الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (وطن خرافي، انحناء، عزلة الحب)

نهار حسب الله

2015 / 3 / 17
الادب والفن


وطن خرافي

ولدتُ بأرض غير أرضي، وعرفتُ مؤخراً ان جغرافيا الكون لا تحتمل وجودي..
أرغمتني الغربة على مصاحبة السفر.. فأدمتُ التنقل برفقة همومي الى المجهول من البلدان..
كانت علاقاتي بالامكنة أكبر من ان تُختزل في مساحة الذاكرة التي يوفرها العقل البشري، مما دعاني الى تحويل جزء منها الى صور ومذكرات تخزن في وطني المتنقل ، حقيبتي التي لا اجد نفسي من دونها..
ولدتُ معدماً ومن البديهي انني لم أعرف معنى الثراء.. غير ان احساسي كان يصنع مني ملكاً لزماني، ويوحي لي بأني امتلك أوطاناً متعددة في أرجاء الارض كلها.. بيوت لا توفر الاقامة والاستقرار فيها إلا ساعات قليلة، عالم لا يصلح إلا للانتظار..
بيوتي تلك كانت تتشابه كلها على الرغم من اختلاف مساحاتها وألوانها، والطراز المعماري الذي صممت به، فكلها كانت بالنتيجة النهائية صالات انتظار المسافرين..
الغريب في تلك الصالات ان كل ما فيها متشابه، مضيفات الطائرات متشابهات بزيهن وبابتساماتهن الآلية، الطائرات والتذاكر، وجوه المسافرين، تعابير القلق من حولي، حتى الحقائب كلها متشابهة إلا حقيبتي المحشوة بالذكريات كانت تبدو مميزة، مثلي تماماً، أنا الضائع ، اليائس من البحث عن وطن خرافي اسمه السلام..

انحناء

بعدما عصفت بوجهه أمواج الحزن، لم يجد سبيلاً لتفريغ الألم الداخلي الذي يجتاح روحه؛ إلا الصراخ بوجهي أنا صديقه الأوحد:
- لو كان لك عينان لأدركتَ تعبي.. تعب قديم متراكم في عظامي..
عبارة نقلتني بعيداً عن براكين غضبه وآلامه، وأحالت وجودي الى علامة استفهام..
- وهل لديك عظام؟
خَمد حريقه وبهتت تعابير وجهه مع سؤالي وأضاف استفهامات عديدة على استفهامي... واستنتج إجابة نهائية، اتعبني تفسيرها حتى اللحظة.
- يستحيل ان يكون سؤالك منطقياً، ويصعب التشكيك في علم الاحياء، ولكن ربما نكون بالفعل كائنات لافقرية نحن المدمنون على الانحناء!.

عزلة الحب

كنتُ أسمع صدى أنينه يصفع روحي ويجتاح حواسي كأمواج هائجة..
حاولتُ ان أتبع خطاه التي لم تترك خلفها سوى بقايا دموع ساخة رسمت خلفها برك من آلام الوحشة..
تمنيت اللحاق به، التشبث بظله.. غير أني كنتُ مثقلاً بأغلال الخوف والتطرف..
كان قد أتخذ قرار الرحيل عني وعن بلد لا يحبذ الاحتفاء به ولو بعيد ميلاده، لا بل يستنكر ذكره، يكفره ويكفر الداعين إليه..
غاب، أو نفي ولم يبقى منه سوى كلمات من دون إحساس..
هجرنا.. او هجرناه لنعيش حياة مجردة من الحب والأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى