الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية إليها المسير.. لبغداد السايح

مختار سعد شحاته

2015 / 3 / 16
الادب والفن


رواية إليها المسير لبغداد السايح
الرواية الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الرواية بمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، ومختبر سرديات المغرب:
قراءة: مختار سعد شحاته (bo mima)
تلهج هذه الرواية وراء وراء جمال خاص للغة العربية، بدا واضحا في لغة كاتبها المتزنة والنخبوية على مستوى اللغة في بعض مقاطع الرواية، وإن كان الحوار تخلله جمل من اللهجة الجزائرية المحكية، غير أن ذلك لم يمتنع الانتصار للغة والسعي وراء جمالياتها اللفظية والبديعية والبيانية بشكل أتخم الرواية بشبهة "الصناعة اللفظية"، لكنها لم تنفِ عنها جزالتها ورصانتها الأكاديمية.
رصدت هذه الرواية مشهدًا من مشاهد الصراع بين المحتل الفرنسي وثوار الجزائر بحكاية تشابكت فيها المصالح والأحلام والطموحات والمطامع والبطولة والخيانة، ودفقها لنا الكاتب دفقة واحدة، فلا فصول أو فواصل في طول الرواية، وهو ما مثل تحديًا جديدًا أمام الروائي، كان حليفه الانتصار للسرد فيه، إذ جعل السرد يقفز به قفزات تاريخية وزمانية ما بين تقنيات السرد، وزمكانية الحدث السردي، فأوصله إلى نهاية الرواية بسلاسة وإن كانت عجولة متسرعة، كادت المفاجأة فيها –وكانت لي متوقعة- أن تفسد تلك المتعة من نفس الكاتب السردي شديد الطول، وأكرر أنها بنهايتها العجول كادت أن تفسد متعة السرد والحكاية، إلا أن العمل من بداية قرر ان يجعل من المشهد الثوري الجزائري حدثًا يجيء في الكادر الواسع، لتنصب عدسة قلمه على العلاقات والحوارات الداخلية، والتي كانت أمتع ما في هذا العمل، ولعل حديث الأيام وربطها بالأبطال من خلال علاقاتهم مع الأيام في الأسبوع كان موفقًا إلى حد كبير، رغم إرهاقه بزخارف لغوية.
أعتبر هذا العمل عملا ينتصر للغة وزخارفها بوضوح، وكيف يمكن لهذا الأمر أن نهمله ولا نلوم على صنعته التي شابها التصنع واللهث وراء جمال اللغة متراخيًا عن جمال السرد والحكاية، إلا أن ذلك لم يفسد المشهد الكامل الذي حاول الكاتب نقله من خلال تلك التداعيات التي جاءت من ذاكرته او من الذاكرة الجمعية لهؤلاء الأبطال.
تمنيت على الكاتب ما دام مولعًا بهذه الدرجة باللغة العربية وزخارفها أن يجد في الفصيحة مرأبه الذي يغنيه عن اللهجة المحكية التي قد تمسك بتلابييب العمل وتتوقف على خصوصيته وبدلا أن ندرج الرواية ضمن أدب المقاومة –وهي تستحق ذلك- سنتركها ونعاف مفردات لهجتها المحكية التي لن يفهمها غير أهل الجزائر والمغرب، ففوتت بذلك متعة على كثير كان يمكن للفصيحة ان تمنحها لهم.
جاءت لغة الرواية وقاموسها اللغوي جيدًا للغاية، وربما لذلك الاحتفاء الزائد باللغة، وبدا النص متماسكًا رغم النقلة المربكة في خط الدراما والتي تزول بعد جمع تفاصيل الصورة الكاملة ونتفها وشذراتها التي نثرها على طوال الرواية، لتجد حال المرأة في واقع المجتمع الجزائري والمسكوت عنه في مجتمع ثوري مقاوم إلا أنه يرسف في ذكورية مطلقة.
ويجيء النفس السردي الواحد في هذا العمل، أبرز ما فيه من ملامح التجديد، وهي ما يهابه الكثير ويخوف عدم التمكن منه، وهو محسوب للكاتب، إلى جانب التوظيف لزخارف اللغة على طول العمل الروائي، وكيف يمكن ان نكتشف طرقصا جديدا لعلاقات البشر ببعضهم وبكل ما حولهم من جبل وغور وحتى الأيام.
بقى أن أقول أن العمل بمضمونه عن الثورة الجزائرية ومقاومتها للمستعمر الفرنسي والعلاقات التي تتشكل بين الأفراد في هكذا مجتمعات بدت واضحة جدًا في هذا العمل، إلى جانب بعض الأفكار المساعدة التي وجدنا الكاتب ينقلها لنا عبر مباشرة وخطابية عالية، ربما استدعاها الحدث في الرواية وزمنه وطبيعة المرحلة التي تدور في رحاها تلك الأحداث.
بقى التنويه،
قريبًا ستصدر الرواية في طبعتها الأولى عن مؤسسة حورس الدولية، بالتعاون مع مختبر السرديات بالإسكندرية، بعد فوزها بالمركز الأول في دورة الرواية العربية الأولى التي نظمها المختبر بمكتبة الإسكندرية متعاونًا مع حورس وغيرها من مختبردات السرد العربي بالمغرب ومكة المكرمة.

مختار سعد شحاته.
bo mima
روائي وباحث أدبي.
مصر/ إسكندرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو