الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قواتنا الأمنية وعنوان النصر

حسين علي الحمداني

2015 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في المعارك الحاسمة التي تتوقف على نتائجها مسميات كثيرة أبرزها هوية الوطن والشعب وتاريخه وحضارته ، يصبح من الواجب أن يقف الجميع مع الجيش بمختلف تشكيلاته ويدعمه بكل أنواع الدعم وهذا ما حصل في التاريخ مرات عديدة سواء الحربين العالمتين الأولى والثانية والتي عكست صورا كبيرة بهذا المعنى،أو حتى حروب العرب مع الكيان الصهيوني والدعم الكبير الذي تلقته الجيوش العربية إثناء الحرب وبعدها.
وفي معركتنا التي نخوضها مع الإرهاب القادم إلينا من خلف الحدود،لم يكن جيشنا وقواتنا المسلحة لوحدها تقاتل بل أصطف الشعب معها بشكل كبير جدا،وهذا نابع من إن الشعب العراقي يدرك جيدا بأن القوات المسلحة العراقية هي صمام من صمامات أمان البلد وإنها وليدة لحظة التغير وجزء مهم من مؤسسات العراق الجديد القائم على الشراكة في الوطن الذي تبلور بشكل كبير جدا في المعارك الأخيرة والتي كشفت مدى التلاحم الشعبي بين القوات المسلحة والمجتمع العراقي الذي لم يتركها تقاتل وحدها بل كانت هنالك آلاف المتطوعين الذين لبوا نداء الواجب الشرعي والوطني في التطوع من أجل الدفاع عن المقدس الأكبر لدينا جميعا وهو العراق.
والدعم والتأييد الذي علينا أن نقدمه للقوات العراقية ومن معها من الشرفاء لا يتوقف عند حد معين ولا يمكن أن يكون مجرد واجب لمرة واحدة، بقدر ما إنه يحتاج لاستمرارية ، لأن معركتنا مع الإرهاب مستمرة حتى النصر النهائي بعون الله ،وإن هذا النصر قريب إن شاء الله.
القوات العسكرية تحتاج لدعم معنوي كبير وهذا يعني أن تأخذ وسائل الإعلام دورها بشكل أكبر وأن تكون سندا قويا لهذا الجيش،والإعلام الوطني العراقي كان أكثر من رائع في الأشهر الأخيرة ومنح المتلقي العراقي فرصة أن يتابع مجريات المعارك مع "داعش" لحظة بلحظة دون أن يفكر العراقي بمتابعة الأخبار من قنوات عربية وأجنبية ،وبهذا فإن الإعلام الوطني الشريف تمكن من أن يشكل حشدا إعلاميا متميزا ضد الإرهاب ولمسنا بوضوح دور شبكة الإعلام العراقية في المعركة والتضحيات الكبيرة التي قدمتها وهذا ما يعكس صورة مهمة من صور التلاحم ما بين الإعلام والقوات المسلحة العراقية.
والقوات العراقية سواء كانت من الجيش أو متطوعي الحشد الشعبي تحتاج للدعم المادي من أجل إدامة النصر على المعتدين ،والجميع يعرف بأن هنالك أزمة اقتصادية تعيشها أغلب الدول المصدرة للنفط وليس العراق فقط، ومع هذا فإن خير العراق وفير وعلى جميع المنظمات والنقابات المهنية أن تكون داعمة كبيرة للجهد العسكري العراقي من خلال فتح حسابات التبرع دعما للمعركة، وهذا الأسلوب هو أحد الروابط القوية التي تسعى الكثير من الدول إليها في حالات الحروب ،وهي عادة ما تكون مبادرات تتبناها نقابات وفعاليات مجتمع مدني وغيرها وكنت أتمنى منذ وقت مبكر من حربنا ضد "داعش" أن تبادر نقاباتنا مثل نقابة المعلمين والأطباء والمهندسين وغيرها وتحث منتسبيها بشكل طوعي لدعم القوات المسلحة، رغم إن المرجعية الدينية حثت الشعب على دعم القوات المسلحة .
وكذلك فإن أكبر دعم يمكن أن يقدم للقوات المسلحة العراقية وجميع المقاتلين تتمثل بأن تركن القوى السياسية الملفات الكثيرة التي ظلت محل عدم توافق عليها في السنوات الماضية وإن تنصب جهودها التشريعية والتنفيذية في خدمة معركتنا مع الإرهاب وإظهار الموقف الوطني إزاء ما يجري موحدا سواء في السياسة الخارجية للعراق أو علاقاته مع مختلف الدول ،وكذلك أن تدعم كافة القوى السياسية حكومة الدكتور حيدر العبادي بما يتناسب وحجم التحديات التي نواجهها جميعا كشعب وحكومة وقوى سياسية.
إذن هي مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع وكل من موقعه وآلياته وإمكانياته وبالتأكيد فإن الحصة الأكبر التي يجب أن تكون حاضرة في الدعم هي من نصيب المواطن العراقي الذي تقع عليه مسؤوليات كثيرة أبرزها إنه يشكل العمق الكبير للمقاتل العراقي الذي يستمد قوته وعطاءه من قوة المجتمع وتماسكه في هذه المرحلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى