الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كرانس مونتانا-و ريادة -النموذج المغربي للاستقرار-

محمد البكوري

2015 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لعل من ابرز التحديات التي اضحت تواجه النوع البشري و افاق نماءه في زمننا الحالي ، نشاة العديد من المسببات و البواعث ، التي جعلت الانماط المتسلسلة للتطور و التقدم تعرف اشكالا، احيانا "غير منتظرة "و احيانا اخرى "غير مفهومة "من التذبذب و اللااستقرار. و هي الاشكال التي اصبحت لا محالة تتصاعد افقيا و عموديا ،مؤثرة بذلك في المسارات و الديناميات المتسمة بالتبلور الغير المكتمل او التبلور الذي غالبا مايتم كبحه في المنشا و توفير ظروف زواله السريع. و تعد المخاطر احدى اهم هذه المسببات و البواعث، وذلك من جهة ، بالنظر لتواجداتها وتجسيداتها المتنوعة :اخطار، كوارث، ازمات ،حوادث، نكبات ،افات ... ومن جهة اخرى ،لقدرتها الفائقة في حالة عدم التحكم فيها على تهديد العوامل البنيوية و الهيكلية للتقدم الانساني برمته ، وهو التهديد المرشح للتصاعد المفرط ،في حالة اذا ماتم التغاضي عن التفكير في ايجاد "الوصفات الناجعة" للتعامل معه كتهديد حقيقي وليس فقط اعتباره مجرد تهديد مفترض ،وبالتالي تمكينه من اسباب ترسخه ، مما يجعله في نهاية المطاف بؤرة توتر "مزمنة" قادرة على الحاق العديد من الخسائر و توفير التربة الخصبة لنمو معظم النكسات على صعيد المسارات التنموية للبشرية جمعاء .انطلاقا مما سبق ذكره ،ووعيا منه بضرورة التفكير الجدي و العميق في ايجاد الصيغ الممكنة و المواتية للتعامل مع المخاطر المحتمل وقوعها ، بما فيها المخاطر السياسية ، حرص المغرب -ومنذ فترة ليس بالقصيرة- على ان يحصن دعائم استقراره ويوطد مرتكزات امنه، خاصة في سياق ظرفيات صعبة ،مرت بها دول الربيع العربي ، والتي مازالت غالبيتها تعيش تحت وطاة وضعيات اللاستقرار و اللامن ،مماجعل مؤشرات الثقة تضعف اتجاهها ،بما فيها المؤشرات المتعلقة بالاستثمار و مناخ الاعمال . في هذا الصدد ،اتى التصنيف الذي قدمته في بداية هذا الشهر شركة التأمينات البريطانية " Aon"،لمؤشر المخاطر السياسية لسنة 2015 بالنسبة للمغرب ،باعتباره في خانة الدول التي تواجه "مخاطر سياسية متوسطة " ، وهي نفس الخانة التي تواجدت فيها بلادنا خلال السنة المنصرمة . كما انه و في اطار الرؤية الاستشرافية لهذه المؤسسة البريطانية الذائعة الصيت في مجال التامينات ، تم التاكيد على وجود مؤشرات قوية لاستمرارنفس وضعية الاستقرار بالمغرب في غضون هذه السنة كذلك، مما يجعله يشكل نموذجا رائدا لجذب المستثمرين الراغبين في ايجاد الملاذ الامن لاستثماراتهم وانعاش تدفقاتها في الامدين المتوسط و البعيد . كل هذه الاعتبارات المحفزة للاستثمار الاقتصادي و الموطدة للاستقرار السياسي ، تم استحضارها من طرف مؤسسة "كرانس مونتانا " ، لتقرر تنظيم منتداها بمدينة الداخلة المغربية خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 من هذا الشهر ، والذي التئمت من اجله العديد من الفعاليات ذات المشارب المختلفة : صناع قرار، رجال السياسة ،فاعلون اقتصاديون ،فاعلون مدنيون ... لمناقشة شؤون القارة الافريقية ومايرتبط بها من تحديات و رهانات ، وعلى راسها مجابهة المخاطر المحدقة بها من كل جانب: امنيا، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا... وايجاد الصيغ الملائمة لبناء اقتصادياتها المتعثرة وتحويلها الى اقتصاديات صاعدة ،وعلى راس هذه الصيغ الممكنة التحقق بلورة رؤية استراتيجية لافريقيا متضامنة ، طموحة ،تسعى بالاساس ، كما ترى الرسالة الملكية الموجهة للمنتدى يوم الجمعة 13مارس الجاري الى "تعبئة آليات التعاون البيني الإفريقي، فقد علمتنا دروس التاريخ، أن الترابط والتكافل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، هو شرط أساسي لتحقيق الإقلاع. لذا، فإن المغرب يدرك تمام الإدراك أن أي جهود معزولة لتحقيق التنمية، مآلها الفشل ".الشيء الذي يؤكد على النية الصادقة للمغرب في مساهمته الجادة و الحثيثة لبناء نموذج تنموي افريقي رصين، قائم من جهة، على الاسس الوطيدة للتعاون و التشارك و التضامن و التازر ،ومن جهة ثانية ،على الدعائم المتينة للامن و السلام و الطمانينة و الاستقرار في شتى ربوع القارة وعبرها ارجاء العالم باسره . و باختصار شديد و ضع اللبنات الاولى لبناء صرح "عالم بلا مخاطر" و "عالم التنمية للجميع".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار