الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحتل العراق ومن يحرره امريكا ام ايران ام العرب

عبد الستار الكعبي

2015 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



كثرت في الايام الماضية التصريحات والبيانات الدولية والاقليمية المنددة بما تسميه (التدخل الايراني بالشان العراقي) ومع ان هذه التصريحات ليست جديدة في الموضوع وليست وليدة الاحداث الاخيرة في العراق الا انها تركزت بعد ان انقلبت الموازين وبدا العراق باستعادة سيطرته تدريجيا على المناطق التي احتلتها داعش بعد حزيران من العام الماضي والتي حصلت بعد الدعم اللوجستي والفتوائي والميداني الامريكي العربي الاسرائيلي المشترك كل حسب دوره للمجاميع الارهابية ذات الاصول الاسلامية السلفية بتشكيل تنظيم داعش في صورته الاخيرة بعد عدة مراحل وتبدلات حسب الحاجة والهدف وشاركهم بشكل كبير اعداء العراق وسوريا وخاصة الجارة التاريخية تركيا ذات الاطماع الاستعمارية والشخصية الاردوغانية ومن جهة اخرى وعلى نفس الخط تاتي الانتقادات المتكررة للحشد الشعبي على بعض الممارسات الخاطئة التي ترتكب هنا وهناك ويضخمها الاعلام المغرض ويعدها منهجا متبعا وما هي كذلك باعتراف اهل المناطق المعنية ورافق هذه التصريحات والانتقادات على ارض العمليات تعمد الطائرات الامريكية القاء صواريخها وقنابلها على المقاومة الاسلامية العراقية والحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة في خطوط المواجهة الامامية من قتالهم ضد داعش يقابله القاء مساعدات غذائية وعسكرية لارهابيي داعش من طائرات تدعي امريكا انها مجهولة الهوية .
ومعلوم للجميع ان الحشد الشعبي يتلقى دعمه الرئيسي من ايران وانه القوة الضاربة التي اوقفت زحف الدواعش نحو بغداد من اجل القضاء على الوجود الشيعي بالدرجة الاساس وان الحشد الشعبي هو من اعاد للجيش معنوياته ودعم مواقفه القتالية وقلب المعادلة العسكرية بتحريره مدن مهمة مثل آمرلي وجرف النصر وغيرها وبدا يلاحق داعش في اهم مراكز تواجدها .
وبالتمعن في ما ذكرته والنظر فيه عميقا وبالربط بين مفاصله الثلاث استنكار دور ايران الداعم للعراق وانتقاد الحشد الشعبي المدعوم من ايران مع واقع ميداني يؤشر انكسار داعش اما القوات المشتركة العراقية فان العاقل يستشف بان التصريحات العربية الامريكية الاسرائيلية هي في حقيقتها دعم معنوي وسياسي لداعش ومحاولة للاساءة للانتصارات العراقية التي تحققها كتائب الحشد بشكل رئيسي مع قوات الجيش العراقي والشرطة الوطنية وهي عملية حسرة وبكاء على ما يحصل لداعش من تخاذل وهزيمة متخذين من دعم ايران الكبير للعراق حكومة وجيشا وحشدا شعبيا تبريرات يوهمون انفسهم بانها يمكن ان تغير الراي العام العراقي السني بالدرجة الاساس الذي هو مع الحشد قلبا وقالبا .
ان واقع الحال في ساحة العمليات العسكرية يبين ان الكثير من السياسيين الاحرار من اهل السنة ومعهم عدد كبير من العشائر العربية السنية في المناطق التي كانت تحتلها ومازالت داعش راضون بالدعم الايراني المباشر وغير المباشر لهم وان اخرين لم يصرحوا بالضد منه حتى وان لم يعلنوا رفضهم له لاعتبارات اقليمية وسياسية معروفة فالعشائر العربية والحكوميين الوطنيين في الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى يعرفون جيدا ان الحشد الشعبي يتلقى دعما ايرانيا بمختلف الصعد ومع ذلك يرحبون بهم بل يشاركون الحشد في قتاله ضد داعش من اجل تحرير المناطق (السنية) بينما يقف اخوتنا العرب موقفا تابعا لامريكا ومنفذا لمخططاتها في المنطقة وبشكل خاص ضرب التجربة الديمقراطية في العراق ومعاداة ايران الاسلامية الجارة لهم وهم من ادخل الارهابيين والقاعدة الى العراق وهم من ساهم بتشكيل داعش ودعمها فتوائيا وماليا وعسكريا فضلا عن كونهم من فتح اراضيهم واجواءهم ومياههم لدخول القوات الامريكية الى العراق .
بينما كان المنتظر من العرب ان يقفوا مع العراقيين بمختلف انتماءاتهم للدفاع عن البلد ضد الارهاب الداعشي ومن كان قبله ومن سياتي بعده من جهة الاخوة العربية والمصالح المشتركة والجوار الجغرافي والتداخل السكاني اضافة الى الانتماء الديني ولكن العربي مسلوبو الارادة والحرية في اتخاذا القرار وقفوا مع ما تريده منهم دول تعادي مصالح الشعب العراقي .
فاذا كانت امريكا وداعش تحتل العراق وخلفهم العرب ومهدت لهم السياسات الطائشة لصدام حسين ونظامه البعثي الدموي فان ايران تساعد العراق وبموافقته لتحريره وخاصة المناطق السنية من داعش . فمن اولى بان يكون الاقرب الى القلب العراقي
ولعلم العرب ومن معهم فان من يقوم بتحرير العراق حقا وفعلا هم اهله وابناؤه من الحشد الشعبي بالدرجة الاساس والقوات المسلحة البطلة والمقاتلين الاحرار من العشائر السنية المدعومين بشكل غير مباشر من ايران والذين يقف معهم السياسيين السنة الشرفاء ولن يفوتنا ان نذكر المشاركة الفاعلة لقوات البيشمركة الكردية العراقية والمجاميع المسلحة من المكونات الاخرى التي تشكلت بعد ان اعاد الحشد الشعبي فرح الانتصارات الى العراقيين .
اما من يسير يطريق مغاير لخط تحرير العراق من داعش واهلها فان مزابل التاريخ تستنكف ان تحتضنه .
عبد الستار الكعبي
بغداد - 14/3/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من جلب الاحتلال
حسن ( 2015 / 3 / 18 - 13:52 )
اخي الكريم عندما تتحدث عن الاحتلال الامريكي عليك ان لاتنسى من جلب الاحتلال اليس هذه الاحزاب التي تتحكم بالسلطه وبدعم مباشر من المعممين الذين قسموا العراق الى طوائف واثنيات.كما اججوا الصراع الطائفي من اجل السيطرة على البلاد والعباد. اما مايتعلق بدول الجوار وامريكا فكل يعمل من اجل مصالحه وهذا حقه ولكن السؤال ماذا نحن فاعلون هل نبقى نلقي اللوم على هذه الدوله اوتلك وننسى ان اس المشكله فينا كشعب انساق وراء ماتخطط له امريكا ودول الجوار فهذا يلقيااللوم على تركيا واخر على السعوية واخر على ايران فهؤلاء جميعا وغيرهم كثيرين يعملون من اجل مصالحهم ولا يهمهم مايحدث لنا ولبلدنا من دمار وخراب.اما مايسمى بالحشد الشعبي فما هو الا ذراع عسكري لهذه الاحزاب وخير مثال على ذلك العصائب وبدر وسرايا السلام على الجانب الشيعي وهناك تنظيمات مسلحه على الجانب السني وكذالك الكردي والتي ستعود لتقاتل بعضها البعض بعد الانتهاء من داعش وسنبقى ندور في هذه الحلق المفرغه من العنف والتى يدفع ثمنها هذا الشعب من قتل وتهجير.اخي الكريم لن يكون هناك حل في العراق الا بفصل الدين عن الدوله ومنع استخدام الدين لاغراض سياسيه وشك


2 - الاحتلال هو من جلب الاحتلال
عبد الستار الكعبي ( 2015 / 3 / 18 - 18:05 )
اخي الكريم حسن : الاحتلال لم تجلبه هذه الاحزاب انما هي جاءات مع الاحتلال والفرق بين .. الحالتين كبير نعم كل الدول تسعى لمصالحها ومصلحة الشعب العراقي ان يتحرر من داعش في الوقت الحاضر وبعدها لكل حادث حديث وعلينا ان نرحب بكل دعم من اجل تحقيق هذا الهدف /الحشد الشعبي حتى لو كان ذراعا للاحزاب فالمهم انه يحقق اهداف الشعب بالتحرر من داعش وعلينا ان نقدر ما يقوم به/ لايمكن فصل الدين عن الدولة وانا معك بمنع استخدام الدين لاغراض سياسية / شكرا لك مع اطيب تحياتي

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة