الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة حلبجة وانتصار الشعب الكوردي

نزار هاشم

2015 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تعد جريمة حلبجة وجريمة قمع الانتفاضة الشعبانية شهادة كبرى على وحشية ودموية النظام البعثي المباد وبشاعة تعامله مع شعبه الأمر الذي يجعلنا نستغرب اليوم من رغبة البعض بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والتمهيد لعودة البعث لتكرار السيناريو الدموي الذي كان ينفذه الطاغية صدام وحزبه البعثي الفاشي .
الجريمة مازالت ماثلة أمام أنظار العراقيين ومترسخة في ذاكرتهم ولكننا مازلنا بحاجة لتوظيف هذه المناسبة لتوعية الشعب العراقي واطلاعه على الانتهاكات الخطيرة التي قام بها النظام السابق وجلاوزته المجرمين .
هذه الجرائم كانت صفحة سوداء في تاريخ البعث لأنها عكست سياسة التمييز العنصري والقومي والطائفي التي انتهجها هذا الحزب الفاشي في تعامله مع أبناء الشعب كما عكست حجم المعاناة التي كان يعانيها أبناء شعب كل ذنبهم أنهم يتطلعون للعيش بحرية وسلام, وبالمقابل كانت هذه الجرائم صفحة مضيئة من صفحات المقاومة العراقية التي تصدت لممارسات النظام البعثي الفاشي
وبالرغم من الجرائم العديدة لهذا النظام الشمولي الا ان جريمة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية كانت الجريمة الأكثر وحشية والأكثر خلودا في ذاكرة الشعب العراقي حيث تعد جريمة العصر بامتياز لأنها لم تستهدف سكان المدينة فحسب بل استهدفت الحياة بكل جوانبها وتفاصيلها الأمر الذي ترك آثارا سلبية على الإنسان والبيئة على المدى القريب والبعيد وتثبت للعالم بان النظام الدكتاتوري المقبور كان له سجل حافل بالجرائم وكان يتعامل بوحشية وعنف مفرط ولايمتلك شيئا من الإنسانية في تعامله مع أبناء شعبه سيما القوى الوطنية التي ظلت صامدة تقارع النظام العنصري وأزلامه على مدى الحقبة المظلمة التي حكم فيها البلد .
ولقد عكست التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكردي بصورة خاصة وحشية تعامل النظام السابق مع المطالب المشروعة للشعب الكردي ليسجل هذا الشعب موقفا بطوليا ومشرفا لشعب صامد قاوم الطغاة ويستحق اليوم ان ينال الاحترام والتقدير ..
ومن الجدير بالذكر ان النظام حينها قد فشل في سياساته الداخلية والخارجية من خلال القمع المفرط في الداخل وزج البلاد في أكثر من حرب خارجية كلفت المواطن أعباء ثقيلة فاقت قدرته على التحمل وهذا ما مهد لموقف معارض من قبل الشعب لسياسات النظام وان هذا الموقف إنما جاء كنتيجة طبيعية للمعاناة التي يشعر بها الشعب العراقي على مدى حكم الدكتاتورية البغيضة .
وهكذا نجد ان نظام صدام كان المسؤول الأول والأخير عما لحق بالشعب العراقي من ويلات ومن عقوبات دولية وإجراءات كان لها دور في تقييد لحرية العراق وسيادته الوطنية .
ولقد ارتكب الطاغية جريمته ضد الشعب الكردي في ظل الصمت الدولي والعربي وبغياب أي موقف سياسي او أنساني يستنكر ما فعله ذلك النظام بالشعب العراقي عندما استخدم أسلحته الكيمائية المحرمة دوليا ليقتل أكثر من 5000 مدني من الأطفال والنساء والشيوخ في ظل الصمت والتعتيم الإعلامي إضافة الى غياب صوت المنظمات الإنسانية المتشدقة بحماية حقوق الإنسان والتي أدارت بوجهها بعيدا عن الجريمة لتثبت انها تكيل بمكيالين بما يتناسب والمصالح الغربية والأمريكية خلاصة القول ان الطغاة يسقطون أمام إرادة الشعوب الحرة مهما استعانوا بوسائل القمع والترهيب والتعتيم الإعلامي . وهكذا انتصر شهداء حلبجة وعادت الحياة للمدينة ونال المجرمون القصاص العادل عبر محاكمات عراقية واعدم صدام وعلي الكيمياوي وسيذكرهم التاريخ كأبشع الطغاة الذين قتلوا شعبهم بوحشية يندى لها جبين الإنسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا