الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الاسلامية في العراق ( داعش) وصراع المصالح !!

قحطان جاسم

2015 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الدولة الاسلامية في العراق ( داعش)وصراع المصالح !!

لا يحتاج المرء الى ادلة لكي يثبت ان الدولة الاسلامية في العراق " داعش" ليست سوى بقايا البعثيين من رجال المخابرات والامن والاجهزة القمعية السابقة التابعة لنظام صدام، التي لحقت بها مجاميع ارهابية من كل العالم بمساهمات اطراف عديدة محلية ومناطقية وعالمية كل له اهدافه وتطلعاته الخاصة به. لكن قيام داعش لم يكن بجهود شخصية محضة، بل كانت تقف وراء قيامها وتطورها قوى سياسية ودولا مختلفة المصالح والاهداف .
فقد مهدت الاحزاب الاسلامية، وعلى رأسها المالكي في الحكومة السابقة، وساعدت بدخول داعش الى العراق وبسط نفوذها على العديد من المناطق و المحافظات العراقية الغربية و الشمالية، انطلاقا من حسابات كثيرة ، اهمها 1) تخفيف الضغط العسكري على نظام بشار اسد 2) اجبار او اقناع الولايات المتحدة تحت ضغط تطور الاحداث للدخول في مواجهة ضد داعش 3) شرعنة الميليشيات المسلحة، التي كانت قائمة في الظل، بعد إزدياد الانتقادات العالمية ضدها، خصوصا في الفترة التي سبقت احتلال داعش للموصل وتوطيد سلطتها في اجزاء من الرمادي ايضا، وبذلك توفرت الحجة للحكومة القائمة ، على النطاق الوطني على الاقل، لشرعنة وجود الميليشيات الاسلاموية، والقبول العلني ببُناها العسكرية والتنظيمية. وقد ساعدت الفتوى الدينية التي اطلقها السيد السيستاني تحت عنوان "الجهاد"، على اضفاء صبغة دينية على شرعنة وجود هذه المليشيات المسلحة، خصوصا ان المؤسسة الدينية التي يقوم عليها السيد السيستاني، تحظى بقبول شعبي لا بأس به. وقد جاءت الفتوى كفرصة مناسبة لضمان هيمنة و تعزيز سلطة الاحزاب الدينية في المستقبل، التي شهدت ضعفا و معارضة شعبية جنينية بسبب ممارسات المالكي وطاقم حكومته وما عاشته البلاد من فساد وتركيز السلطة والعبث بخيرات ومقدرات البلاد . كما منحت هذه الشرعية ،علاوة على خلط الاوراق السياسية، فرصة اكبر لتدخل ايران في شئون العراق ودورا اكبر في توجيه هذه الميليشيات الاسلامية من وراء الكواليس، التي ترتبط، بهذه الصورة او تلك، بالمؤسسات الايرانية العسكرية والمخابراتية..
اما اللاعب الاول، امريكا، التي رأت في الدين دوما عنصرا ممكنا وحيويا لتمزيق شعوب المنطقة وادخالها في صراعات طائفية مستمرة ، فقد ساهمت منذ عام 2011 باعداد خلايا داعش الاولى، وعلى راسها ابو بكر البغدادي الذي كان آنذاك في سجن بوكا في البصرة، كما تشير عشرات التقارير العالمية الى ذلك، ومن اهم اهداف اميركا : 1) خلق بديل او قرين للقاعدة 2) اضعاف النظام السوري ، اي مواجهته عن طريق داعش، 3) جر ايران وداعش مستقبلا الى حرب استنزاف 4) استخدام سوريا والعراق ومستقبل ايران كمناطق استقطاب للارهابيين الموجودين على شكل خلايا نائمة في اوروبا والتي فشلت اجهزة المخابرات الاوربية من اكتشافها حتى الآن للتخلص منها، او اقرار بعض القوانين التي تمنع من رجوعها الى البلدان الاصلية 5) اعداد ودعم بعض المجموعات الارهابية على الاراضي العراقية والسورية، وخصوصا من البلدان الاسلامية التي كانت تابعة الى الاتحاد السوفييتي سابقا، لكي يتم تحويلها عند الحاجة الى ادوات للضغط العسكري على روسيا او الصين مستقبلا. 6) الابقاء على حالة التوتر في المنطقة عبر تصعيد وتعميق الخلافات الطائفية على المسار السني - الشيعي، مما يتيح لها بيع المزيد من الاسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات. 7) تمزيق دول المنطقة وتحويلها الى مناطق ضعيفة على ضوء النموذج الصومالي، تتوافق مع استراتيجة حفظ المصالح الاسرائيلية، باشغال جيرانها بصراعات داخلية وضمان تجنيبها مواجهات عسكرية محتملة مستقبلا. و لا ننسى هنا التنويه الى الاهتمام الذي ابدته اسرائيل، كما اشارت العديد من التقارير، الى تقديم المساعدات الطبية والمادية لداعش ،ومنها استقبال اعضاء داعش في المستشفيات الاسرائيلية في الجولان، ولم تنكر اسرائيل ذلك بل اكدت انها قدمت ذلك من منطلق انساني.
اما تركيا التي ساهمت بتقديم اسلحة ومعسكرات تدريب وفتحت بعض مستشفياتها لعلاج المصابين من الارهابيين وفتحت حدودها وبمساعدة جهاز مخابراتها لاستقبال وتدريب وتوجيه الارهابيين اولا باتجاه سوريا وفيما بعد الى العراق فقد كانت اهدافها : 1) خلق قوة مسلحة تكون بمواجهة الاكراد سواء في سوريا او العراق في محاولة لاجهاض اي طموحات قومية كردية،2) خلق قوة عسكرية تكون اداة لاستنزاف ايران عسكريا و إثارة الفوضى فيها( لا سيما ان ايران تضم العديد من الطوائف الدينية ومنها السنية) 3) الاستفادة من التجارة الرخيصة بالنفط، بعد استيلاء (داعش على مصافي عديدة للنفط داحل سوريا والعراق)؛ حيث تحولت تركيا الى مركز لنقل وبيع النفط اليها والى العالم، مما يمكن من رشوة نخبها العسكرية والمدنية و اشغالها بنشاطات بعيدة عما تقوم به حكومة اردوغان الاسلاموية من مساعي حثيثة لتركيز سلطتها وتعزيز دكتاتوريتها 4) تحقيق وهم حلم تركيا الذي اعلن عنه وزير الخارجية التركي آنذاك عام 2011 باعادة نفوذ الامبراطورية العثمانية التي كانت تتمتع به تركيا قبل الحرب الحرب العالمية الاولى. بالطبع ينبغي عدم نسيان دولة قطر ومشايخ السعودية ودول الخليج والمساعدات المالية الهائلة والتنسيق التركي معها، حيث يذهب جزء كبير منها الى النخب التركية ، علاوة على ان تلك الدول كانت وما تزال تغض النظر عن تطوع مئات من ارهابييها لخوض حرب تدمير في العراق وسوريا. فالسعودية وبعض دول الخليج ترى في استقرار العراق وظهور نظام سياسي مستقر فيه مخاطرا كبيرة سيؤثر على استقرارها ومستقبلها.
اما ايران فلا حاجة لنا للحديث عنه، فاهدافها الاساسية هي 1) الابقاء على عراق ضعيف، مجزء للتمكن من الهيمنة عليه 2) ضبط اقتصاده ودمجه بعشرات الخيوط الغير مرئية ليخدم مصالحها ويكون 3) المنفذ الممكن ضد الحصار القائم ضدها 4) كما انها تسعى للاستفادة من خلال وجود داعش للضغط على امريكا في مفاوضاتها الراهنة لفك الحصار الاقتصادي عليها وعلى مشروعها النووي ..بتقديم نفسها باعتبارها حليف دولي ممكن لامريكا ضد الارهاب. وقد اكدت العديد من التقارير والبحوث بوجود لقاءات ثنائية بين امريكا وايران، بعضها جرى في السر، لمناقشة تلك المواضيع.
من هنا نرى ان الاوراق مختلطة سياسيا واقتصاديا ودينيا وعسكريا، وعلينا ان نقوم بتفكيكها دوما لنصل الى نتيجة مفادها ؛ ان الخاسر الوحيد هو العراقي الذي يدافع من موقف وطني لدفع كل هذه الشرور والتدخلات عن بلاده، واهمها الارهاب الاسود الذي تشنه داعش على الشعب العراقي، في ظل حسابات اكبر منه تُعد لذبحه ودماره يوميا ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم