الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة السورية تحت قصف بشار في يوم المرأة العالمي

أميمة أحمد

2015 / 3 / 15
حقوق الانسان


المرأة السورية تحت قصف بشار في يوم المرأة العالمي
تحية إلى حرائر سورية الصابرات

أميمة أحمد بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس 2015

لم تمر امرأة في العالم الظروف التي مرت بها المرأة السورية الصابرة المكابدة، فإنها تعيش ظروفا أقل مايقال عنها إنها غير إنسانية ، تُقتل وأبناؤها بالبراميل المتفجرة وقصف الطيران الحربي والمدافع للنظام الأسدي والعالم يتفرج ،ولا ننسى ما تتعرض له النساء السوريات من انتهاكات لحقوق الإنسان على يد شبيحة النظام والدواعشة من اعتقال واختطاف واغتصاب وسبي وتعذيب حتى الموت. وقد أحصت منظمات حقوق الإنسان أن عدد الشهيدات نحو 13300 شهيدة لغاية أول يناير من عام 2015 ، كما تعج سجون النظام بالمعتقلات ، اللائي لايُعرف عددهن الحقيقي، وهن من كافة شرائح المحتمع السوري والفئات العمرية، بينهن قاصرات ، يعشن أبشع الظروف من ذل ومهانة في زنازين النظام ، وهناك أيضا نساء في عداد المفقودين، البالغ عددهم التقديري زهاء 250 ألف مفقود بينهم نساء وأطفال ، هذا فضلا عن النساء اللاجئات في مخيمات اللجوء ، حيث يناهز عددهن نصف النازحين، المقدر عددهم بزهاء 11 مليون لاجيء حسب تقدير الأمم المتحدة ، مما يعني أن زهاء ستة ملايين امرأة في مخيمات اللجوء ، تعيش أسوأء الظروف ، بل لنقل في ظروف تنعدم فيها مقومات الحياة العادية .

لقد تحملت المرأة السورية مالم تتحملة امرأة في كل ثورات العالم ، فهي خرجت بالمظاهرات بداية الثورة ، وهتفت للحرية ، وطالبت بإطلاق سراح أبنائهن المعتقلين وواجهن رصاص النظام غير خائفات . المرأة السورية حملت السلاح وقاتلت ، وحملت المعونة ووزعتها على المحاصرين في باب عمر ومخيم اليرموك والغوطة وحلب والرقة ودير الزور والحسكة ودرعا وفي كل مكان مر تتار النظام ،لقد تأبطت حقيبة الإسعافات لمداواة الجرحى، كانت في المشافي الميدانية جنبا إلى جنب الرجل ، وتضرجت بدمائها مثل الرجل جراء صاروخ قصف منزلها،فقدت ابنها و زوجها و أباها وأخاها و عمها و خالها و صهرها ، أجل رزئت المرأة السورية بأحب الناس ، وقد اجهت المصاب بشجاعة منقطعة النظير بتشييع الشهداء بالزغاريد كما تفعل البطلات في التاريخ .

لا أحد يعرف على وجه الدقة كم عدد شهداء الثورة السورية ، وما يقال هو تقديرات تربو عن ستمائة ألف شهيد بينهم نساء وأطفال وشيوخ ، تركوا حرقة في قلوب أمهاتهن الثكالى ودمعة الأيتام ، الذين وجدوا أنفسهم فجأة بالعراء في خيمة لاترد برد الشتاء ولا حر الصيف، غرقوا في وحل المخيمات ، والبعض مات جوعا أو بردا أو جرفته السيول ، والمرأة تتحمل وزر هذه الأوضاع الكارثية ومنظمات حقوق الإنسان ، والمنظمات النسوية العالمية المدافعة عن حقوق المرأة بقي صوتها مبحوحا عاجزا عن مساندة المرأة السورية في مصابها، الذي تعيشه منذ خمس سنوات ولازالت تعيشه يوميا وحتى اليوم الثامن مارس يوم المرأة العالمي ، الذي يحتفل العالم به بأشكال مختلفة ، تعبر عن الفرح ، وتطالب بعضهن بمزيد من الحقوق لتتساوى مع الرجل، وتطالب منظمات النساء العالمية بتطبيق توصيات مؤتمر بكين الذي انعقد عام 1995وهو المؤتمر العالمي الرابع للمرأة : من أجل المساواة والتنمية والسلام ، دون أن يكترثوا بواقع ملايين النساء السوريات وأطفالهن ، اللائي يعشن محنة غير مسبوقة في التاريخ ، ومطلبهن الراهن " أوقفوا القتل فلنا حق الحياة ".

المرأة السورية المدللة في بيتها وبين أهلها أجبرتها الظروف على التسول لإطعام أطفالها ، صارت تنام مع أسرتها على الأرصفة في زمهرير الشتاء ، والعالم يتفرج دون أن تهتز له قصبة لحماية النساء السوريات.
في مجزرة الكيماوي التي اقترفها النظام في الغوطة الشرقية في 21 أغسطس 2013 لقي 1466 مدنيا لقوا مصرعهم من أصل 3600 نقلوا إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بغاز الأعصاب السام ،كان أغلب الضحايا نساء وأطفال ، جريمة بشعة لم تحرك شعرة في شارب زعيم عربي أو أجنبي دفاعا عن حق السوريين بالحياة، بينما يقوم العالم ولا يقعد لمقتل إثني عشر صحفيا في أسبوعية شارليإيبدو الفرنسية بحشد مظاهرة كونية ، شارك فيها زعماء العالم بما فيهم العرب .
المقارنات مبكية فعلا، كيف يتعامل العالم مع الدم السوري بتجاهل تام وكيف أقاموا الدنيا لمقتل الكساسبة مثلا ، أو 21 قبطيا مصريا ، بينما صموا آذانهم عما جرى للأزيديين في جبال سنجار من قتل وسبي وحصار حتى الموت على يد الدواعشة ، تماما كما فعل بشار في حمص وحلب والقلمون وغيرها كثير دون أن يكترث دعاة حقوق الإنسان ، الذين يغزون بلادنا لأجل " الديموقراطية وحقوق الإنسان "

في هذا اليوم العالمي للمرأة من حق السوريات أن يرفعن نداء للمجتمع الدولي بكل منظماته المدافعة عن حقوق الإنسان، والمدافعة عن حقوق المرأة والطفل ليتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية أمام شعب يُباد ببرودة دم بأسلحة نظام يُفترض به حماية الشعب ، نداء نساء سوية أن تضغط تلك المنظمات على أصحاب القرار الدولي لمنع النظام السوري وحلفائه إيران وروسيا وحوب الله من ارتكاب هذه المجازر المفتوحة بحق الشعب السوري ، وأن تطالب تلك المنظمات بملاحقتهم كمجرمي حرب ، اقترفوا جرائم ضد الإنسانية .

أجل تحملت المرأة السورية هذا الجور ببسالة ، فهي تستحق التكريم والتقدير في يوم المرأة العالمي ، إليكن حرائر سورية ألف تحية وعرفان ، صبرا وبالله المستعان ، سائلين الله انقشاع هذه الغيوم عن سورية الحبيبة لتشهد ربيعا طالما حلم به السوريون، ولم تبخل المرأة السورية بالتضحيات ، فقدمت له قرابين الحرية بمئات الأولوف حتى لاتعيش الأجيال القادمة الذل، الذي سامه النظام الأسدي للسوريين على مدى أربعة عقود ونيف ، فللحرية ثمن والمرأة السورية قدمت الثمن بنفسها وبأبنائها .
تحية للأم الثكلى ، والزوجة التي ترملت ، والأخت والبنت المعتقلة ، ولكل شهيدة تحية إجلال وإكبار.
كل عام وأنت بخير أيتها المرأة السورية المكابدة .صبرا الفرج قريب .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين