الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكره التآمر! .. أم نخاف التآمر! .. أم لا نستطيع التآمر! ..

داليا عبد الحميد أحمد

2015 / 3 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مفهوم التآمر لم يعد بالبساطة والسذاجة التي تسمح بكشفه ومواجهته دون عمل وجهد . و في الواقع الحالي من أجندات، وخرائط جديدة للعالم، وأدوات إقناع متعددة لكل شئ، فالمؤامرة أصبحت عمل شاق طويل الأجل، تقوم به مؤسسات بدعم وتمويل خرافي، ومعلن بإطاره العام، وفي دائرة البحث من متخصصين في العلوم الإستراتيجية والإجتماعية. فما بالنا بصد المؤامرة، فهو أمر أكثر صعوبة وتعقيد.
رغم أن التآمر حقيقة من قديم الأزل، وكثير من الكائنات تتآمر، وتخطط، وحيوانات تنقض لتلتهم وتفترس. إلا أن معظمنا لا يراها إلا بمنظور الضعيف، المنكسر، الخائف من العالم، أو الحاقد عليه. فالعالم حولنا يتآمر لتزيد قوة القوي، ويقوي الضعيف. 
هل يخطئ من يتآمر علينا، أم نخطئ نحن حينما لا نتآمر ضد خطط التقسيم، والحروب، والإنهيار، والإفقار، والتبعية، ومحدودية( المعرفة العلمية know how). 
هل حدث علي مر العصور، والتاريخ، والحضارات، والبشرية، أن توقف التآمر علي القوي لإضعافه، وعلي الضعيف لإستخدامه؟! 
هل التآمر أمر حتمي من سنن البقاء؟! 
هل عدم التآمر جُبن، أم ضعف، أم سلام؟!
متي يتأكد لنا أن المعلومات، والتخطيط نحتاجها للتعامل مع العدو الداخلي والخارجي. وأن المستقبل يأتي بتراكم تنافس قوي، وقد يكون خطط تدمير معنوية، ومادية، وليس بالإكتفاء بالعزلة، أوبالجهر بالكراهية. 
وسط الموازين المقلوبة لا حل للبقاء غير بالتآمر بالتنمية، أن نتسلح وننافس بكل قوة، فلا نكن ضعفاء، ولا غير مستعدين للمستقبل.
وبعد وقت ضائع في نقاش عقيم عن وجود أو عدم وجود المؤامرة .. 
تآمروا ليس فقط رد فعل، ولكن بالتخطيط قبل أن تصيبكم المؤامرة المستقبلية المعلنة ..
تآمروا طمعا في المكانة الأفضل، والأقوي، والأصلح دائما .. 
تآمروا حفاظا علي البقاء ..
تآمروا حبا في الحياة ..
تآمروا رؤية للمستقبل .. 
تآمروا للأجيال القادمة ..
تآمروا منافسة .. 
تآمروا إجتهادا ..
تآمروا بعمل جاد مجود ..
تآمروا بإنتاج وإبداع متطور متجدد مكثف ضخم متواصل مستمر ..
تآمروا دون خوف ..
تآمروا دون كسل ..
تآمروا دون كره ..
تآمروا من حيث إنتهي العالم ..
تآمروا للإكتفاء الذاتي .. 
ولأن الحال أن القوي العظمي تتآمر لنهب الثروات، والعصابات تدمر بالوكالة لتنهي وجود أمل. فبديهي من يقف متفرج بدون أن يسبق، وبلا قوة، سيكون هدف سهل لمن يريد. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة