الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فدوى نصيرات : السلطان عبد الحميد الثاني وراء ضياع فلسطين

بشرى الحمداني

2015 / 3 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات




حملت د. فدوى نصيرات الاستاذة المتخصصة في التاريخ العربي الحديث حملت السلطان عبد الحميد الثاني مسؤولية ضياع أراضي فلسطين وبيعها للمنظمات الصهيونية وقيام البنية الاستيطانية الأولية التي تأسست عليها دولة إسرائيل فيما بعد .
وخلصت نصيرات في كتابها الصادر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت حول السلطان عبد الحميد الثاني خلصت دور السلطان عبدالحميد الثاني في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين 1876 – 1909" إلى نتيجة يمكن من خلالها أن تفسير التناقض بين ما تم تدوينه في المراجع والمصادر وما حدث على أرض الواقع.
ويقدم الكتاب الذي جاء بـ 255 صفحة كبيرة القطع قراءة تاريخية تحليلية لموقف السلطان عبدالحميد الثاني منذ بدايات السيطرة الصهيونية على الأرض في فلسطين، والتي تزامنت مع بداية حكمه 1876م، وتوليه عرش السلطنة العثمانية.
واعتمدت الباحثة في هذا الكتاب على المصادر والمراجع التي تناولت تاريخ هذه المرحلة من حياة السلطان عبدالحميد الثاني، بالإضافة إلى المذكرات والأدبيات والصحف والمجلات العربية والإنجليزية، فضلاً عن الكتابات المعاصرة التي بحثت في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر.
واستهل الكتاب بالحديث عن بدايات السيطرة الصهيونية على الأرض في فلسطين، في الفترة ما بين "1876-1909م"، وهي المرحلة التي بدأت فيها طلائع الصهاينة بالهجرة إلى فلسطين، وبداية تأسيس المستعمرات بشكل منظم، والتي شكلت بدايات السيطرة الاقتصادية، من خلال تأسيس البنوك والشركات التي تُعنى بنشاط الحركة الصهيونية وتدفع بها نحو تحقيق أهدافها.
وكشف الكتاب عن موقف السلطان من الحركة الصهيونية، ومدى قدرته على حماية الأرض والمقدسات، ومنع امتداد هذا النشاط وتزايده، وهو الذي شكل النواة الأولى لتأسيس دولة الصهاينة على أرض فلسطين فيما بعد.
وتناول الكتاب في فصوله الاربع الأوضاع العامة للدولة العثمانية إبان حكم عبدالحميد، حيث مرّت الدولة خلالها بأزمات دولية وأخرى داخلية هددت مصير الإمبراطورية ووحدة أراضيها. وأوضحت الدراسة الطريقة التي تعامل بها السلطان لمواجهة هذه الأزمات، والتي كانت سبباً في الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى نظام حكمه لاحقاً.
وتطرقت نصيرات الى المراحل التي مرت بها حركة الاستعمار الاستيطاني، مشيرة إلى أهم المستعمرات الصهيونية التي نشأت على أرض فلسطين، وكذلك الأحياء اليهودية التي نشأت بمساعدة الجمعيات الصهيونية في أوروبا، وأهم الأجهزة والأدوات والمؤسسات والجمعيات التي أُسِّست بهدف دعم عملية الاستعمار الصهيوني لفلسطين، والتي بدأت نشاطها أثناء فترة حكم عبدالحميد الثاني مبينة ملامح شخصية عبد الحميد الثاني التي تميزت بالذكاء والحنكة السياسية، لما في ذلك من أهمية في توضيح الدور الذي لعبه تجاه الحركة الصهيونية لاحقاً .

واضافت الباحثة خلالها حديثها عن الأوضاع العامة للدولة العثمانية إبان حكم عبد الحميد الثاني، بأنها مرت بأزمات دولية وأخرى داخلية هددت مصير الأمبراطورية ووحدة أراضيها موضحة الطريقة التي تعامل بها عبد الحميد الثاني لمواجهة هذه الأزمات، التي كانت سبباً في الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى نظام حكمه لاحقاً .
وافرد الكتاب صفحات طويلة عن موقف السلطان عبد الحميد الثاني من الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، وأوضاع اليهود العامة في الدولة العثمانية إذ تمت معاملتهم وفق نظام الملل العثماني، ومنحوا استقلالاً ذاتياً في الطقوس الدينية والتعليم، وتمتعوا بمنافع الامتيازات الأجنبية التي أعطيت للرعايا الأجانب .
"ومن المستغرب ان الدولة العثمانية اعترفت بوجود المستعمرات التي تأسست قبل إعلان المنع وهو ما سمح للبارون روتشيلد بتسجيل الأراضي التي اشتراها باسمه وسمحت لليهود بشراء الاراضي في كل أنحاء سورية. ومن المستعمرات التي أسست في تلك الفترة : بيئر طوفيا (1886) ورحبوت (1890) وعرتوف (1895) والخضيرة (1890) ومتولا (1895) وجاء تأسيسها في اثر تمرد قام به سكان المنطقة ضد الدولة العثمانية عند استعداد روتشيلد لشراء أراضيهم فوافقت السلطات المحلية على ذلك وأجبرت الأهالي على الرحيل وطردتهم من أراضيهم بعد أن أعطتهم تعويضات رمزية وأسكنت مستوطنين يهودا مكانهم..."
وما إن حل عام 1897 حتى كان هناك 19 مستعمرة غطت مساحة 45 ألف دونم وضمت 4350 نسمة إضافة الى أرض غير مستعمرة لليهود 10000 دونم غرب نهر الأردن و20000 دونم شرق الاردن كما وصل عدد اليهود الى 45 ألفا يعيشون في تسع قرى (28 ألفا في القدس وحدها) ومع نهاية القرن التاسع عشر كان عدد اليهود حوالى 50 ألفا.
معلوم أن الحركة الصهيونية حاولت عبثاً إغراء الدولة العثمانية بالمال لبيع فلسطين لليهود، رغم حاجتها الماسة للمال في ذلك الوقت، وتراكم الديون عليها. وقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني ذلك الإغراء الصهيوني في رسالة تهديد أرسلها للصهيوني وقد استشهدت الباحثة بقول "هرتزل"، فيها: "أنا لن أبيع ولو شبراً واحداً من الأرض، لأن هذا الوطن ليس ملكاً لي بل هو ملك لأمتي، لقد حصلت أمتي على هذا الوطن بدمائها، وقبل أن يؤخذ منَّا هذا الوطن ويذهب بعيداً، سوف نغرقه بدمائنا مرة ثانية." وهذا القول يفند الزعم بأن عدم تمكن "هرتزل" من جمع المال اللازم هو الذي حال دون بيع فلسطين لليهود
وتاتي اهمية الكتاب من حاجة المكتبات العربية لهذا النوع من الدراسات التاريخية والحقائق الدامغة والكاشفة حقيقة وتجليات وآثار نشأة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟