الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية مستمرة ويجب أن يقودها ثوار الميدان

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2015 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اربع سنوات من انطلاقة أعظم ثورة في التاريخ استطاعت ان تخلخل اسس الدولة الامنية البعثية الاسدية وبالرغم من الثمن الغالي الذي قدمه الشعب السوري ممثلا بثواره واحراره نساء واطفال وشباب نشدوا الحرية واحترام كرامة الانسان السوري، على كل وطني وثوري في سوريا أن يقف وقفة مراجعة أمام كل ما حدث لكي يشخص تلك الفترة ويستنتج الدروس التي ستساهم في حماية الثورة وتؤدي الى تحقيق النصر على الطغاة والغزاة . ولا بد من ابراز الحقائق التالية:
- النظام مجرم وهذا اقتنعنا به تماما وهو يطبق شعار إما الأسد وإما نحرق البلد وبالفعل فهو حرق البلد وما زال مستمرا في تدمير سوريا بشعبها وبنيتها التحتية وفي تفتيت نسيجها الاجتماعي ويحطم اثارها وتاريخها ويدمر مقدساتها الدينية من مساجد وكنائس.
- النظام كاد ان يسقط عام 2012 لولا تدخل حزب اللات والميليشيات الشيعية الطائفية بقيادة إيرانية انقذته من السقوط ، ولكنها لم تستطع حمايته من الانهيار اقتصاديا وامنيا وسياسيا واجتماعيا. ويكفي القول ان عصابة الاسد تهيمن على 27% فقط من الاراضي السورية.
- النظام ساهم بلا أدنى شك في خلق وتوفير الشروط لظهور المتطرفين الاسلاميين وخاصة داعش بممارساتها الإرهابية التي جاءت منذ بدايتها ضد الثورة السورية وخدمت النظام وايران وغيرهم. فبشار الاسد منذ الاسبوع الاول قال انه يحارب الارهاب علما ان المظاهرات كانت سلمية وبقيت كذلك حوالي سبعة أشهر باعتراف بشار المجرم نفسه.
- نتيجة ضعف بشار وفشله كرجل دولة فقد فتح الباب على مصراعيه لكي تبسط ايران هيمنتها على سوريا فأصبحت بلادنا محتلة من قبل نظام ولي الفقيه ذي المشروع الامبراطوري الفارسي الذي يرتدي غطاء طائفيا ومذهبيا مقيتا شعاره الكراهية والحقد على المسلمين السنة وكأن السوريين هم الذين قتلوا الحسين وكأن السوريين يهددون مقام السيدة زينب. لكن كل ذلك مزاعم ايرانية خمينية.
- المعارضة السورية فشلت في قيادة الثورة وفي تقديم دعم حقيقي لها. وانشغلت في صراع اجندات ايديولوجية وفي المحاصصة وابتعدت عن هموم الشعب السوري. فلا معارضة الخارج اثبتت جدارتها ولا من يسمون أنفسهم معارضة الداخل استوعبوا الثورة عداك عن ان بعض من يسمون أنفسهم معارضة الداخل تاجروا بمعارضتهم للتدخل الخارجي لكنهم ارتهنوا للنظام وعرقلوا الثورة من اول يوم وحتى يومنا هذا واخص بالذكر شخصيات في هيئة التنسيق التي لعبت دورا ملتبسا في الثورة اقل ما يقال عنه انها دائما كانت تضع العصي في دولاب الثورة.
- هناك معارضة تقليدية موجودة في الداخل عارضت النظام وطالبت بالديمقراطية والتحول السلمي وضحت من اجل قناعاتها ولكنها للأسف بعد اندلاع الثورة لم تستطع السير لا في طليعة الثورة وتأخرت عن ركب الثورة ومتطلباتها فأصبحت عبئا على الثورة من خلال تمسكها وتعيشها على امجاد الماضي ومارست ديكتاتورية داخل احزابها وتجمعاتها السياسية وانغلقت على نفسها وتقوقعت تجاه العمل الوطني الحقيقي مع القوى الوطنية والديمقراطية فتركت فراغا سياسيا واتاحت المجال للمتطرفين ان يملؤوا ذلك الفراغ بفكرهم المتطرف المتخلف الارهابي. وهذه المعارضة التقليدية تتحمل مسؤولية تاريخية عن تشتت القوى الوطنية الديمقراطية وعدم توحدها تحت مظلة اعلان دمشق مثلا او من خلال تجمع وطني ثوري جديد. وفشلت المعارضة التقليدية في أدائها في المجلس الوطني السوري وفي الائتلاف الوطني .
- دور الاصدقاء لم يقدم دعم فعال وكافي لانتصار الثورة بالرغم من الدعم الانساني والعسكري الذي قدموه للثوار والمعارضين. وأخطر ما جنيناه هو نشوء مجموعات مسلحة تحمل رايات إسلامية غير الراية الوطنية وكذلك ساهموا في تفتيت المعارضة وقوى الثورة بكافة اشكالها.
ولا نريد القاء كل اللوم على الاخرين فنحن كقوى معارضة وثورية نتحمل المسؤولية الرئيسة عن كل تراجع حصل في مسيرة الثورة.
- حدثت تحولات عميقة بعد ان فرضت عسكرة الثورة على السوريين وهنا نجح النظام في حرف الثورة عن مسارها وحاول اعطائها صفة الصراع الطائفي وزعم انه يحارب الارهاب علما انه هو من نشر التجييش الطائفي وزرع الارهاب في سوريا والمنطقة.
- اليوم وقد دفع شعبنا ثمنا غاليا من اجل حريته وكرامته وبعد ان تضرر نصف الشعب السوري على الاقل وتشرد وقتل ملايين السوريين، لا بد من ان نفكر اخيرا بطريقة للخروج من هذه الحالة الانسدادية.
ولذلك ارى ما يلي:
- يجب تقديم مشروع وطني شامل تعتمده كل القوى المعارضة والثورية السياسية والعسكرية والمدنية شعاره الاساسي هو القرار السوري المستقل وتوحيد مصادر التمويل في صندوق وطني مركزي وانتخاب قيادة ثورية حقيقية اساسها في الداخل. ويمكن ان نصل الى ذلك المشروع من خلال حوارات عميقة توصلنا الى مؤتمر وطني شامل لقوى الثورة والمعارضة تخرج بقيادة ثورية حقيقية.
ويبدو ان كافة الشخصيات المعارضة من الصف الأول فقدت أي امكانية لمساعدة الثورة واصبحوا مطالبين بالتراجع الى الصفوف الخلفية واعطاء الدور للشباب واصحاب الطاقات المنخرطين في العمل الثوري والذين لم يتلوثوا في الفساد والتسلط والتسلق على ظهر الثورة.
في الذكرى الرابعة للثورة السورية العظيمة يجب أن نرفع شعار تحرير الثورة من الشوائب وتنقيتها من الفاسدين وارجاعها الى اصحابها الحقيقيين أبناء شعبنا الذين اظهروا شجاعة والتصاق بأهداف الثورة. اما نحن في الخارج فدورنا يجب ان يكون مساعدا وداعما وان نضع أنفسنا تحت تصرف الثوار وان نقدم لهم المشورة ونكون سفراء لثورتنا في العالم. ومن يريد ان يتصدر الثورة او يدعي تمثيل الشعب السوري فعليه ان يدخل الى ارض الوطن ويلتحم مع الثوار. عندها يصبح لديه المبررات الاخلاقية والسياسية لكي يقود الثورة مع الثوار الحقيقيين.
الثورة مستمرة وهي في قلوبنا وفي وجدان كل منا ولم ولن تخمد جذوة النضال من اجل الكرامة والحرية تلك الشعلة التي اوقدها أطفال درعا الابطال وأهل حوران- مهد الثورة وثوار حمص العدية – عاصمة الثورة وبث فيها الروح الشباب في مئات المدن والقرى السورية .
نحني اجلالا لأحرار سوريا، لشهدائها، للنساء السوريات، لأطفال سوريا وشبابها.
يمكن لكل سوري أن يرفع رأسه عاليا ويفتخر بانه سوري لأنه ينتمي الى شعب جبار وقف في وجه الظلم والطغيان وحيداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله محي الجيش العربي السوري
عربي ( 2015 / 3 / 15 - 17:17 )
ادعي ما شئت ولفق ما استطعت فبشار والبعث قادمون اليكم يا صنائع ال قرود وال صهيون منذ عامكم الاول بل من الشهور الاولى وانتم تهللون وتدعون ان بشار سيسقط ولكن راحت كل امانيكم هباءا منثورا

اخر الافلام

.. إسرائيل سقطت في فخ حماس..فكيف تترجم -الانتصار- على الأرض؟ |


.. تمرّد أم انقلاب؟ إسرائيل في صدمة!| #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد مسار عملية رمي جمرة العقبة في أول أيام عي


.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات الخلاف في إسرائيل بشأن -هدنة تكتيك




.. مظاهرات في ألمانيا والنرويج نصرة لغزة