطبقي الخطير، هو ذلك الغول الذي ينتشر بكردستان منذ 24 عاما دون توقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا