الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لست حاطب ماء
عبدالله مهتدي
2015 / 3 / 17الادب والفن
لست حاطب ماء
لست حاطب ماء
لكن النهر الذي اغتسلت
في غوره
يشبهني كثيرا
فأنا من هناك
من حجر
عفر سوالفه بالسراب
وأشهر عشقه للريح
لست حاطب ماء
لكن الغيم يشاكسني
كلما كان بيني والمجاز
فسحة
كتبت قصيدتي
أني متيم باستعارات الأسى
مثقل بندوب التيه
هل أنا غيمة
أم ومضة
أم أنا من أنا؟
لم تعد لي وحشة التذكر
صارت يدي
مشرعة في الريح
لم تعد غير المراثي
أسبكها مع البوح
فتأتيني القصيدة
حبلى بالغياب
هو هذا الفتى كنت
فتمهل
يا وجهي الكسيح
استبق خطو القصيدة
واسكب في الكأس تباريحك
كي أمدح خيط السراب
ثم أصقل من حجارة الليل
تماثيل مائية
هو هذا الفتى كنت
فماذا سأحمل في يدي ؟
كلما استوى الجرح مع العمر
انتصبت في نشيدي
خيمة الفقد
وأصغيت
إلى الحلم يقول لي :
هو ذاك الفتى كنت
لست حاطب ماء
لكن النهر نفسه
طوحتني أسراره
وهشمتني وصاياه
فعلمتني الريح
كيف أرثي خطاي
هكذا تلبسني القصيدة
أحزانها
فأبدو
مثل سائح
هشمه الحنين
أرى
كي لا يسرقني من القصيدة
صحوها
وكي يعلمني الصمت
كيف ألهو بالمجاز
ثم أغفو
كي لا تحرمني القصيدة
سهوها
هي صورتي
كما صقلتها أصابع اليتم
أبدو
وكأني أراوغ النسيان
أنظر وحيدا صوب الغياب
هشا
كسيحا
هي صورة عراف
أخطأ سبر غور نبوءاته
فاستوطنه الهذيان
لست حاطب ماء
فأنا أشبه كثيرا أبي في حزنه
أنا من أب
تعلم صيد الثعابين
حين سيق إلى حرب الهند الصينية
كان محاربا خجولا
مثقلا بالشرود
أنا امتداده الملوث بالأسى
وأنا توأم الوجع المتناسل
في عينيه
أنا من تلك اليدين الصلبتين
ومن ذاك العطش الحارق
إلى التيه
لكني لا أحب الصيد
وأمقت الحرب
أترك الفراشات تدب على راحتي
أتركها تحلق داخلي
وأحرسها من الريح
كي أتعلم الحلم
لست حاطب ماء
فأنا من وطن
يدمن النسيان
يخصب في جسدي الأحزان
أنا من قرية مسقوفة بالرماد
بابها الغيم
ونوافذها اقتلعتها الريح
أمقت حرفة الصيد
وأروض المعنى ما استطعت
لكن القصيدة تخذلني
ومضاتها
كلما هجرتني الخرافة
ألهو
بصقل الوجع بداخلي
لأصنع من ندوبه
شجر الحلم
يفتح لي الضوء
حقائبه السرية
وشمس البوح
وتسافر عبري الفراشات
إلى أحلامها
ولست حاطب ماء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه
.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان
.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو
.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف
.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول