الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزرقاوي وفتوى الموت ضد الشيعة العراقيين تاريخ لم يقرأ

طلال شاكر

2005 / 9 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


عندما اصدر رجل الدم والموت الزرقاوي فتوى اباددة الشيعة العراقيين وقتلهم ،تصرف كأي طاغية مغرور اعماه حقده وضغينته وقسوته، فكورها في مرسوم ارهابي يستحل(الذبح الحلال للشيعة) كفتوى استعارها من اختلاطات وغلو عقيدة ناقمة بنزعة تأويلاتها المنفرة ومنطوقها التكفيري التي ينتمي اليها وتنتمي اليه كمنظومة وملاذ يستهدى به هذا المتوحش في غربته ونأيه عن كل ماهوانساني وحضاري. هذا الارهابي المتعطش للدماء الذي لايعرف الرحمة باستدلالاتها الدينية الصحيحة ولا معنى الاخر ولامعنى الاختلاف ولايملك فكراً يستعين به ليجادل من اختلف معه اوهداية ينشرها نحو من وجده (ضالاً) فهو ومن معه لايملك الا لغة الاستئصال والقسوة والارهاب المفتوح, لانه لايعرف سوى حرفة شحذ السكاكين والسيوف وقطع الرقاب ليواجه بها عراقيين يكلله تعصب مكشوف يسيل منه الغلووالحقد ، نعم انه يواجه عراقيين من كل الاجناس عرباً وكرداً وتركماناً، ومن كل اللاًنتماءات الفكرية والسياسية من متدينين علمانيين ويساريين، محافظين، دهريين نساءً ورجالاً يتوزعون على قبائل عربية وكردية وتركمانية يترابطون بوشائج وعلاقات ومصاهرات وقرابات مع سنة عرب وسنة اكراد وتركمان وعملية اكتشافهم سهلة جداً فهم منتشرون في كل انحاء العراق وفي كل مدينة وقرية ويمتلكون عنوانا واحداً وهوية واحدة انهم عراقيون. وفي غمرة القسوة والحقد نسى الزرقاوي ومن يقف معه اويراهن عليه لعنة التاريخ ونسى عبرها ونسى دروسها،ولااظنه قرأ التاريخ ومن معه قراءة صحيحة، وأذا قرأوه فأنهم لم يفهموه او ارادوا ان لايفهموه، وهذه هي عقدة المتعصبين والمتجبرين والمتوهمين،اذاكان يعتقد الزرقاوي والطائفيون التكفيريون والذين يقفون وراءهم، بان الشيعة العراقيين عدد ينبغي اختزال اصفاره وكسوره بأ ستأصاله وتحجيمه بمعادلات الموت والتدمير المفتوح ليحيلوه بعد ذلك الى عدد صحيح بمفهوم السياسة ومقتضيات اهدافهم،فسيحصدون نتائج لاتستقيم مع معادلات الحياة وتطورها. وعندما اتعرض لهذا الموضوع الحساس بتداعياته الراهنة وابعاده المختلفة،فاني احرص ان لايفهمني البعض خطاًً اوتذهب به الظنون بعيداً خارج مقتضيات المعالجة الموضوعية التي انشدها وكم كنت اتمنى ان لاتضعني الاحتدامات الحالية في قسرية المفاهيم في والمصطلحات التي لااريد استخدامها كسنة وشيعة في تعابيرها ومدلولاتها المختلفة على اية حال، فموضوع كهذا يبقى يحمل استثنائيته وبعده المصيري واي موقف متهاون منه سيجعل العراق في مهب الريح واي معالجعة سياسية لاتحمل مقتضيات عدالتها ومسوؤليتها ستذكي نزعات التطرف الكامنة عند كل الاطراف. من هذا المنطلق اقول ان خفة المتطرفين التكفيريين وسطحيتهم وقراءتهم الخاطئة للتاريخ وسجاله، سيضعهم في غمرة استنتاجات غارقة في وحل التطرف واندفاعاته النزقة. ان وضع ابادة الشيعة العراقيين وتكفيرهم في ذمة عنوان همجي اسمه الزرقاوي،كما يحاول ويسعى اليه الطائفيون التكفيريون كاستظلال يلوذون به في قرائتهم الخاطئة هذه، من خلال مرواغة ومخاتلة سياسية مكشوفة تراهن على تراكم الموت والدمار ضد العراقيين لايصالهم الى حافة اليأس والاستسلام لفرض اجندة طائفية سياسية عبر عناوين ارهابية مختلفة، ومن بينها هذا العنوان الاستئصالي الذي ظن به جهلة القراءة الصحيحة للتاريخ بامكانية تحقيق مأربهم من خلاله. تاريخياً تعرض العراقيون الشيعة الى سلسلة منظمة من القمع والعزل والملاحقة تفاوتت حسب الزمن والحاكم , ولااريد الدخول الى عقد التاريخ وتفاصيله بما يغطي موضوعة الشيعة وتاريخهم الدامي وماتعرضوا له من ظلم واضطهاد
واقصاء وتشويه، فهو معروف وموثق،ولكنني اشيرالى فكرة جوهرية لازمت الشيعة العراقيون كوجود وصيرورة منذ بداية تشكلهم كطائفة. هي روح التكيف والتحدي لكل ماواجهوه من عمليات ابادة واقصاء، وفشل كل الحكام المستبدين في اخضاعهم وترويضهم.وفي اي مكان عاشوا واقاموا فيه، كانوا يطورون اساليب بقائهم وتكاتفهم بطريقة مذهلة لابل تكاثرو وانتشروا وكانوا نواة الفكر المعارض لكل للخلفاء المستبدين، وقد اكتفى العثمانيون بعزلهم واقصائهم عن الحياة السياسة والاجتماعية والثقافية بعد ان عجزوا في اخضاعهم وتفتيتهم. وسارت كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق باستثناء حكومة قاسم وفقاً لمبداً العزل والاقصاء الذي يهمش دور العراقيين الشيعة في الحياة السياسية بصيغ مباشرة وغير مباشرة وموقف حكومة البعث وصدام الاستثنائي من الشيعة معروف للجميع وهوتاريخ قريب وكان بودي لوقرأه الزرقاوي وعصابات الارهاب واخذ الجميع منه عبرة ودرس يتخطى عقدة الحقد والكراهية. لم يعد الشيعة طائفة اومذهباً يتواشج المنتمون اليه من خلال مراسيمه وشعائره ومرجعياته وفقه واساسياته فقط، كما يظن ويخطئ الطائفيون التكفيريون. انه مجتمع مفتوح مرن متحرك تجاوز صيغته التاريخية السالفة في محدداتها الفكرية والسياسية فمد ذاته في استعارات فكرية وسياسية متنوعة وتجسيدات حديثة ومعاصرة، ثقافة احساس تقاليد وبنى مختلفة تضم الشيوعي ا لقومي الليبرالي ا ليساري ا لماركسي ا للامنتمي بعربه واكراده وتركمانه. ان هذا المجتمع المفتوح وانا استخدمه مجازاً قد اعطى للمؤسسات الثقافية والسياسية والاقتصادية العراقية كأحزاب واتجاهات مختلفة , كل ممكنات التفاعل والتأثيرالاجتماعي بمعناه الواسع ففي ثنايا تنوعه وامتداداته تلمس الابطال والشهداء والفاسدين والمتعصبين والمتنورين والمؤمنين، واذا حاول من يفكر ويتصرف خطأ من كل الالوان والاصناف حصره في عنوان ضيق كطائفة او فريج اوسلف اوجغرافية مغلقة فأنه سيخفق، فالمذهب الشيعي يقف خارجاً عن كل مختزلات الاستحواذ او الصيغ الضيقة المحددة فهو موضوعياً خارج منطوق الهيمنة السياسية للاحزاب الشيعية اذا ارادت ابقائه ضمن مفهوم الطائفة وهو خارج الصيغة الطائفية بتوصيفها النمطي في مدياته الارحب، واذا تجلت روح الهيمنة على قطاعات شيعية في اطار سياسي معين فهي حالة طبيعية وممكنة وستجد مايماثلها ولكن في اطار علماني مفتوح ورحب ، من هذا الباب ومن جوهرية فكرتي اقول من المستحيل فرض اجندة قسرية على العراقيين الشيعة بمعناه الضيق في اي مشروع سياسي يختزل وجودهم اويقصيهم من دائرة الفعل، من هذه الدواعي وغيرها فان الزرقاوي و من يقف ورائه وانا افترض ان هنالك قوى اقليمية ليس كلها تسير في منحى رسمي تراهن بمقدار معين على احداث فوضى سياسية في العراق، من خلال الزرقاوي والقوى التكفيرية والطائفية الاخرى وفي يدها مشروع تتماهى فيه عناوين ارهابية متعددة. ان هذا المشروع التكتيكي الهش سيضيع في خضم مواجهة عبثية غبية امام خصم اعتصم بقوته الذاتية تاريخياً في البقاء والتحدي كانتماء تفاعل مع الجغرافية والتاريخ بلونها العراقي،وبالتالي تصبح قراءة التاريخ بعين الماضي والحاضر اكثرجدوى ونفعاً، دون الولوج في شعارات سطحية ظلامية يطلقها متطرف دموي لايعرف.( ان التاريخ الا سجال بلانهاية) كما اوجزه وقرأه المورخ الهولندي الكبيربيتر جيل، واضيف ان في بعض مفاصل هذا التاريخ وانعطافاته نهاية لسجال ولسجالات،ولكن ليس بالطريقة التي يفسرها أويريدها الزرقاوي ومن يقف وراءه، وانطلاقاً من كل ما تقدم اقول لايوجد امام السنة والشيعة كعراقيين اولاً واخيراً سبيلاً غير التفاهم والحوارفمثلما يمتلك العراقيون الشيعة قدرة البقاء والتكيف فان العراقيين السنة ابقى واقوى من ان يزيحهم اقصاء او يموضعهم تحجيم مهما كانت قوته اواسبابه،، فكلما تلاشت فكرة اعادة التاريخ الى قبل التاسع من نيسان 2003 من اذهان السياسين المعاندين كلما كانت الرؤية والخطاب يسيران نحو واقع ومعطيات جديدة انبثقت بعد هذا التاريخ كحقائق، وبالتالي فان العقلانية والواقعية ستخلق حلولها الناجعة بعيدا عن فتوى الزرقاوي ومن يراهن عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ