الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقعُ يحلمُني أيضاً

ناصر ثابت

2015 / 3 / 16
الادب والفن


الواقعُ يحلمُني أيضاً
شعر ناصر ثابت

أنا في الليلِ
الليلُ عميقٌ جداً،
في أعلى قمم الدنيا
أمشي
أركضُ، أتزحلقُ
أنسابُ على سطحٍ أملسَ
أنسابُ بكل الخوفِ
إلى آخره.
أقفزُ في الجوِّ، أطيرُ وأهوي
يهوي قلبي
في بحرٍ ثجليٍّ،
تأكلُ من قدميَّ الأسماكُ
أغوص إلى الأعماقِ
ولا أعرفُ أينَ أنا،
قلقٌ وظلامٌ في كل الأنحاءِ
الأصواتُ تلاحقُني
ذئبٌ أم سَبُعٌ؟ لا أدري
أهربُ جزِعاً، أتعلَّقُ بحبالِ الرهبةِ
أبحثُ عن أمٍّ تحضنُني
أهوي، أتهاوى، أتساقطُ
أسقطُ في بئرٍ من عمقِ المعنى
لا أستيقظُ، يؤلمني حُلُمي.
هل أخرجُ منه الآنَ؟ أحاولُ
أترجَّى الشيءَ الغامضَ أن يتركَني أخرجُ
يا هذا الشيءُ اتركني، يكفي سخريةً
يكفيني قلقاً هذي الليلةَ
لكني أفشلْ،
يُثقلُ خطواتي هذا الخوفُ
يشدُّ كياني الموغلَ في إحساسِ النملِ
إلى الأسفل.
أصبحُ جزءً من صخرِ الواقعِ، في حلمي
وأظلُّ هناكَ حديداً صدِئاً
لا يتحركُ أبداً
أصرخُ: أخرجني من هذا الحلمِ الصعبِ
ولكن منْ يُخرجُني، وأنا في حلمي الخاص؟
سأحاولُ أن أنقذَ ذاتيَ منه؟ ولكن كيفَ؟
أحاولُ، لا تسعفني القدرةُ، لكني لا اتراجعُ
فالآلامُ تحاصرُني، والواقعُ مِلحيٌّ وضبابيٌّ في آن.
في هذا الحلم الغامقِ، لا أبصرُ شيئاً
وأضيعُ مع الصورةِ
هل أخرجُ من حُلمي حياً؟
لا أعرفُ كيف سأكسرُ إحساسَ الزنزانةِ؟
هل قيدٌ حتى في حُلُمي؟
أينَ سأرسلُ كلَّ كلامي المرسلَ؟
أين سأحدِثُ ثُقباً كي أنسلَّ إلى خارجِه؟
لا أدري
حُلمي يشربُني، تنزلقُ القصةُ بي،
أبقى مشلولاً، تأخذني الأحداثُ إلى وُجهتِها
كنتُ أظنُّ بأنيَ حرٌّ في الأحلام
ولكني
حين استيقظتُ وجدتُ بأنَّ الواقعَ أيضاً يحلمُني!

24-2-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع