الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو خاسراً ولو جاء رئيساً للوزراء

محمد بهلول

2015 / 3 / 16
القضية الفلسطينية



يوم الثلاثاء مساء ستظهر نتائج الانتخابات الاسرائيلية للدورة العشرين للكنيست الإسرائيلي، وأي تكن النتائج، سواء أتى هرتسوغ الوسطي أو نتنياهو اليميني رئيساً للوزراء، فإن مرحلة تراجع أهمية إسرائيل في شبكة المصالح الأميركية والغربية قد حانت، وبدت تظهر للعيان ملامح واتجاهات أفول المشروع الصهيوني، قد يبدو هذا الاستخلاص متفائلاً زيادة عن اللزوم وفيه من الأماني والرغبات ما يزيد عن التحليل المنطقي، الا ان ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة، فالاتجاهات لذلك أكثر من واضحة.
الإستطلاعات داخل إسرائيل تنبّىء بتغيير ساعوي لصالح معسكر الوسط من جمهور كان محسوماً بمصالحة وارائه ارتباطه باليمينين العلماني والديني "الجمهور الروسي والمستوطنين"، وهذه التغييرات ناتجة عن فشل نتنياهو في إقناع الناخبين بقدرته أي "إسرائيل" على الردع، سيّما مع جنونه في تسوويء العلاقات الأميركيّة- الإسرائيليّة، الإسرائيليّون في الصميم مقتنعون وإن كان بعضهم يرفض الإعتراف، أن قوة الردع الإسرائيليّة سراب بمعزل عن الولايات المتحدة. ما زاد الأمور تعقيداً في هذا السياق، هو انقلاب السحر على الساحر، عندما تورّط الجمهوريون في خطاب نتنياهو امام الكونغرس والذي سينعكس بلا شكّ على إمكانية عودتهم إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة نفسها، مما أعطى أوراق قوّة إضافية إلى إدارة الولايات المتحدة للمشاركة الفاعلة، إن لم نقل صناعة نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
تراجع قوّة الردع الإسرائيلية لم يتوقف فقط بسبب العجز العسكري والأمني أمام قدرات المقاومة اساساً في لبنان، بل تفاقم أثر عجزها عن التأثير والعمل من أجل وقف البرنامج النووي الايراني رغم العنتريات التي مارسها نتنياهو طوال السنوات الثلاث، والتي أدت بنتائجها إلى التسليم بحقيقة الوهن الردعي الاسرائيلي بمعزل عن القدرات والتوافق الاميركي، وهو ما انعكس سيّما بعد مهزلة الخطاب في الكونغرس على اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي.
كما أن التأثير الإسرائيلي والإسهام المادي الظاهر للعيان في دعم القوى المتطرفة في محاولة للجم والتأثير في مجرى الاحداث الجارية في المنطقة، فأصيب هو الاخر، بضربة قاضية قضت على أحلام نتنياهو، سيما مع النجاحات الواسعة في كل من العراق وتالياً سوريا، وهذا ما يفتح المجال واسعاً أمام الإتفاق الإيراني – الأميركي ودخوله حيّز التطبيق الفعلي في الفترات القادمة.
أمام هذه المتغيرات، يقف الناخب الإسرائيلي أمام مجهول الخيارات، فالوسط واليسار عاجز عن تقديم الرهان الجدّي لاستعادة الدور المؤثر، بل جلّ ما يمكن أن يفعله هو تثبيت دور الخاضع والتابع للولايات المتّحدة، ونتنياهو لا خيار أمامه إلا الجنون ووضع مستقبل إسرائيل الوجودي على طاولة الروليت الروسيّة.
لذلك، فإن المراوحة الإستعراضية بدور فقد فاعليّته لا يمكن أن يظهره إلا تحالف الوسط واليمين، أما التقدّم نحو خيارات جديدة وتسويات منطقيّة معقولة، فهي خيارات ما تحت صهيونيّة، تتطلّب جرأة الناخب الإسرائيلي بالتصويت الحاسم لليسار والوسط وهو مستبعد في هذه الدورة. لذلك فإن المداورة ما بين نتنياهو وهرتسوغ هي الخيار المرشح شبه المؤكد، نتنياهو قد يأتِ رئيساً للوزراء، لكنه خاسر ومعه مستقبل الصهيونية في إسرائيل.
التصويت العربي قد يصل الى 70% في حين لم يتجاوز النصف إلا بنقاط قليلة في الدورة السابقة، وهو نتاج الايمان بمردودية الدور المؤثر ووحدة القوى السياسية العربية، توقع وصول 15 نائباً من الكتلة وما بين 3 إلى 4 نواب على القوائم الصهيونية، يجعل الكتلة العربية اساس المعارضة القادمة وهي لن تتسلى بالتجاذبات الحزبية والبرلمانية بل في صميميّة المواجهة للمشروع الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: هل يجهز خليفة حفتر أبناءه للحكم؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. ما هي المعلومات المتوفرة لدى السعودية عن الحجاج التونسيين ال




.. البرلمان الأوروبي - قطرغيت: القضاء البلجيكي يترك المبادرة لل


.. في ثاني وثالث أيام عيد الأضحى في الجزائر: نحو 170 حادث مرور




.. هيئة بحرية بريطانية ترجّح غرق السفينة اليونانية التي استهدفه