الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازهر وفخ داعش

حسين علي الحمداني

2015 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


توقفت كثيرا أمام بيان الأزهر بخصوص ما يجري من معارك حاسمة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي،وقرأت أكثر من مرة بيان الأزهر بهذا الخصوص والذي شدد فيه على إدانة(الحشد الشعبي العراقي)وهو أمر لم يكن غريبا لكون الأزهر في وقت سابق رفض تكفير داعش وتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية،عازيا ذلك إلى أنه لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه وسيئاته.
لكن لم يسأل أحد منا لماذا صدر هذا البيان؟ خاصة وإن مصر تعاني هي الأخرى من إرهاب لا يقل خطورة في تداعياته عما يجري في العراق مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن الإرهاب في العراق ليست له تداعيات اقتصادية تؤدي إلى هبوط العملة او شحه في ألأسواق وغيرها، بينما في مصر هنالك تداعيات اقتصادية كبيرة لأي عمل إرهابي تقوم به الجماعات المسلحة على قيمة الجنيه المصري وهروب السياح والمستثمرين وغيرها من ألأمور التي يعرفها الجميع.
البيان صدر عن ألأزهر ليس بدافع ديني حريص على دماء المسلمين بقدر ما إنه بدافع سياسي – اقتصادي تزامن مع انطلاق مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لدعم مصر ،وهو يمثل مغازلة من طرف خفي لدول إقليمية وجدت في هذا البيان ما يجعلها تستند عليه على ألأقل في النيل من الانتصارات العراقية مقابل ما قدمته من دعم لمصر وصل لأكثر من 12 مليار دولار على شكل استثمارات وودائع.
لهذا فإن الأزهر وقع في أكثر من خطأ،ألأول فقد صفة الاعتدال التي ظل يتمسك بها سنوات طويلة،وكنا نراهن عليها في تجفيف الفكر الإرهابي خاصة وإن العراق ومن خلال مبادرة رئيس الوزراء الدكتور حيدر ألعبادي لدعوة التقارب بين الأزهر وحوزة النجف إلى العلماء وأهل الرأي في الأزهر الشريف إلى القيام بثورة دينية لتجديد الخطاب الديني وتغيير المفاهيم الخاطئة التي حضرت أكثر من غيرها في العقدين الماضيين,وأدت لنتائج تكاد تكون كارثية على المسلمين.
والخطأ الثاني إنه مارس دورا غير مطلوب منه بالمرة خاصة وإن "داعش" أرتكبت جرائم بشعة سواء في العراق أو سوريا أو حتى مع المصريين في ليبيا ،وإن رد القوات العراقية على احتلال "داعش" لمدننا طبيعي وحق مشروع كما كان لمصر حق الرد على "داعش" في ليبيا، فهل يختلف الإرهاب من دولة لأخرى؟أم إن هنالك بيانات وفتاوى خاصة للعراق تفصل وفق مقاسات هي الأخرى خاصة؟
أما الخطأ الثالث يتمثل بجهل الأزهر طبيعة الحشد الشعبي الذي لم يعد مقتصرا على الشيعة فقط، بل هنالك أبناء السنة الذين تطوعوا وحملوا السلاح ضد الإرهاب.
أما الخطأ الأكبر الذي سيحصل يتمثل في كيفية إقناع المصريين الذين يتبعون الأزهر في إن ( الإخوان) و (أنصار بيت المقدس) وغيرها من التنظيمات الإرهابية العاملة في المدن المصرية ومنها القاهرة جماعات إرهابية تكفيرية يجب محاربتها!خاصة وكما أشرنا إن مصر تتعرض لإرهاب يتصاعد يوما بعد آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها