الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محامي الشيطان

قصي غريب

2015 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



مع دخول الثورة السورية عامها الخامس فقد أبانت الولايات المتحدة عن وجهها الحقيقي وموقفها الرسمي من الثورة السورية ومخرجات الحل السياسي في سورية من خلال تفجير قنبلتين اعلاميتين بواسطة مدير المخابرات المركزية الأميركية جون برينان الذي أكد على أن واشنطن لا تريد انهيار السلطة في سورية كي لا يترك المجال للمنظمات التي توصف بالمتطرفة بالاستيلاء على مؤسسات الدولة، ومن خلال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي صرح لشبكة CBS الإخبارية إن على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقد جاء تصريح الوزير كيري لينقض وينسف مقولة الولايات المتحدة الشهيرة التي ما انفك يرددها الرئيس باراك أوباما : " إن الأسد فقد شرعيته ويجب عليه أن يرحل " ويبدو من خلال هذين التصريحين الموقف الحقيقي الواضح والسافر من مكانة النظام لدى الولايات المتحدة وحرص الإدارة الأميركية على بقائه واستمراره بالسلطة، ولكن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي حاولت تدارك الأمر و" ترقيع " تصريح الوزير جون كيري عندما أكدت أن السياسة الأميركية لم تتغير، وبحكم الضرورة لا بد أن يكون ممثلو نظام الأسد جزءاً من عملية الحل السياسي وليس الأسد الذي فقد الشرعية.
وقد دفع تصريح الوزير جون كيري " الغزلي " بشار الأسد إلى الرد قائلاً : " إننا نسمع تصريحاتهم باستمرار ولكننا ننتظر تحركاتهم " .
ومن الجدير بالذكر والإشارة أن تصريح الوزير الأميركي جون كيري قد أثار ردود فعل لدى أصدقاء الولايات المتحدة لأنه يعد تغيراً في السياسة الخارجية الأميركية تجاه الموقف من النظام الأسدي لاسيما لدى بريطانيا وفرنسا وتركيا إذ أكدوا على أن الأسد ليس له مكان في مستقبل سورية، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل، وأن المشكلات الحالية هو سببها.
وربما يبدو من هذه المواقف الرسمية المعارضة لتصريح الوزير الأميركي جون كيري قد جاءت كي لا يفقدوا كل مصداقيتهم السياسية أمام شعوبهم حصراً، وربما تبادل أدوار سياسية ولاسيما أن دول الاتحاد الأوربي بخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا هي صدى للسياسة الخارجية الأميركية، أما تركيا فهي تؤدي دوراً وظيفياً بالاستراتيجية الأميركية .
أما المفارقة العجيبة فقد كانت في مواقف خرجت من الائتلاف المعارض حيث ظهر بعض أعضائه وكأنهم محامون للشيطان، فتعليقاً على التصريحات المريبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري التي يبدو فيها بوادر تحول في الموقف العلني الواضح من بقاء واستمرار نظام الأسد بالسلطة ولكن على الرغم من ذلك فقد عد نائب رئيس الائتلاف هشام مروة على أن الحديث عن مفاوضات محتملة بين الولايات المتحدة والأسد ليست مقلقة، وأعلن سفير الائتلاف في باريس منذر ماخوس أنه لا يرى في تصريحات وزير الخارجية الأميركي تراجعاً عن موقف واشنطن المعلن بأن الأسد فقد شرعيته.
ويظهر جلياً من خلال هذين التصريحين غير المسؤولين أن الائتلاف لا يبدو ممثلاً لتطلعات الثورة السورية باسقاط النظام الأسدي، وإقامة النظام الديمقراطي بقدر ما هو أداة سياسية رخيصة بيد الآخر مكلفة بالقيام بهذا الدور وبخاصة محاولة الائتلاف تحويل كتائب الجيش الحر التي قاتلت النظام الطائفي إلى مرتزقة تقاتل داعش نيابة عن الولايات المتحدة بدلاً من إسقاط النظام الأقلوي الطائفي وهذه هي الخيانة الوطنية بعينها، وعذراً من الأفوه الأودي إذا قلنا : لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا " خوانهم " سادوا.
ولذلك نخاطب الشرفاء في الائتلاف أنه آن الآوان للمعارضة السورية وهيئاتها السياسية من التخلص من هؤلاء " الخونة " من خلال تحويل أنفسهم إلى لجنة تحضيرية تدعو إلى مؤتمر وطني عام جامع يكون أعضاؤه يمثلون الطيف السياسي والثوري حيث تفرز كل محافظة عشرة أشخاص من أصحاب الاختصاص، والدراية، ومشهود لهم بالوطنية والنزاهة ينتخبون من قبل نشطاء الثورة وأبنائها الحقيقيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليكونوا ممثلين للثورة وتطلعاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة