الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ والوليمة..

سامي كاظم فرج

2015 / 3 / 15
كتابات ساخرة



ثمة احد ابناء عمومتي شرع منذ سنوات بارتداء الكوفية والعقال التواجد المنتظم في مجالس عزاء العشيرة ودفع "الواجب " عنه وعن اخوته الذين يكبرهم 00يدفع الواجب في اليوم الاول ثم يواظب على التهام مالذ وطاب على مدى ثلاثة ايام بواقع وجبتين الغداء والعشاء واحيانا الفطور اذا حضر مبكرا 00ولأن العشيرة مقسمة الى "افخاذ" ثم تقسم هذه الأفخاذ الى "بيوت" فقد سعى الرجل بعد ان قدم جهدا متميزا في المآتم و الولآئم الى الحصول منصب "سيادي " في الفخذ اي "الشيخ" او "جبير أخوته" وعلى الرغم من هذا الجهد الجهيد والمثابرة المنقطعة النظير جاءت حسابات الحقل مخالفة لحسابات البيدر ولكن الرجل لم يستسلم لليأس وواصل المسيرة وعلى قدم وساق فهناك المزيد من "الفواتح" فداعش وقبله كانت القاعدة ورفاقها عطاءهم دائم لا ينضب00!!
في جلسة سمر انا وابن العم هذا بدأ يقيء معاناته امامي ليستأنس بنصائحي ويعتمد طروحاتي و يبدو ان حجم معاناته قد اوصله الى الحد الذي انساه بأن جليسه "انا"لا يفهم "الجك من البك"في امور العشائر لكنني تحاشيا لتعرضه لصدمة تأتي على كوفيته وعقاله وترميه في الباب الشرقي يبحث في "البالات" عن "شورت وتي شيرت"و"كاسكيتة" وشراء قرص منوعات لاغاني هابطي هذه الايام00فقد كنت اجاريه00!!
كان يعنفني دائما على وجهة نظري التي مفادها ا ن الـ"الشيخ" هو الوليد الشرعي للنظام الاقطاعي وعليه فأن من غير الممكن لا بل من المستحيل ان ترى "شيخا" من الطبقة المتوسطة او دون !.
بشيء من الانفعال المبطن سألني عن السبب الذي يقف وراء تبوء فلان الفلاني منصب "جبير " ,"الفخذ "الفلاني في عشيرتنا وهولايستحق هذا المنصب وسوف يخفق في تحقيق اي نجاح او تقدم في مجال تقديم الخدمات او اعادة الاعمار او الماء والكهرباء او حتى اعادة الروح الى الحصة التموينية التي لم تزل ترقد في غرفة الانعاش والداخلون والخارجون يستبعدون اي امل في امكانية انقاذها !. فقلت مدافعا عن موقف هذا " الجبير "الجديد : يبدو انك تنظر الى الحدث بمنظارك فقط وبالزاوية التي تختارها وترى بان السعي وراء المعالي ياتي من خلال حضور مجالس العزاء ودفع الواجب والتهام المقسوم ثم الدعوة الى انتخابات عامة ثم " تمسح يدك بالحائط" وتعاود الكرة !. ان فلان الفلاني هذا قد نحر ذبيحة من الوزن الثقيل ثم قام بدعوة الناشطين في " الفخذ " على وليمة فخمة قدم بعدها ارقى انواع الفاكهة اعقبها رنين اقداح الشاي ولكن ليس شاي "الحصة " وفي اثناء ارتشاف الشاي وبعد قراءة موفقة لوجوه المدعوين تبين له من خلالها ان طعم "الثريد " لايزال سيد الموقف طرح موضوع ترشيحة للاستفتاء العام ففاز باغلبية الاصوات مع علمه وقناعته المطلقة بان هؤلاء ما اجمعوا لحظة في حياتهم على راي او قضية على الاطلاق !. وهكذا قام هذا الفلان باداء اليمين الدستوري بوصفه "الكليط"0
فهل تمتلك يا ابن عمي "والحديث لي "القدرة على توجيه مثل هذه الدعوة ولوقدر ذلك لا سمح الله فأنا متأكد بانها سوف لاتتعدى "الفلافل" !. وحين تدعو الى انتخابات حرة نزيهة شريفة سيفوز " الفلاني " لان اصداء الوليمة قد عبرت الحدود الاقليمية دون رقيب .. لان الرقيب لا يعرف معنى لمفردة " الرقابة " ويحب الوعود التي انسته القراءة والكتابة !. سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا