الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرائب في تصرفات المسؤولين العراقيين!

عزيز الحاج

2005 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أثار بعض الكتاب العراقيين، كان آخرهم على ما نعلم الأستاذ مالوم أبو رغيف، موضوع التزاحم التنافسي بين كبار المسؤولين العراقيين. كان مقاله الأخير حول الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء إلى نيويورك ومعه وفد "فضائي" ضخم، وذلك رغم وجود الرئيس العراقي هناك منذ افتتاح القمة الدولية وإلقائه خطابا هاما باسم العراق من المنبر الدولي!
إن الذي نعرفه من التقاليد الدبلوماسية هو أن يعرف مسؤول كل دولة صلاحياته والمناسبة التي يزور فيها بلدا ما أو مؤتمرا ما. فإن كان مؤتمرا للقمة فالمفترض حضور رئيس الدولة، وإن كان اجتماعا لرؤساء الوزراء حضر رئيس الوزراء، أو مؤتمرا لوزراء الخارجية فوزير الخارجية. كما نعلم أن لرئيس الجمهورية العراقية ولهيئة الرئاسة واجبات وصلاحيات هامة رغم أن الصلاحيات التنفيذية هي لرئيس الوزراء. فالعراق ليس بريطانيا مثلا حيث الملكة مجرد رمز، كما ليس فرنسا حيث لرئيس الجمهورية صلاحيات واسعة وكبرى. إذن فما تفسير هذا السفر المسافر لرئيس الوزراء العراقي تاركا البلد في كبريات المشاكل، أو كما يقول مالوم أبو رغيف في مقاله يوم أمس 16 منه "تاركا وراءه بلدا محطما ينقصه الامن والأمان، وأبسط الاحتياجات الإنسانية؛ بلدا ينخر فيه الفساد الإداري والفساد المالي واختراقات البعثيين، فاستقل بساط الريح دون أي اعتبار للوضع المتأزم والحاجة الحرجة التي تتطلب إشرافا مباشرا من رئيس الحكومة بصفته القائد العام للقوات المسلحة ودون أي اعتبار لآلام الناس وأحزانهم؟"
لا أريد مناقشة تفسير أبي رغيف حيث ينسب الامر إلى "غيرة الجعفري من مام جلال.. فإن ذهب مام جلال لحقه الجعفري، وإن صرح مام جلال عاجله الجعفري بتصريح معاكس، وإن قال مام جلال قال الجعفري شيئا آخر، وإن عقد مام جلال مؤتمر صحفيا سارع الجعفري لعقد مؤتمر لا تقتضيه مناسبة ولا حدث." أجل، أترك التفسير الذي يطرحه الكاتب. ولكن أليس من الغرائب أنه حتى في مناسبة بروتوكولية كحضور تشييع الملك السعودي الراحل، فإن الجعفري سرعان ما لحق برئيس الجمهورية وفي طائرة خاصة، مع أن التشييع كان لرئيس دولة لا لرئيس وزراء؟ والأغرب أن يطير بعدهما السيد الحكيم مع أنه لا يشغل منصبا حكوميا! هل من تفسير آخر مقبول غير التنافس الشخصي والحزبي على أعلى المستويات مع أن هذا لا يجوز لحكومة تحترم قواعد الحكم وأصوله؟! وكيف يمكن القبول بسفرات لا داعي لها وكل مسؤول يستقل طائرة خاصة مع أن ذلك يكلف الدولة الملايين؟
ويبقى الاتفاق مع الكاتب مالوم على تقدير الأداء الباهر لرئيس الجمهورية وتصرفه كرئيس للعراقيين جميعا، وكرجل تعلم من الخبر المتراكمة الطويلة الشخصية والمحلية والدولية، ولديه قدرات كبيرة في التعامل السياسي والدبلوماسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟