الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا منهج التكفير مُدعي التسنن، ومنهج التكفير مُدعي التشيع.

احمد محمد الدراجي

2015 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا يقتصر المشروع الصهيوني على إقامة دولة يهودية في فلسطين ، بل يشمل إضعاف المحيط العربي والإسلامي، وتجزئته وتفتيته وإبقائه في دوامة الاقتتال والتخلف والتبعية، لأن اليهود يعتقدون أن قيام دولتهم وبقاءها يتوقف على تمزيق امة العرب والإسلام ، ومن هنا تنطلق إسرائيل ويدها الضاربة أمريكا وحلفاؤها في مخططاتها الرامية إلى تحقيق حلم اليهود، القائم على أنقاض وركام تقطيع الوطن العربي وتمزيقه، ومن اخطر المشاريع التي تهدف إلى تحقيق حلم اليهود هو المشروع الذي اقترحه المؤرخ الصهيوني الأميركي الشهير "برنارد لويس" ونشرته مجلة "إكسكيوتف إنتلجنت ريسرش بروجكت" (التي تصدرها وزارة الدفاع الأميركية) في يونيو/حزيران سنة 2003، والتي اقترح فيها تقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة إثنية ومذهبية لحماية المصالح الأميركية وإسرائيل. ويتضمن المخطط تجزئة العراق إلى ثلاث دويلات، وسوريا إلى ثلاث، والأردن إلى دويلتين، ولبنان إلى خمس دويلات، وتجزئة السعودية إلى دويلات عدة... إلخ، ويرى برنارد لويس أن كل الكيانات ستشلّها الخلافات الطائفية والمذهبية، والصراع على النفط والمياه والحدود والحكم، وهذا ما سيضمن تفوّق إسرائيل في الخمسين سنة القادمة على الأقل.
إثارة الفتن والاقتتال والحروب والصراعات هي مادة إسرائيل وموؤنتها لتقطيع محيطنا العربي لتحقيق حلمها، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تأجيج وتحريك وتفعيل وتركيز العوامل والأسباب التي تعمل على إشعال نيران الفتن والاقتتال، ولعل من ابرز واهم واخطر واشد تلك الأسباب والعوامل هو إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وتركيزها وتعميقها وإشاعة ثقافة التطرف والتكفير لأنها زيت نار الاقتتال فضلا عن القمع والتهميش والإقصاء وهذا بدوره سيدفع على اقل تقدير إلى التقسيم والانفصال تحت عنواين الأقلمة او الفدرلة.
امتنا العربية تعيش اليوم اخطر مرحلة في تاريخها، تهدد وجودها وتاريخها وحضارتها وحاضرها ومستقبلها، تعوم في بحر هائج من الفتن والحروب والاقتتال والصراعات الداخلية الممنهجة والمبرمجة والموجهة ، بعد أن وقعت في فخ قوى التكفير والتطرف والعنف الذي تقمصت رداء الدين والمذهب،وهما منها براء.
خطان تكفيريان مرقا عن الدين لا يفقهان إلا ثقافة التكفير والقتل والقمع وإثارة الفتن، خطٌ تكفيري يدعي التسنن، وخطٌ تكفيري يدعي التشيع والتسنن والتشيع منهما براء، هذا ينفث سمومه ويكفر ويقتل ويهجر من هنا، وذاك ينفث سمومه ويكفر ويقتل ويهجر من هناك، وبين هذا وذاك الشعوب هي حطب النار.
هذان الخطان كان قد أشار ونبَّه إليهما، و حذر منهما، ومن مخاطرهما المهلكة على امة العرب والإسلام، بل على الإنسانية جمعاء، في خطاباته وبياناته ومحاضراته،المرجع العراقي الصرخي الحسني وكان آخرها، هو خطابه الذي وجهه للعرب في سياق الحوار الخاص الذي أجرته معه جريدة الشرق السعودية اليوم الثلاثاء 17- 3- 2015، حيث قال سماحته:
((لأبنائي وأعزائي الشعوب العربية أقول: احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة باسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته)).
رابط الحوار
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا