الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراصهيونية المخادعة..

محمد عبعوب

2015 / 3 / 19
القضية الفلسطينية


تحت وطأة انهيار أحلامنا بربيع عربي حقيقي، تحول في لمح البصر إلى رجيع لا فائدة ترجى منه، ينبهر عديد المتابعين العرب بالمشهد الأخير المخادع للديمقراصهيونية التي وضعت كتلة النواب العرب فيما يسمى ب"الكنيست" الصهيوني في ترتيب متقدم، ويسارع هؤلاء المتابعون المخدوعون إلى استشراف حلول للقضية الفلسطينية من خلال هذه الديمقراطية المزورة تحقق ما وصفوه بتفاهم بين الفلسطينيين والصهاينة ينهي المشكلة!!!

هنا في هذه الجزئية "تفاهم الذي ينهي المشكلة" تكمن خطورة المشروع الصهيوني في تحقيق تأقلم الإنسان الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال مع هذا الواقع الظالم واعتياده عليه، وهو ما يعني تخليه عن حقوقه ومشروعه الأصلي في استرداد أرضه المغتصبة، وضياعه في متاهات ديمقراطية مشوهة مفصلة على قياس عرقي صهيوني لن يحقق له مهما حاول طموحه في استرداد كرامته.. كما يحرص الاحتلال من خلال خطابه السياسي في تناول مسالة الصراع العربي الصهيوني الى استخدام مصطلح "المشكلة الفلسطينية" نافيا بذلك عن الشعب الفلسطيني مشروعية كفاحه ومستبعدا المصطلح الحقيقي للصراع القائم باعتباره قضية شعب يقاتل مناجل استراد حقوقه المغتصبة .

و يعمل الاحتلال بكل ما أوتي من قوة و وسائل ارهاب للتخلص من هؤلاء النواب العرب رغم أن وجودهم لا يزيد عن كونه قطع ديكور تضفي على هذا المجلس مشهد مزور للديمقراطية، باستثناء حالة النائبة حنين الزعبي وبعض من رفاقها الذين استطاعوا بوعيهم المتقدم وانتمائهم لأرضهم ان يقلبوا السحر على الساحر و استطاعوا أن يقاوموا هذا الاحتلال من داخل قوقعته وإثارة القضية الفلسطينية من داخل أروقة هذه المؤسسة المشوهة للديمقراطية.. و"اسرائيل" متورطة في مخرجات الديمقراطية التي تفرض عليها ضرورة تمثيل العرب في هذا الكيان التشريعي و لا تستطيع التخلص منهم، لأنها تضع في حسابها المراقب ودافع الضرائب في الدول الغربية الممول والراعي الرئيس للمشروع الصهيوني، ذلك الممول الذي هو ضحية للدعاية الصهيونية عن ديمقراطية صهيونية مزورة تنموا في وسط من أنظمة دكتاتورية وتيوقراطية قرواوسطية الذي لا يرضى المساس بثوابت الديمقراطية ويشكل تخليه عن المشروع الصهيوني موتا محققا له .

واستطاع العدو الصهيوني في فترة ما أن يحقق انجازا على طريق تشتيت النواب العرب تمثل في فصل النائب العربي عزمي بشارة الذي أعطى للاحتلال ورقة لا يحلم بها عندما ذهب الى سوريا وأعلن تأييده لحزب الله ليخسر بذلك موقعا متقدما في النضال من اجل قضيته الرئيسية المتمثلة في استردا أرضه، ويقع فريسة لممولي المشروع الصهيوني من شيوخ الزيت في الخليج العربي الذين أوقعوه في شراك النفعية والتورط في معارك جانبية أبعدته عن قضيته الأصلية، وهذا ما يعمل الاحتلال ليل نهار على تحقيقه..
يجب علينا كمتابعين عرب للمشاهد الخادعة للديمقراطية الصهيونية العرجاء ألا ننجر وراء أحلام سرابية عن ديمقراطية صهيونية وسلام بين شعبين، يحرص العدو ليل نهار على تبديدها وينفي أي وجود لكيان اسمه فلسطين، بل يدعو إلى يهودية الدولة و لا يعترف بغير اليهود المقيمين فيها إلا كرعايا من الدرجة الرابعة، بل يعمل على تشريدهم في أصقاع الأرض..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ