الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي في شرم الشيخ ... وخطاب التضليل والوعود

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


السيسي في شرم الشيخ .... وخطاب التضليل والوعود
في موتمر موسع للاستثمارات الاقتصادية في شرم الشيخ تحت اسم " مصر المستقبل " بمشاركة 90 والعديد من المنظمات الاقليمية والدولية وهي في معظمها دول غربية أو تدور في فلك المصالح الغربية , إمتدح المشير السيسي في خطابه وبشكل خاص وبمنتهى النفاق جميع أقطاب مشيخات النفط الخليجية ليس فقط بسبب مشاركاتهم المالية السخية التي أعلن عنها سابقاً والتي ستُدفع الى مصرعلى مدى السنوات المقبلة (في حال أثبتت مصر حسن سلوكها تجاه الغرب وأمن اسرائيل) , بل أيضاً لمواقفهم المُشرفة في الوقوف الى جانب مصر والاشقاء العرب لمواجهة المحن الاقتصادية ودعم الاستقرار ومكافحة الارهاب والتطرف ....الخ من جمل النفاق والكذب والتضليل وتشويه الحقائق .
ولكن من الواضح أن الغرب واسرائيل وعملاءهم من مشيخات الخليج كانوا بحاجة ماسة الى رئيس مصري على نمط المشير السيسي , يُنافق بذكاء ومُحاط بالتضليل الاعلامي الذي يُصوره كرجل هبط من السماء لانقاذ مصر , وهو يُمسك بصلابة (بخلفيته العسكرية) بزمام السلطة في مصر وبقناع ديمقراطي مُزيف . والهدف من ذلك هو إعادة مصر بقوة الى أحضان الغرب بعد سلسلة الانتفاضات الجماهيرية المليونية التي أسفرت ليس فقط عن سقوط نظام مبارك بل زلزلت الارض تحت أقدام الرئيس مرسي وعصابة الاخوان المسلمين . كما يهدف الغرب من إحتواء مصر ليس فقط الحد من نفوذ القوى الدولية والاقليمية الصاعدة في المنطقة , وهي دول صديقة تسعى لتحقيق مصالحها ونفوذها في الشرق الاوسط دون تدمير دول المنطقة وشعوبها (كروسيا والصين وايران ...) , بل أيضاً لانهاء وإحباط وإجهاض أجواء التغيير الثوري في المنطقة والحفاظ على موازين القوى الاقليمية والدولية التي أخذت تهتز في المنطقة في غير صالح الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل والانظمة العميلة وهذا سيساعد الغرب وإسرائيل بلا شك على إنجاح الجهود الرامية لضرب وإضعاف جبهة المقاومة والممانعة الاقليمية والقومية والقضاء على قوى التغيير الديمقراطي والثورة المتواصلة ولا سيما في مصر وتونس واليمن ... والتي تسعى الى التخلص من هيمنة الغرب بقيادة الولايات المتحدة ومحاولاته لتدمير وتفتيت مجتمعات المنطقة وإشاعة الفوضى والانهيار الامني والقضاء على استقرارها وأمنها القومي , وبالتالي خلق الاجواء المناسبة لنهب ثرواتها الوطنية .
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار هو مالذي تسعى اليه القيادة المصرية السيسية المدعومة بقوة من مشيخات النفط الخليجية وأركان الغرب والناتو واسرائيل , وما هي أهدافها من وراء هذا الموتمر المُوسع بخطاباته الرنانة المُمتلئة بالوعود والنفاق للرؤساء والوفود المشاركة ؟؟ .... أليس من أهم هذه ألاهداف :
أولاً : إقناع الشعب المصري الذي يُعاني بشدة من البطالة والاحباط والفقر المُدقع والذي أصبح شبه مُهيأ لثورة جماهيرية ثالثة بأن يثق بقيادة السيسي ويتحلى بالصبر باعتبار أن الفرج قادم من خلال خطة التنمية الاقتصادية التي يطرحها هذا المُؤتمر التي ستتواصل الى العام 2030 (عيش يا كديش) . وهي خطة ستعتمد مبدئياً على المساعدات المالية الخارجية (من دول الخليج بشكل خاص) وهي كما نعلم مساعدات مشروطة ومرتبطة بنهج محدد للسياسة المصرية ولا سيما على الصعيد الاقليمي من خلال استمرار التطبيع واحترام معاهدة السلام والاتفاقيات الاقتصادية والامنية مع إسرائيل , وكذلك معاداة جبهة الممانعة الاقليمية وهذا لمسناه بوضوح من خلال السياسة المصرية تجاه الشعب والمقاومة في قطاع غزة وتشديد الحصار على القطاع , مع استمرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والفتور الشديد في العلاقات مع إيران .
ثانياً : فتح أبواب مصر على مصراعيها للقروض والاستثمارات الغربية بما في ذلك قروض صندوق النقد الدولي والتي ستحقق أرباحاً وفوائد هائلة من خلال استغلال اليد العاملة المصرية بأجور متدنية للغاية . وهذا سيُؤدي الى المزيد من ربط الاقتصاد المصري بالاستثمارات ورؤوس الاموال الغربية والخليجية وشروطها الاستغلالية , وبالتالي حرمان مصر من بناء إقتصاد وطني مستقل , وربط القرار السياسي المصري في خدمة الاهداف السياسية للغرب والولايات المتحدة واسرائيل والانظمة الخليجية العميلة .
ثالثاً : الاستمرار في تضليل الشعب المصري وأبعاده عن انتمائه الوطني والقومي وجواره الاقليمي من خلال إيهامه بأن خروج مصر من أزماتها الاقتصادية وأجواء الصراع والعنف والتطرف السائدة في المنطقة يتطلب الانفتاح الحضاري على الغرب والعالم الرأسمالي , وليس من خلال التعاون الامني والتكامل الاقتصادي والثقافي العربي والاقليمي . وترافقت هذه الدعوات مع التشديد على الهوية المصرية في مواجهة الهوية العربية لمصر والانتماء الاقليمي الشرق أوسطي لمصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسفا
نصر..نصر ( 2015 / 3 / 15 - 00:57 )
أسفا لحقد يعمي عن رؤية حتي اجتماع العالم كله ...
تحية للسيسي..


2 - ماذا تريد انت
نيسان سمو الهوزي ( 2015 / 3 / 15 - 07:14 )
طيب سيدي لقد قلت ما رغبت فيه ولكن ماذا تريد انت بالضيط !! اي ما هو الحل وما هي خطتك البديلة لإنقاذ مصر وشعبها ووضعها المتدري !!
اتمنى ان تشرح لنا ماهو البديل الذي عندك وخاصة عن اي مقاومة تتحدث !!
مع الشكر


3 - الحقد
ياسين المصري ( 2015 / 3 / 15 - 09:25 )
المقال يصدر.عن حقد دفين ، ويعيدنا إلى سنوات الحرب الباردة والدعاية المغرضة للاتحاد الاشتراكي المقبور


4 - لماذا حكمت بأنه تضليل؟
عماد عبد الملك بولس ( 2015 / 3 / 15 - 11:50 )
تحية يا سيدي

تكهنات سيادتك قدتحمل بعض المنطق، و لكن قديما تعلمنا أن الشعوب لا تخطيء، و أنا مصري، و أري معظم شعبي يصطف خلف السيسي و أنا منهم

أما لعبة الأمم التي ذكرتها سيادتك فهي عميقة جدا أكثر من عمق العمالة الذي تفسر به التطورات السياسية السطحية التي نراها جميعا، فنحن لا نري إلا قمة جبل الجليد

و الشعوب هي الملعب، و لكنها لا تخطيء !!!! لم تخطيء أيام جمال عبد الناصر و لم تخطيء اليوم في استبشارها بالرئيس السيسي و اصطفافها خلفه حفظه الله


5 - شي من العقلانية يا صاحبي ؟
س . السندي ( 2015 / 3 / 16 - 03:52 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي زياد وتعليقي ؟

1: كيف يكون تضليل وقد جمع إستثمارات لمصر من الشرق والغرب ، بالمليارات ؟

2: لم تأتينا بدليل مقنع على التضليل يا صاحبي ، وقولك عن مرسي والإخوان فليس بأكثر من ذر رماد مسبق في العيون ؟

3: الرئيس الذي يمني شعبه بأحلام وردية بعيدا عن الحقيقة المرة والواقعية ليس بأكثر من تاجر دم ودين كالدجال مرسي وعصابته الدولية ، والسيسي لعبها صح مع الغرب قبل سقوط الفأس بالرأس كالعراق وسورية ؟

4: ليس دفاعا عن السيسي فمصر كانت بأمس الحاجة لرجل مثله لينقذها لأنها فعلا كانت قاب قوسين أو أدنى من جهنم حقيقي ؟

5: وأخيرا ... ؟
منذ متى كانت مصر أو حتى سورية والعراق عربية ، فهل السكوت عن الباطل يعني تزكية له ، لأ يأصحابي فلقد أن الاوان ليقال للإعراب الغزاة الى جزيرتكم در ، والأقدار اليوم كفيلة بتصحيح كل الأخطاء والمسارات ، سلام ؟
،

اخر الافلام

.. ضيوف الحج يتوافدون إلى مشعر منى لأداء شعيرة رمي الجمرات


.. إيران ترد على بيان مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي




.. في ظل الحرب على غزة.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا




.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا