الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى /السيد الدكتور العبادي – رئيس مجلس الوزراء العراقي

غالب العاني

2015 / 3 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رسالة مفتوحة إلى /السيد الدكتور العبادي – رئيس مجلس الوزراء العراقي

السيد رئيس الوزراء المحترم
السلام عليكم
أنا من نشطاء حركة حقوق الإنسان العراقية الذين دافعوا عن حقوق الإنسان في العراق في العهد الدكتاتوري السابق وبعد الاحتلال عام 2003 حتى هذه الساعة. والدفاع عن حقوق الإنسان تعني الصدق والشفافية والعبور للقومية والطائفية والمذهبيه والعشائريه والايديولوجيات السياسية.
وكمدخل بودي أن انطلق من جوهر مسببات كل انتهاكات حقوق الإنسان الشاملة الحالية في العراق:
إن مشكلة العراق الأساسية منذ الاحتلال عام 2003 حتى الأن تكمن- حسب اعتقادي- بعدم وجود دولة المواطنة الحقة، دولة الدفاع وحماية حقوق الإنسان، دولة الحريات العامة الخاصة وحماية المعتقدات الدينية والسياسية، دولة رعاية المواطن، أي بمعنى آخر، دولة الآمان والضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي والخدمي.
إن ما هو موجود الآن هي سلطات وإمارات طائفية/ مذهبية/ قومية/ عشائرية، تجمعها ائتلافات مصلحية هشة، ميزتها الرئيسية هي السرقة والنهب والاثراء والعنف والارهاب وانعدام الثقة بينهم على طول مسارها، شيعية كانت ام سنية ام كردية، وحاصل جامعها الاساسي هي المحاصصه الاثنية/ الطائفية/ العشائرية المقيتة.

الســيد العبـادي:
بالرغم من كل ذلك فقد سعدت – بتحفظ شديد- بالتغيير الأخير، أي بتغيير المالكي وحكومته، ومجيئ البديل الذي أنت على رأسه، وكما يقول المثل (شَوْفه الموت حتى يرضى بالصخونة).






فهل انت صخونة أم أمل تغيير حقيقي؟؟
لا شك أن هناك تركة ثقيلة جداً، تشمل على شبكة هائلة وكبيرة من انتهاكات لحقوق الإنسان الاساسية وعلى رأسها حق الحياة الآمنة وحق التعليم والضمان الصحي وحق السكن الصحي، هذه التركة المآسوية المتمثلة أيضاً بـ:
1- وجود عبث سلطة الفساد المالي والإداري والثقافي والديني/ المذهبي من القوى الحاكمة شيعية كانت أم سنية أم كردية.
2- وجود قضاء مُسيّس وغير نزيه وغير مستقل.
3- وجود اصطفاف محاصصي/ سياسي قائم على أسس اثنية/ مذهبية/ عشائرية/ سياسية مصلحية.
4- وجود أجندة خارجية، إقليمية ودولية تتحكم بقرارنا وباستقلالنا ولها أهدافها الاستراتيجية في ووطننا.
5- وجود الأزمة المالية الخانقة بسبب الفساد المالي والإداري وشرعنة العديد من القرارات لصالح المفسدين والفاسدين، وكل الاسباب الموضوعية والذاتية التي قادت لوجود (داعش) الارهابي المجرم.
6- وضع الإنسان غير المناسب في المكان المناسب على ضوء تلك المحاصصات سيئة الصيت وخلق تلك الفوضى العارمة مما أدى إلى ضعف الخدمات في كل المجالات.
7- وجود التفاوض الطبقي الشاسع بسبب التخبط وعدم وجود عقول وطنية تخطط لبناء اقتصاد وطني وصناعة وطنية وزراعة منتجة، وإبقاء العراق بلد ريعي من السهولة سرقته والإثراء السريع به، وهذا ما حصل خلال العشر سنوات الماضية ولا يزال يحصل.
فالمستفيد الأول هم شيعة السلطة، وسنة السلطة، وكرد السلطة الذين تداولوا الحكم خلال هذه الحقبة.
8- وجود مليشيات تستمد سلطتها من الحاكمين ولها سلطة القانون، وباسم القانون تعتقل وتقتل وتسجن وتعدم وتسرق وتقوم بمجمل انتهاكات حقوق الإنسان.



السيد العبادي المحترم
كلي أمل وتفاؤل، ان يتم تحقيق ما أدناه كي ازيل تحفظي الشديد الذي مازال يلازمني كالكابوس.
1- العمل الجاد والمصداقي على تثبيت صرح قضاءً عراقياً مستقلاً ونزيهاً، إذ بدون ذلك، سوف لم يتحقق أي شيء لصالح المواطن والوطن.
2- تقديم رؤوس الفاسدين وسراقي المال العام من الحيتان الكبيرة والصغيرة التي ماتزال في السلطة الي القضاء العادل، وتحقيق مبدأ (من أين لك هذا)، والقيام بجرد حقيقي لكل من في السلطة من عام 2003 حتى اليوم من أجل الكشف الصريح لما ملكوا هؤلاء قبل 2003 وما يملكون الآن.
3- كشف ملفات السجون والاغتيالات وتقديم القائمين بها إلى مجرى العدالة.
4- حل كافة المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة فقط.
5- القيام بمصالحة وطنية حقيقية بعيدة عن التحزب والتمييز والإقصاء، من شأنها إعادة الثقة إلى الإنسان العراقي وصولاً إلى الوحدة الوطنية الشاملة.
6- وضع برنامج إنساني شامل بخصوص النازحين وتقديم المساعدة والعون لهم وفق معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي وخاصة أهلنا من اليزيدين والمسيحيين الذين مازالوا يعانون الأمرين.
7- الدين لله والوطن للجميع، والعمل الصادق على تحقيق ذلك عن طريق فصل الدين عن الدولة.
ولكي تستطيع تحقيق ذلك يا سيادة رئيس الوزراء ينبغي عليك الخروج من العباءة الحزبية/ الطائفية الضيقة إلى الفضاء العراقي الرحب، فضاء المحبة والحرية والسلام.
وأخيراً، وكما يقول المثل الألماني الشهير "الأمل يموت آخر شيء".
مع التمنيات لك بالصحة والموفقية
وعاش العراق حراً فيدرالياً ديمقراطياً متأخياً وموحداً
عراق المواطنة الحقة
د. غالب العالي
هامبروغ – ألمانيا
[email protected]
18-مارس-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المواطنه
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 3 / 20 - 12:46 )
اخي العزيز, لايخفي عليكم ان المواطنه العراقيه مفقوده في الوقت الحاظر , بل قل معي الانتماء العشائري والطائفي والقومي هي التي تقود مشاعر المواطن, بلد يفقده القانون مع وجود حكومه مبنيه على المحاصصه الطائفيه تترأس مفاصله, علينا بثوره سلميه تفضح هذه الممارسات وتطبق بها المعاير الحديثه من الدمقراطيه الى احنرام الرأي والرأي الاخر الى التسامح والتعيش السلمي بين المكونات في عراقنا الحبيب, الى دوله علمانيه , يشعر بها المواطن بالآنتماء الحقيقي لها والدفاع عنها, , , مع التقدير


2 - توجيه رسائل مفتوحة هو اسلوب اريستقراطي فرادني
طلال الربيعي ( 2015 / 3 / 20 - 13:01 )
ان ظاهرة الرسائل المفتوحة الى المسؤولين تدلل على عمق الازمة ببن المواطنين من جهة و المسؤولين من جهة اخرى, و كذلك على انعدام الديموقراطية في العراق حتى بالحد الادنى. فاللقاء مع المسؤول هو حق مقدس من حقوق المواطن وعلى المسؤول واجب الالتقاء بمواطنيه. فلم يلجأ البعض الى كتابة رسالات مفتوحة وهو يعرف ان مصيرها سلة المهملات, كما في العديد من الرسائل المفتوحة التي ارسلها البعض الآخر الى المسؤولين؟ متوهمين ايصا ان كتابة رسالة الى مسؤول كبير كفيلة بحد ذاتها بجعلهم من الكبار ومن ثم ملأهم بمشاعر مجانية من الزهو والفخار والرضى عن النفس, ومتناسين ان انشاء دولة المؤسسات لا .يتم بتوجيه الرسائل

فلم يشهد ااتاريخ قاطبة نيل الحقوق وتحقيق المطالب برسائل (عبر الانتريت) تدعو الى كذا وكيت. ان الحقوق ينبغي ان تنتزع ليس بالدعوة والالتماس, وانما بقوة الشارع ولبس برسالة ترمى في سلة المهملات عند وصولها, هذا ان لم يكن قد اذرتها الرياح حال ارسالها.
يتبع


3 - توجيه رسائل مفتوحة هو اسلوب اريستقراطي فرادني
طلال الربيعي ( 2015 / 3 / 20 - 13:01 )
ان توجيه رسائل مفتوحة هو دليل بالغ على العجز, وهو برغم حسن النيات لربما, اسلوب اريستقراطي فرادني مناقض للديموقراطية الحقة وحكومة المؤسسات. انه تعظيم نرجسي لذات الكاتب والمسؤول على حد سواء.


4 - لافائده من المناشدات
حسن ( 2015 / 3 / 21 - 23:25 )
اخي الكريم لافائده من المناشدات فان هؤلاء الذين سلطوا على رقاب العراقيين والذين لايسمعون صرخات الثكالى والارامل ولايرون الخراب والدمار الذي تسببوا به لايسمعون الا صدى اصواتهم ولا يرون الا مصالحهم.اما ديمقراطيه ومنظمات مجتمع مدني فهذا الترف لايقدم اي حلول لمشاكل العراق.

اخر الافلام

.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا


.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ




.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ


.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي




.. الإفراج عن الأسير الفلسطيني عيسى جبارين بعد 22 عاما من الاعت