الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايام الإنتفاضة ذاكرة الحرية

نزار هاشم

2015 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الانتفاضة العراقية من المحطات المضيئة التي تحتفظ بها الذاكرة العراقية ويستذكرها أبناء الشعب العراقي في شهر آذار من كل عام كموقف بطولي لشباب العراق يعكس الشجاعة في الوقوف بوجه الظلم والطغيان من اجل نيل الحرية .
ولقد كان لقيام هذه الانتفاضة الكثير من الأسباب التي جاءت كتراكمات لجرائم ارتكبها النظام البعثي بحق الشعب العراقي من خلال زج البلاد في حروب أهمها الحرب العراقية الإيرانية التي كانت بمثابة النار التي التهم حطبها أرواح الشباب العراقي الذي كان يدعىّ الى الموت عن طريق المعارك التي لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل او عن طريق السير به الى المشانق لرفضه الانصياع لأوامر وسياسات النظام العدوانية .
وبعد انتهاء الحرب التي دامت ثماني سنوات كلفت العراق ثمنا غاليا من دماء شبابه قام النظام الدكتاتوري بحماقة جديدة وهي اجتياح دولة الكويت تحت أعذار واهية ما تسبب بحرب جديدة ولكن هذه المرة أمام 33 دولة بقيادة أميركا وليضع الجيش العراقي المنهك من الحرب الأولى أمام مأزق سيكلفه غاليا وهو يواجه جيوشا متطورة وتمتلك أسلحة ساهمت في قتل الكثير من أبناء الشعب العراقي ليدفع الشباب ثمنا جديدا لحماقات النظام المستبد .
ولقد عاد الجيش العراقي من الكويت منكسرا ماشيا على الأقدام بينما ظل الطاغية يتبجح بانتصاره المزعوم وابتهاجه ببقائه في السلطة واعتباره نصرا تاريخيا غير عابئ بالأرواح التي سفكت وتسفك في طريق عودة الجيش بعد ان وقّع النظام في خيمة صفوان وثيقة الهزيمة والاستسلام .
وهنا كانت انطلاقة الشرارة الأولى عندما صوب احد أفراد الجيش رصاصاته صوب الصنم الذي يمثل المقبور صدام في ساحة سعد في البصرة ليعلن انطلاق الانتفاضة التي بدأت من هناك لتمتد الى اغلب محافظات العراق ليتمكن الشباب العراقي من السيطرة على هذه المحافظات لمدة 16 يوما إلا ان التعتيم الإعلامي والتكتم من قبل الإعلام العربي والأجنبي كان مؤامرة كبيرة ضد المنتفضين في العراق من الذين ثاروا ضد سياسات النظام الدكتاتوري ليسجلوا أول انتفاضة عربية على حاكم دكتاتوري في العقود الأخيرة.
ولم يكتف الإعلام العربي بالصمت بل عمل على تشويه صورة الانتفاضة عندما نسبها لأجندات خارجية ووصفها بصفات عديدة منها الخيانة والغوغاء لكي يعمل على تضليل الرأي العام خوفا من وصول الانتفاضة الى بغداد وباقي المحافظات .
ولقد استخدم النظام المباد جميع الأسلحة الثقيلة لقمع هذه الانتفاضة في ظل الصمت العربي وفي ظل تضارب المصالح الأميركية والخليجية مع الانتفاضة حيث سمحت القوات الأميركية لنظام صدام بقمع الانتفاضة وسمحت لطائراته بالطيران للقضاء على الانتفاضة في أبشع صور للتعامل مع الشعوب من خلال قتل الشباب ودفنهم في مقابر جماعية تم الكشف عنها بعد سقوط النظام في 2003 لنسجل أول ثورة شعبية واسعة تتمكن من تحرير أجزاء كبيرة من العراق وكانت بمثابة صرخة مدوية بوجه الظلم والطغيان ولكنها لم تأخذ حقها من الاحترام والتقدير والإشادة حتى هذه اللحظة، حيث غابت عن التوثيق في المناهج الدراسية بينما ما زلنا نخلد ثورات ومعارك زورها التاريخ ووصلت الينا ليدرسها أبناؤنا الصغار وهم لا يعرفون حتى اليوم تاريخ ثوراتهم الوطنية الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه