الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الدعوشة - تنتصر لنتانياهو ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


"الدعوشة " تنتصر لنتانياهو ..
رغم كل الخلافات بين الأحزاب الإسرائيلية المحسوبة على الوسط اليهودي ، سواء كانت صهيونية أو لا صهيونية (أحزاب دينية متزمتة ) ، إلا أنها تتفق على قاعدة واحدة وهي إستثناء الأحزاب العربية والمحسوبة على العرب ، كالجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة اليهودية – العربية ، إستثنائها من الشراكة في الإئتلاف الحكومي ( ولو عن طريق تحالف خارج صفوف الإئتلاف ) ، بحجة أنها أحزاب غير صهيونية . على هذا يتفق حزب العمل ، الليكود ، احزاب الوسط ، الاحزاب الدينية ، ولا حاجة طبعا للحديث عن حزب المستوطنين ..
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد "تجاوز" نتانياهو كل الخطوط الحمراء بالأمس ، وخصوصا أنه ما زال يشغل منصب رئيس الوزراء وسيبقى في هذا المنصب على ما يبدو ، لقد نَزَعَ عن نفسه "قناع " رئيس وزراء الجميع ، ومزّق "دولة المواطنة " إربا ، حينما خرج بالأمس ، وفي عزّ عملية التصويت ، مُحذّرا من كثافة التصويت لدى المواطنين العرب في إسرائيل ، إذ قال : " الناخبون العرب يحضرون (للتصويت ) بأعداد هائلة ......وهذا يُشكّل تهديدا لإستمرار حُكم اليمين " ، ودعا اليهود للتصويت في مقابل "المد العربي" ..!!
نتانياهو واليمين لا يرون في العرب "مواطنين " مُتساويي " الحقوق في دولة إسرائيل ، والتي هي دولة مدنية في جوهرها .. لذا تراهم لا يكفون عن التحريض على العرب .
وملاحظة خارجة عن سياق الموضوع ، لو تسّنى لليمين الإستيطاني أن يُنفذّ برنامجه السياسي الذي يقضي بوجود دولة واحدة ما بين النهر (نهر الأردن ) والبحر (المتوسط ) ، وهي دولة إسرائيل ، فكيف كانت ستكون لهجة نتانياهو ، حينما يرى كثافة تصويت الملايين من الفلسطينيين ..!!
وللمعلومة فقط ، فقد حصلت القائمة المُشتركة(العربية ) على 14 مقعدا في البرلمان ، وتحولت الى الكتلة الثالثة من الناحية العددية ، بعد الليكود والمعسكر الصهيوني . بينما تلقّى المُحرض الأكبر على العرب ، وزير الخارجية صفعة وبالكاد تجاوز نسبة الحسم . أما قائمة العنصري الفاشي "باروخ مارزل " فقد فشلت في تجاوز نسبة الحسم ..( وستكون لنا وقفة مع نتائج الإنتخابات الإسرائيلية )
وبعد أن "أعلنت " بعض وسائل الإعلام عن "موت " نتانياهو ، إلا أن هذا الإعلان جاء سابقا لأوانه ، فقد إستطاع نتانياهو أن يُثبتَ لكل من "نَعاهُ " بأنه حي يرزق .. ويخوض معركة حياته "السياسية "، طبعا بشراسة ، وفي هذه "المعركة " استخدم كل أنواع الأسلحة الفتاكة ، ووقف على رأس هذه المعركة وأدارها "الجنرال رُعب " ...!!
فنتانياهو "تَحدّى " الإدارة الأمريكية ، وألقى خطابا في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين ، رغما عن "معارضة " إدارة أوباما . وكانت حجته و"رسالته " هي محاربة النووي الإيراني الذي يُهدد بهولوكوست جديد ..!! مما زاد من رصيده في اوساط اليمين واوساط المترددين .
وقام ايضا بعملية "إنحراف " حاد نحو يمين الخارطة السياسية الإسرائيلية ، مُعلنا تخليه عن خطاب "بار- ايلان " ، وهو الخطاب المشهور الذي القاهُ نتانياهو في جامعة بار- ايلان وأعلن فيه عن قبوله بحل الدولتين...!! يعني اعلن القطيعة مع "مُفاوضات " السلام العبثية . وقال مُبرّرا تنازله عن حل الدولتين ، بأن الدولة الفلسطينية التي "ستقوم " ، ستكون على نهج وطريقة "الدولة الإسلامية الداعشية " ... وهو لا يقبل بأن "يُعرّض " دولة إسرائيل لخطر داعش ..وفظائعها التي يُشاهدها الإسرائيليون !!
الترهيب والرُعب كانا لُب دعاية نتانياهو الإنتخابية ، وأختصر الأمر بالمقولة التي ردّدها كثيرا : " الحياة أهمّ من جودة الحياة " ، جملةٌ تتجلى فيها الديماغوغيا في أبهى حُللها ..!!
لقد قال للفقراء الذين يتجاوز عددهم المليونيين ونيّف (حسب تقرير مؤسسة التأمين الوطني ) ، قال لهم إصبروا على الجوع لأننا نهتم بأن تبقوا أحياء فقط في هذه المرحلة ... بينما يزداد الجشع والخنزرة الرأسمالية وتزداد الطبقات الغنية غنى ويزداد الفقراء فقرا..
الخوف من داعش ومن النووي الإيراني الذي روّج له نتانياهو ، تغّلب على الأمل والتفاؤل في تغيير سياسي ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 18 - 09:05 )
تحية ومحبة
نكررالشكرعلى ما تنقله لنا من هناك البعيدة
كانت حامية وحاسمه وربما خطيرة جداً وملامح خطورتها تكمن في الاستخدام غيرالمقنن لكل الاسلحة بما فيها المحرمة دولياً وهذه في العرف العسكري تكون الفرصة الاخيرة للبقاء على قيد الحياة اواستمرارالمقاومة وهي مؤشريأس ستراتيجي
عندما وقف النتن ياهوليعلن انه كان يضحك على كل العالم بخصوص السلام ويعلن عن الغاء حل الدولتين فتح الباب على مصراعية لكل شئ وهي دعوة سيتلقفها الاخرللجوء الى اي شئ يمكن ان يقع بين يدية مهما كان مرفوض قبل تصريح النتن وهذه ستكون عبره للمستقبل واداة لغلق افواه كثيره من المعتدلين
الشئ الغريب هوفشل استطلاعات الرأي وربما تجاوزهذا الفشل للهامش المعروف في مثل هذه الامور فمن نعي الى تدفق حيوية وانتعاش.هل هناك اسباب في نظرك لذلك لطفاً؟
هل تحدية للادارة الامريكية يعني انه قرأ مجتمعه جيداً ولم يجازف في ذلك كما عكس الاعلام؟
كيف يكون هناك مليونين في اوتحت خط الفقر ومعدل الدخل بحدود 33 الف دولارسنويا.اليس في ذلك ما هو مبهم ومقبول من هؤلاء الفقراء الراضين بهذا الفرق الهائل بينهم وبين غيرهم
وهم يشكلون ربما اكثر من ربع السكان
اكرر الشكر


2 - الزميل عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 18 - 11:19 )
تحياتي وفائق احترامي
أنوي تخصيص مقاله لقراءة نتائج الانتخابات وكيف ينجح اليمين كل مرة في الحصول على أصوات الفقراء ، رغم ان سياسات اليمين تفقرهم أكثر واكثر .
لك مودتي والى لقاء

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات