الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجنون

باسم الهيجاوي

2005 / 9 / 21
الادب والفن


استيقظ متأخراً على غير عادته .. نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار .. التاسعة صباحاً .. تمطى .. مد يده إلى يساره .. ليوقظها .. الوسادة خالية .. لا أحد ينام قربه .. نادى بكلمات متقطعة :

ـ ريتا .. أين أنت ؟

لم يجب أحد .

أزاح الغطاء عن جسده المتثاقل .. ونهض بخطوات شبيهة ..

ـ ريتا .. ريتا ..

ذهب الى المطبخ .. لعلها تعد قهوة الصباح .. لا أحد .. فتش في أركان الحجرة ..

ـ ريتا .. ريتا .. ريتاااااااا ..

لم يجب أحد ..

تنفس قليلاً ..

ـ لعلها ذهبت لإحضار طعام الإفطار .. فنحن لم نعتد إعداد الطعام في المنزل .. باستثناء يوم الجمعة .. يوم عطلتنا الأسبوعية .. واليوم هو الاثنين .. ولكننا تأخرنا .. ويجب الخروج للعمل ..

عاد إلى غرفة النوم .. نظر في المرآة .. تصفح آثار النوم بوجهه .. صفف شعره .. تذكر النقاش الحاد الذي دار بينهم في الليلة الماضية .. بدل ملابسه ..

ـ ليتها لا تتأخر .. لأن عصافير بطني تزقزق .. سأصنع قهوتي بنفسي .. وسأغلي كوب الحليب لها .. ريثما تعود.

توجه إلى المطبخ .. تناول ركوة القهوة .. صب الماء .. تصفح الرفوف ..

ـ أين السكر ؟ أين القهوة ؟ هذا هو السكر .. وهذه هي القهوة .. وأين الحليب ؟ الحليب في الثلاجة .. نصنع القهوة أولا .. ومن ثم نغلي الحليب ..

ابتسم .. تذكر ..
" ضعي كوباً من الطحين واكسري بيضة " ..

لا بأس .. نصنع القهوة .. لا أدري لماذا هي لا تشرب القهوة .. وأنا أيضاً لا أرغب بشرب الحليب .. ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي يختلف في أذواقنا .. أما في باقي الأمور .. فنحن نتفق تماماً مع بعض النقاش .. ومعظم نقاشاتنا عادية وهادئة .. سرعان ما تنتهي " بشطب " الاختلاف .. والانصهار في بوتقة علاقتنا المميزة .. ياه .. هذه الليلة لم ننه خلافنا بطريقتنا الاعتيادية .. فقد طال النقاش .. وسلبنا النوم من تحييد الخلاف .. ونثر الورد على وسائدنا كالمعتاد ..

استيقظت البنت الصغيرة .. توجهت الى غرفة والديها .. لم تجد أحداً في السرير ..

ـ ماما .. بابا ..

ـ أنا هنا يا أمل .. في المطبخ ..

ـ بابا .. صباح الخير يا بابا .. اين ماما ؟

ـ صباح الخير يا حبيبتي .. ماما ذهبت لإحضار الطعام .. هل استيقظت أختك لينا ؟

ـ لا .. لم تزل نائمة ..

ـ حسنا .. خذي كوب الحيلب .. واذهبي الى الصالون ريثما أجيء ..

ناولها كوب الحليب .. سقط الكوب من يده ..

ـ تنبه يا رجل .. ماذا أصابك ؟ أجننت ؟ أنت لم تنجب بعد .

حمل فنجال قهوته .. توجه إلى الصالون .. جلس .. تناول علبة سجائره ..

ـ ستغضب لو شاهدتني أدخن على الريق ..

أعاد السيجارة إلى مكانها .. نظر لحمالة الورد في زاوية الصالون .. كانت على غير عادتها .. تناول الورقة البيضاء .. قرأ ..

ـ حين تستيقظ .. أكون في مكان آخر .. أرجوك .. لا تبحث عني .. ولا تنتظر عودتي .. ذهبت للبحث عن أولادي ..

لم يرتشف القهوة .. أشعل سيجارته .. وحمل حقيبته .. وسار للمطار ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة ماري سليمان تؤدي أغنية -في عينك بدور- على مسرح The S


.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |




.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م