الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد المحسن الكاظمي وظاهرة ارتجاله للشعر

ماجد عزيز الحبيب

2015 / 3 / 17
الادب والفن



عبد المحسن الكاظمي وظاهرة ارتجاله للشعر

ولد ابو المكارم عبد المحسن بن محمد بن علي في مدينة الكاظميه ومنها اخذ نسبه,ينتهي نسبهُ لأبيهِ الى قبيله نخع اليمانيه وينتهي نسبهُ لأمهِ للشريف الرضي.كان ابوه يعمل بالتجاره ومستواهم المعيشي جيد بعض الشئ,اراد ه والده ان يعمل معه بتجاره جلود الاغنام ولكن ابا المكارم رفض ذلك لانهُ كان مولعاً بالادب والشعرِ,فحفظ الكثير من القصائد والاف من ابيات الشعر وهو لم يتجاوز مرحلة الصبا,وبعدَ بلوغهِ اتصل بجمال الدين الافغاني حينَ كان الاخير بزياره الى العراقِ ولكن بعضاً من الناسِ اتهموهُ بالعمالةِ والتجسس مما اضطرهُ الى السفرِ الى الخارجِ خوفاًً من بطشِ السلطان لهُ,اضطرت عائلته بعدَ ان اضطربت امورهم الماليه الى التوجهِ الى الادبِ والثقافهِ والمعرفهِ فبرعوا بها وأبدعوا في هذا المجالِ اكثر من المجالِ الاقتصادي فمنهم محمد حسن الذي كان من مؤسسي الحركه النهضويه في مدينهِ الكاظميه والشيخ احمد الذي كان شاعراًً والاخر هو ابو المكارم عبد المحسن الكاظمي.تميزَ شعر عبد المحسن الكاظمي بالسلاسهِ ووصوله المتذوق بكل سهوله,لا يحتاج الكاظمي في اقحامِ شعرهِ بالكلماتِ الثقيله لانه كانَ يعرف الى من يوجه شعره.سافرَ ابو المكارم ونتيجه للظروفِ السياسيه وخوفه من البطشِ ومضايقهِ الحكومه له فقررَ السفر الى ايران مكثَ بعض الوقت هناك وعادَ ثانيه الى العراق ثمَ عادَ الى ايران مرة اخرى ومن ايران توجه الى الهندِ ومكثَ بها فترة من الزمنِ ثم توجه الى مصر واستقرَ فيها.نتيجه للظروفِ الماديهِ الصعبه التي عاشها الكاظمي في مصر تدهورت حالته الصحيه حتى كادَ ان يفقد كل بصره بصورةِِ تامه ,ولكن هذا لم يمنعه من مواصله مشواره الابداعي في الشعرِ.كان الكاظمي متأثراًً بدرجةِِ كبيره بالشعرِ القديم مما ولدَ عندهُ عذوبة ورقة في المعاني والفصاحه.اخذَ عبد المحسن الثقافه والادب من بيئات مختلفه كالفارسيهِ والهنديهِ اضافه الى ثقافتهِ العربيه فنشأ شاعراًً مجيداً ولغوياً كبيرا.عرفَ عن عبد المحسن الكاظمي بأرتجاله الشعر ولم يجيد هذهِ الظاهره الا شعراء الجاهليه فقد ابدعَ الكاظمي واجادَ بها حتى عرف عنهُ بشاعرِ الارتجال,علماًً ان الكثير لا يعترفوا بموهبة الكاظمي هذهِ ويعدوها نوعاًً من المبالغهِ والخيال فكيفَ بشاعرِِ ان يرتجل مئات الابيات المحبوكه وزناًً ومعنى دونَ توقف, هذا كذب وشئ لا يصدق ,ولكن الكاظمي دائماًً يرد عليهم بقصائد ارتجاليه لم يُحضر لها مسبقاً وعلى سبيل المثال انهُ دعيَ الى حفلِِ لتكريم احد الشعراء واذ يفاجئ الكاظمي بعريف الحفل يقول معكم شاعر العراق الكبير عبد المحسن الكاظمي فما كانَ من الشاعر الكبير الا ان نهضَ ووقفَ امام المنصه وهو يتكز على عصاه وقال لعريفِ الحفل انني شاعر العرب والعروبه اولاً وثانياً انا عراقي فالعروبه اشمل يا سيدي,بعدها ارتجل قصيده العصماء سيروا بنا والتي في نهايه مقالنا هذا سنكتبها لكم لتروا عظمه هذا الصرح الكبير.هناك قصه ثانيه وهي حين قدوم رئيس وزراء العراق جعفر العسكري الى مصر قاموا العراقيين المتواجدين في مصر بحفلةِِ لتكريم هذه الشخصيه فدعوا الى الحفلِ شاعرنا الكبير الكاظمي ولم يكن الكاظمي مستعد لألقاءِ قصيده او كلمه وفاجئهُ الضيوف فوقفَ امام َالحضور وانشدَ قصيده مطلعها يراع العلا هل انتَ ادهى وابصرُ ام السيف ارسى منكَ قلباًً واحسرُ .نرى في جميع قصائد الكاظمي صدق المشاعر والعاطفه وقوه السبك اللغوي أضافه الى السلاسه والسهوله في ايصالِ المعنى للمتلقي والمتذوق.شعرُ الكاظمي كما وصفهُ الكثير كالذهبِِ المصفى لا يفقد بريقه ولمعانه وقيمته ابداً.ان الكاظمي عباره عن مدرسةِِ شعريه بحد ذاتها في الشعرِ العربي.احب شاعرنا وطنه العراق واحبَ بلاد العرب قاطبه واعطى دروساً في التضحيهِ والفداء واكرامه في حب البلدان.مدحهُ الكثير من عباقرةِ عصره واشادوا بقدرته على الارتجالِ منهم الكاتب الكبير عباس محمود العقاد وهو المعروف بقسوتِه وشحتِه في اطلاقِ كلماتِ الاطراء والاعجابِ والمديح وأكد العقاد حقيقة ارتجال الكاظمي للشعرِ هذه هي سهولته المقرونه بالجزالهِ,وهذا هو ارتجالهُ المعصوم من الارتجال فهو ينظم كمن يتحدث على مهلِِ.كما شهدَ لهُ شيخ الازهر الشيخ مصطفى عبد الرزاق كذلك كتبَ فيهِ سليم سركيس صاحب مجله سركيس وصديقه واحد المقربين للكاظمي ظاهرة ارتجال الكاظمي للشعر,كذلك كتبَ الاستاذ خير الدين الزركلي الاديب والباحث وصاحب موسوعه الاعلام وهو من اصدقاء الشاعر واكد ظاهره الارتجال لدى الكاظمي,اما الشاعر الكبير محمد مهدي البصير فقال ان المكذبين لهذه الظاهره معذورون ومخطئون لان ارتجال مئات الابيات من الشعر الجيد امر لا يصدقه العقل وهذهِ حقيقه اي ان البصير شككَ في ظاهرهِ الكاظمي بأرتجالهِ الشعر.ورغم كل الذي ذُكر فيبقى الكاظمي علامة مميزه في تاريخ الشعر العربي وظاهرة ارتجاله ظاهره مؤكده للكثير ممن عاصروا هذا الصرح الكبير.من قصائدهِ العصماء التي تغنت بحبِ الوطن والتضحيه والفداء في سبيله هي قصيده سيروا بنا التي كان لها دوياًً كبيراًً في الشارع العربي .
سيــروا بنــا عنقــــا وشــدا سيــري بنـا ممــى ومغـــدى
سيـروا فيــرادى أو ثنـــــى والجمـــع للغايــات أجـــدى
لا يقعــــدن بعــــــــزمنا يومــا يرينــا الهـــزل جــدا
ولئــن تخلــــف مـــن تخــ ــف واستحــال القـــرب بعـدا
فالسيــف يقطــع في يـــــدي بطـــل وإن شكــل الفــــرندا
سيـــروا نؤلـــف شملهــــا ونعيــدها عقـــدا فعقـــــدا
وإن كــان حــرب فابتنـــــوا لي فــي بطـون الصبــر لحـدا
أو كــان سلــم فاجعلــــــوا ذاك الثــرى عينـــا وخــــدا
تاللـه لا أرضى الحـــيـــــا ة لديهــا الحـســـــف وردا
أيــروق لي عيــــــش أرى فيــه الكريـــم الحــر عبـــدا
وإذا نظـــرت إلـى الهــــــوا ن رأيت طعــم المـوت شهـــدا
إن لــم تكــن تجـــدي الحيــا ة بعــزها فالمــــوت أجـــدى
أنا لـــم أكـــن للمجــــد إن لــم أبتني للمجــــد مجــــدا
نفسي ومـــا ملكـــت يــــدي لك يــا حبيـــب النفـــس تهدى
أوطاننـــــا أرواحنـــــــا بــل إنمــا بالــــروح تفــدى
أو يستعــــاض بنـــــــدها مــــن ذا رأى للــــروح ندا
أبـــدا نطالـــب بالحقـــــو ق حقوقنـــــا أو تستـــــردا
أبـــدا نــــذب عنـــن الحمى ونـــرد عنهـــا المستبـــــدا
سيـــروا نذهـــب عــن الحمى ونصــــد عنـــا المستبــــدا
نحمـــي حمــى أوطاننـــــا ونصونهـــا غـــورا ونجـــدا
أبــدا نجاهــــد دونهـــــا ونكافــح الخصــم الألــــــدا
ونــرد عنهــا مـــن عنـــدا ظلمـــا عليهـــا أو تعــــدى

ماجد عزيز الحبيب

السويد
20150317
__._,_.___








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا