الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرارات خطيرة ( مستعجلة) , وتبعاتها المخيفة,,,

كريم كتاب

2015 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت سياسات التفرد المحصورة بفرد او عائلة او حزب , على ان تعمم شرور ومساوىء الفرد الواحد على عائلته واقاربه وعشيرته بل وحتى المقربين منه من الاصدقاء , فتشملهم بما يصيبه من عقوبة مفرطة وردع وبطش , وقد استعرض هنا ما حصل في العراق ودولتين خليجيتين بعضا من المآسي التي عاناها ( جمع) من المواطنين الذين عاشوا في اوطانهم مئات او عشرات السنين , ففي خطوة ( غريبة) يعتقدها نظام الحكم آنذاك( في العراق) انها احترازية واستباقية لقطع الطريق امام من يحاول زعزعة الأمن والاخلال بالنظام , قام بترحيل عشرات الآلاف من مواطنيه من الذين يحملون الجنسية التبعية الايرانية الى الدولة المجاورة ايران ,الدولة الفتية التي تقاطعت اهدافها وغاياتها مع اهداف وغايات ذلك النظام وبغض النظر عما كانت هذه الاهداف والغايات لكلا النظامين ,, فتعرضت جموع المهجرين الى استلاب هويتهم واملاكهم وحتى اموالهم وتم حملهم بشكل جماعي بسيارات النظام وايصالهم الى الحدود الايرانية وتركهم لمصيرهم المجهول , نساء واطفال وشيوخ ومرضى , فقراء واغنياء وذوي نفوذ ووجاهة , افترشوا الارض والتحفوا السماء واستغرق استيعابهم فترة طويلة من قبل الحكومة الايرانية من انشاء مخيمات وتوفير خدمات وغربلة أمنية وما الى ذلك , مأساة تاريخية تذكرنا بـ بربرية القرارات السريعة والعمياء , والنتائج الوخيمة التي ترتبت على هذه القرارات ,, ولا اريد الخوض فيما حصل بعد هذا الحدث,, وحدث آخر حصل في الكويت أبان تحريرها من الاحتلال العسكري العراقي من قبل التحالف الدولي ,, فقد عمدت السلطات الكويتية الى ترحيل وتهجير كافة العراقيين المقيمين فيها منذ سنوات طوال والذين لم يحصلوا على الجنسية الكويتية الــ( بدون) والذين ضربت جذور تواجدهم في الكويت حدا انهم ليس لهم معارف او عوائل او اصدقاء في العراق ,, ونفس الاجراءات اتخذت بحقهم ,, وفي فترة التسعينيات على ما اذكر , نشب خلاف بين عشيرة عربية(آل غفران) واحد افراد العائلة الحاكمة في ( قطر) ,,فتمّ اسقاط الجنسية القطرية عن كامل العشيرة والبالغ عددها 5000 خمسة الاف شخص ,, وهكذا تشتد رهبة هكذا انظمة من اي تحرك او وجل وتنعكس على قراراتها الكارثية ضد مواطنيها الذين شاركوا الاخرين من نفس البلد في اغلب الاحداث سواء الاشكالية منها او البناء او الدفاع ,, ويعود الينا هذا اليوم شبح الترحيل والتهجير بل وحتى القتل ليشمل عشيرة بكاملها بسبب اجرام احد ابناءها واشتراكه في حدث جلل ولو على مستوى اقل مما يعرف او يتصور هو , فتندلق على تلك العشيرة افواه البنادق والمدفعية , والحرق والتجريف , والالسنة والكتابات والحض على التنكيل بها دون هوادة, حتى تقتلع هذه العشيرة من جذورها وموطنها , وليس ببعيد عن هذا كله ان يتخذ اقليم كردستان قرارا بعدم عودة او مصالحة او سكن او تفاهم او تسامح مع كل من مد يده وعمل مع التنظيم الارهابي ( داعش) ليختلط بذلك حابلها بنابلها وليسحب هكذا قرار غير متمعن وغير متروٍ (ي) على الابرياء من العوائل التي سقط احد افرادها بهذا الفخ او الجريمة دون ان يرتكب الاخرين اي جرم او ذنب , وكذا بالنسبة للعشيرة ككل ولارضها التي تعيش عليها منذ زمن طويل,, ان توارد هكذا قرارات واوقات اتخاذها وسبل تنفيذها تحتاج الى مراجعة طويلة ودقيقة وتمييز وتمحيص ,, حيث سيأتي يوما على الجميع ( باعتبارنا مجتمعا قبليا وننتمي الى عشائر متعددة مختلفة) سنتعرض الى نفس هذه القرارات ونفس الاجحاف ونفس النتائج,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة