الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم

كاظم الحناوي

2015 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم
كاظم الحناوي
الأم التي أوصت جميع الرسالات السماوية باحترامها وطاعتها، لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها فاحترام الأم وحبها يعتبره الإسلام دستوراً أخلاقياً رسمه القرآن الكريم وسنة خير المرسلين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وهذا المنهج ليس آنياً إنما هو مستغرق لكل الأوقات والأزمان.
الأم ذلك الكيان الذي يعمل عل رعايتنا وصيرنا من اعضائه وقومنا انها لوحة مفعمة بالشفقة والحنان يحيط بنا من اول صرخة وبعدها تغذي ارواحنا لتسكب في نفوسنا الرقة والمنعة والاباء لانها غذاؤنا الطبيعي الاول وفي كل ادوار الحياة .
اكتسبت الام في المراحل الاولى من تطور البشرية مكانتها المتقدمة اذ هي من اخترعت الزراعة بحركتها حول المنزل اضافة الى دورها في انجاب الاطفال فهي المصنع الاساسي للرغيف وانتاج البشر ومن خلال وظيفتها الاقتصادية والتنظيمية برزت مكانتها اذ ان الانتساب كان للام وليس للاب في تلك المراحل البشرية حيث ان الالهة كانت تعبد وهي تحمل اسماء أنثوية مما يبين دورالام في تلك المراحل المتقدمة من عمر البشرية.
في اوروك كانت الالهة (نمو) وهي الاولى التي انجبت ولدا وبنتا فكان الولد (آن) اله السماء والبنت (كي) الهة الارض التي ترجح فضل زراعة الارض الى الانثى.. والاسطورة السومرية متجسدة بالالهة الام (نمو) وقد اخذت التعبيرات الاسطورية الاولى عن مكانة المرأة الام وما تعطيه للحياة واخذت ذلك من بعد السومريين الحضارات البشرية القديمة الاخرى.
ومن هنا جاءت كلمة (مامي) التي هي في النصوص البابلية الالهة والام الكبرى وتقديسها يرجع الى ما تعنيه في وظيفة الخلق والرعاية وبقيت تلهج بها الالسن حول العالم (ماما , مامي, مام , يوم ...) .
ان العهود التي كانت للام السيادة تميزت عادة بروحها الطيبة فكانت عهود كبيرة فسميراميس وايزابيل الكاثوليكية واليصابات وكاترين الكبرى وماري تيريز النمساوية وفكتوريا وزنوبيا وبلقيس كل هؤلاء كن ملكات لدول كبيرة لان الرجل كان عاجزا عن الاجابة على سؤال: اذا لم نحارب فماذا نفعل؟ .
في حين ان مزاج الام لايستطيع القبول بالحرب ولا فهم الفائدة منها ان لم تكن دفاعية..
ان مايميز هذا العيد لوحاته البانورامية الحية ونغمة الصدق وطلب المغفرة والشعور بالذنب لدى الكثيرين . لقد ازداد يقيني بأن البعض لم يعودوا يدركون ابسط واجبات المسؤولية تجاه الام وها هي الام في العديد من بلادنا العربية اما تحت النار او بأنتظار رفات ابنها المفقود في النار المستعرة ليذهب ضحيتها الحرث والنسل وهاهي اكبر الجرائم حيث تحتجز اكثر من 90 امرأة من الامهات الاشوريات سبايا عند الدواعش .
اولئك الذين يدعون أنهم قادرون على ايقاف عجلة التاريخ بأخذ الامهات سبايا تحت عنوان الاسر نقول انكم ترتكبون أفظع الجرائم واكثرها عبثا بتاريخ الانسانية وان عنادكم لاينوب عن الفطنة اذ ان عقولكم تجتريء الحلول بشكل مخيف بطريقتكم الاجتزاء في استخلاص التفكير اوصلتم الامهات الى خاتمات مؤلمة بسذاجتكم المجرمة..
وحتى تكون المناسبة مدعاة تفاؤل عكس مايردد البعض : عيد بأي حال عدت ياعيد؟
في اشارة لما تعانيه الأم من فواجع وآلام تدعوا الى التشاؤم فهم مخطئون لان في عيد الأم دائما ترفرف بيارق الامل واشعاعات التفاؤل واول علائم الثقة بالنفس المراجعة واخذ العبر وسوف ننجح انشاء الله بأن نعيد لهذه الأم جزء من جهدها الفردي المهم والفعال في تأسيس شخصيتنا بأن نوصي النسل ونرشده بأن يتابع عمله لكي يرد بعض الدين لأمه ومثال ذلك هذه الرسالة السديمية والوصية التي تحمل الابن مسؤولية رد الدين للام ففي بردية بولاق توصية من عهد الفراعنة يذكرها فراس السواح في كتابه (مغامرة العقل الاولى ) للطفل لرعاية امه تقول الوصية (ينبغي لك ان لاتنسى امك فقد حملتك طويلا في حنايا صدرها وكنت فيها حملا ثقيلا, وبعد ان اتممت شهورك ولدتك. ثم حملتك على كتفها ثلاث سنين طوالا وارضعتك ثديها في فمك وغذتك, ولم تشمئز من قذارتك. ولما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة كانت تقف في كل يوم الى جانب معلمك ومعها الخبز والجعة جاءت بهما من البيت.)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً